نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للكاتبة أروى مهداوي، تنتقد فيه "ثقافة المشاهير"، وتعتبر أنهم يعانون أكثر من غيرهم في هذه الأوقات العصيبة، جراء تفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم.
وتعتبر الكاتبة أن الفيروس قد تفوق عليهم في الشهرة، فلم يعد أحد يقلق ماذا يلبسون ومن يحضنون، وتحولت أنظار العالم إلى الجائحة التي سرقت العناوين، ويبدو أن المشاهير بدأوا بالتعامل مع إدراكهم بأنهم ليسوا مهمين ولا محبوبين بالمقدار الذي كانوا يتخيلون.
وكانت "غال غادوت" من أوائل ضحايا ردة الفعل ضد المشاهير هذا العام، فقامت نجمة فيلم "المرأة العجيبة" ببث فيديو عبر إنستغرام قبل أسبوعين، قالت فيه: "نحن جميعا في هذه (الأزمة) معا"، قبل أن تبدأ بتأدية أغنية "إيماجين" لـ"دون لينون" مع نجوم آخرين. فهل بإمكانكم تخيل كم هو مدى عدم الإحساس الذاتي عندما يقوم مجموعة من أصحاب الملايين بالغناء عن عالم "فقير"، في وقت يفقد فيه أعداد كبيرة وظائفهم؟
وقد يعتقد المرء أن هؤلاء المبهرجين قد يكونون تعلموا من ردة الفعل الناقدة لأداء "غادوت" وزملائها، ولكن ليس الأمر كذلك حيث بقيت الرسائل المملة عن الأمل تتوالى من المشاهير، واستمرت كذلك ردود الفعل المشمئزة من الجمهور.
ولا يعرف أحد سوى مادونا لماذا ظهرت علينا من حوض حمام مليء بالورود لتقدم نصائح لنا، قائلة إن كوفيد-19 "لا يهمه مدى غناك.. إنه يساوي بين الناس"، وبالتأكيد جمعت الناس على ازدراء مدى بعدها عن الواقع.
ثم هناك الملياردير ديفيد غيفين، الذي حذف منشوره على إنستغرام بعد ردود الفعل الغاضبة حيث كان قد نشر صورة يخته الفاخر الذي اشتراه بمبلغ 590 مليون دولار والذي يعزل نفسه عليه، مع تعليق "آمل أن يكون الجميع في أمان".
ومن كان وضعها أفضل على مواقع التواصل الاجتماعي هي إيفانكا ترامب، التي لم تحبس نفسها على يخت فاخر، وبدلا من ذلك تقوم بتعليم الناس غسل أيديهم حيث نشرت فيديو لأطفالها يغسلون أيديهم بصابون ثمن القطعة منه 39 دولارا.
اقرأ أيضا: غوارديولا ينخرط في عملية التوعية ويوجه نصائحه لتجنب كورونا
والآن يبدو أن "فاريل ويليام" انضم إلى المشاهير المنعزلين ولكن لا يستطيع فهم الجو، فقام الموسيقي الأسبوع الماضي بالتغريد على حسابة عبر تويتر داعيا متابعيه للتبرع للمستشفيات. فيما عكست إحدى التعليقات مزاج المتابعين: "لديك أكثر من 150 مليون دولار، تبرع بأموالك".
أوضح ويليام بعد ذلك أنه تبرع، ولكن هناك شعور بأن المشاهير أحرص على تشجيعنا لدفع أموالنا نحن الناس العاديين على أن يمدوا هم أيديهم إلى جيوبهم. فمثلا الشيف والنجم التلفزيوني "بوبي فلي"، الذي يعتقد أن ثروته تبلغ 30 مليون دولار، أنشأ حملة "GoFundMe" لمساعدة الموظفين في مطعمه. وهذه هي الرأسمالية: في المحصلة يجب أن تعتمد على مال غيرك من الناس.
كون المشاهير يجهلون الكثير، أمر معهود، ولكن يبدو أنه لم يكن هناك هذا المستوى من الغضب ضدهم. فبدلا من أن يكون هذا المرض "يساوي بين الناس"، فإنه جعل من غير الممكن عدم ملاحظة اللامساواة، وليس فقط من ناحية الثروة ولكن أيضا من حيث الحصول على الرعاية الصحية.
فكل يوم يتبين لنا أن شخصا مشهورا آخر مصاب بفيروس كورونا بعد فحصه، حتى وإن لم تبد عليه سوى أعراض خفيفة وفي نفس الوقت كثير من أصدقائنا وعائلاتنا قد يعانون من السعال المستمر ولكنهم لا يحصلون حتى على فحص أو سرير في المستشفى.
لا يمكن الفصل بين ثقافة المشاهير والرأسمالية، فكلاهما يرفع قيمة الشخص على حساب الصالح العام، بحسب الكاتبة، ويعتمدون على كذبة "الجدارة": اعمل بجد وستحصل على كل ما تريد.
ولكن بدا واضحا لدرجة غير مريحة مدى عدم إعطائنا قيمة لأكثر الناس بذلا للجهد في العمل – العاملين في الصحة وفي أسواق السوبرماركت وسائقي الباصات وسائقي الشحن الذين يبقون العالم في حالة حياة بينما يفر الأثرياء إلى منازلهم النائية.
ولم يكن من قبل أجلى كم هو قليل ما تقدمه الفئة الأكثر كسبا للمجتمع، ثم يقولون لنا: "كلنا معا في هذه المحنة".
وتختم "مهداوي" بالقول: "معذرة ولكن الواضح هو أننا لسنا كذلك".
صندي تايمز: تنظيم الدولة يصدر "فتاوى شرعية" لمواجهة كورونا
أتلانتك: المعادون للصين بأمريكا يصفون كورونا بأنه "دعوة لليقظة"
NYT: لماذا فشلت إيران في مواجهة انتشار فيروس كورونا؟