حذر وزير إسرائيلي سابق، من أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير جيشه نفتالي بينت يستعدان لضم غور الأردن، ما يتطلب من زعيم "أزرق أبيض" بيني غانتس، أن يكون حذرا من وزراء اليمين، الذين يحاولون تثبيت الحقائق على الأرض قبل تشكيل حكومة الوحدة.
وقال وزير القضاء ونائب وزير
الخارجية الأسبق يوسي بيلين في مقال نشره موقع "المونيتور" وترجمته
"عربي21"، إن ذلك أثار غضب رئيس أركان الجيش الجنرال أفيف كوخافي، الذي
أصدر بيانا أكد فيه على الحاجة المطلقة، لإبقاء تسلسل القيادة في نظام الدفاع.
وأشار بيلين إلى أن "أحدا لم يلاحظ
بيان كوخافي في أيام كورونا التي تشغل الإسرائيليين، لكن من لاحظ البيان أثار دهشته،
وشعروا أن كوخافي كان غاضبا جدا من رئيسه بينيت لسبب وجيه، لأنه قام بتجميع قوة عمل
للإعداد لضم العديد من المناطق في الضفة الغربية دون إشراك رئيس الأركان بهذه الجهود".
وأوضح بيلين، أحد رواد مسيرة أوسلو
مع الفلسطينيين، وشغل مهامّ عديدة بالكنيست والحكومات الإسرائيلية، أن "خطة بينيت
تم تقديمها للجمهور الإسرائيلي قبل بضع سنوات، وينبع جوهرها من تصور أن المنطقة
"ج" يجب ضمها لإسرائيل، باعتبارها منطقة داخلية، مع أنها تشكل 60 بالئمة
من الضفة الغربية، وتنوي إسرائيل الانسحاب منها تدريجيا وفقا لاتفاق أوسلو لعام
1993، والاتفاق الانتقالي لعام 1995، رغم محاولات بينت مرات عدة، دون جدوى، دفع حكومات
نتنياهو لاعتماد هذه الخطة".
وأكد أنه "بالمقارنة مع الخطط الدبلوماسية الأخرى التي نشرت خلال السنوات الأخيرة،
فإن صفقة القرن للرئيس دونالد ترامب هي الأقرب لفكرة بينت، فنصف المنطقة "ج"
فقط ستكون جزءا من الدولة الفلسطينية المستقبلية، ما يعني بعد اقتطاعها أن نصفها الآخر
يمكن ضمه من إسرائيل، ورغم أن الجزء المتعلق بدولة فلسطينية واردة بصفقة القرن لم يعجب
بينت، لكنه رآها خطوة مهمة للأمام تسمح لإسرائيل بتوسيع حدودها".
اقرأ أيضا: حزب نتنياهو يقدم مشروعي قانون "الضم والإعدام".. والسلطة تدين
وأشار إلى أنه "مباشرة بعد النشر الرسمي
لصفقة القرن، بدأ بينت يمارس ضغطا مفتوحا على نتنياهو لضم المنطقة ج، وفور تعيينه وزيرا
للحرب بدأ بالتحضير لضم جميع المستوطنات وغور الأردن، ولم يضِع وقتا، فجمع الضباط من
مختلف الإدارات في الجيش، وشمل ذلك إدراج الخرائط، وأشخاصا من الإدارة المدنية ومكتب
المنسق الإسرائيلي للأنشطة الحكومية في المناطق الفلسطينية (COGAT)، ومستشارين قانونيين ومتخصصين".
وأضاف أنه "تم تكليف هؤلاء جميعا
من قبل بينت لإعداد مجموعة من السيناريوهات لضم غور الأردن والمستوطنات، وهو يعتقد
أن وجود ترامب في البيت الأبيض يوفر فرصة فريدة لتطبيق أفكار اليمين في إسرائيل، ويخشى
في حال لم يتم إعادة انتخابه في نوفمبر، فقد تختفي الفرصة، ولن تظهر مرة أخرى أبدا".
وأوضح أن "فكرة بينت تتمثل في
تثبيت الأمر الواقع بخطط الضم من الحكومة الجديدة، وهو يعتقد أن كوخافي لن يعارضه في
مثل هذه القضية، ورغم أن غانتس تخلى عن العديد من المبادئ، وقدم التنازلات في طريقه
لحكومة وحدة تحت قيادة نتنياهو، ونكث بوعده بعدم الانخراط في حكومة يقودها سياسي متهم،
لكنه في الوقت ذاته لن يدعم أي خطة ضم من جانب واحد، قد تضر وتمنع جهود السلام مع الفلسطينيين".
جنرال إسرائيلي يحذر من انهيار "السلطة" وتفكك أجهزتها الأمنية
إجراءات مشددة للاحتلال مع ارتفاع مصابي كورونا.. نتنياهو ساخط
باحثون إسرائيليون يرصدون أهم الخسائر الناجمة عن "كورونا"