تحدث وزير إسرائيلي سابق، عن سيناريو إجراء انتخابات الكنيست للمرة الرابعة على التوالي وبشكل متقارب، في ظل الفشل المتكرر لتشكيل ائتلاف حكومي بين الأحزاب الإسرائيلية الرئيسية.
وأكد وزير الداخلية
الإسرائيلي الأسبق عوزي برعام، في مقال له بصحيفة "هآرتس" العبرية، أن
رئيس الوزراء المتهم بالفساد بنيامين نتنياهو، سيضعف ويختفي بعد أزمة كورونا، لأنه
لا يمكن له أن يفلت من قوانين الطبيعة السياسية، التي ضربت ونستون تشرتشل وغولدا
مائير في الانتخابات الرابعة، وفق تقديره.
وقال برعام إن سيناريو إجراء
انتخابات الكنيست للمرة الرابعة "يبدو الآن مثل الكابوس، فالجمهور الإسرائيلي
تمت دعوته إلى الانتخابات ثلاث مرات في سنة واحدة، وفي كل مرة كان يمكن تشكيل حكومة
أقلية أو حكومة وحدة، لكن هذا لم يحدث".
وأوضح أن "الحل
التدميري لتحالف (أزرق أبيض)، واستعداد نتنياهو لتشكيل حكومة جميلة بالتناوب، قربا من الخروج بحكومة، لكن فيروس كورونا عرقل ذلك"، مبينا أن "النتائج من
الناحية الصحية صعبة، وتأثيراتها الاقتصادية كبيرة جدا، ولا يمكن توقعها".
ونوه برعام إلى أن "نتنياهو
في زمن أزمة كورونا، يظهر باعتباره السلطة الوطنية لوقف الوباء"، مؤكدا أن هذا
"التحايل وتعظيم الذات، هو خبزه القانوني ومنهجه".
اقرأ أيضا: هذه نقطة الخلاف الجوهرية بين نتنياهو وغانتس حول الحكومة
وأضاف: "العاطلون عن العمل
وأصحاب المصالح التجارية الصغيرة، ينهارون ويخافون من مستقبل صعب يلفه الغموض، وجميع
هؤلاء لا يضرون نتنياهو، فهو يزداد قوة انتخابية في كل استطلاع، ومنافسوه في المقابل
يضعفون".
وعبر رؤية تاريخية، فإن
"وضع زعيم في زمن الأزمة يتواصل بصورة قوية الآن، والجمهور لا يسارع لتغيير القيادة
في وقت كهذا، ولكن الحساب سيقدم له بكل القسوة عند انتهاء الأزمة".
وأشار إلى أن "حرب أكتوبر
1973، جاءت بشكل مفاجئ، وانهار المفهوم السائد، وكان من الصعب هضم عدد القتلى، كما
أن الأمن الوجودي تضرر، وكانت هناك حالة من الغضب على كل القيادة، وعندها جاءت انتخابات
أيلول/ سبتمبر 1973، وبدلا من محاسبة شديدة لحكومة غولدا مئير، هبط حزب "المعراخ"
من 56 مقعدا الى 51 مقعدا".
وتابع الوزير: "المحاسبة
قام بها الجمهور فيما بعد؛ وتم إبعاد غولدا وموشيه ديان عن القيادة، وتم استبدالها
بـ"انقلاب 1977"، ومرة أخرى أثبت أن القيادة تبقى راسخة في ذروة الأزمة،
وبعد ذلك يتم استخلاص الدروس".
ولفت إلى أن "الولايات
المتحدة تعاني الآن، ضمن أمور أخرى، بسبب دونالد ترامب، الرئيس الواهم الذي قلل من
أهمية فيروس كورونا، والوباء ضرب بشدة جميع الدولة، كما أنه خلال فترة ولايته كل ظهور
له كان محرجا أكثر من الظهور الذي سبقه، بجهله ومحاولة التشهير بكل معارض".
ومع ذلك بحسب برعام، فإن
"فحص الاستطلاعات المقارنة في الولايات المتحدة، تدل على أن ضربة كورونا تجلب
لترامب المزيد من التأييد، ومرة أخرى ما نراه هو ظاهرة معروفة؛ في وقت الأزمة لا يسارعون
إلى استبدال الخيول، ولكن من الواضح أن الأزمة الاقتصادية ستعطي علاماتها، والسؤال:
متى سيأتي موعد دفع الحساب؟".
وتوقع أنه "بعد انتهاء أزمة كورونا، سيضعف نتنياهو حتى يخسر ويختفي، ودون أي صلة بمحاكمته"، مضيفا: "صحيح أنه تقف أمامه قيادة خيبت آمال الكثيرين، لكن لا يوجد أي سبب من أجل أن تقفز عنه قوانين الطبيعة السياسية التي ضربت تشرتشل وغولدا في الانتخابات الرابعة".
هذه نقطة الخلاف الجوهرية بين نتنياهو وغانتس حول الحكومة
هكذا تناولت الصحافة الإسرائيلية انهيار تحالف "أزرق أبيض"
"هآرتس" تصف صفقة غانتس مع نتنياهو بـ"السيناريو الأكثر إهانة"