قال محللون أتراك، إن مهلة الرئيس رجب طيب أردوغان، جدّية، وتؤسس لمرحلة جديدة في السياسة التركية بالتعامل مع الملف السوري، في ظل التطورات المتلاحقة بإدلب.
رائحة البارود
وذكر الكاتب التركي، عبد القادر سيلفي، أن الرئيس أردوغان تفوح من حديثه رائحة البارود (في إشارة لاستخدام القوة العسكرية)، لافتا إلى أن مقتل الجنود الأتراك بقذائف النظام السوري، أرغمته على اتخاذ خطوات جديدة.
ولفت في مقال على صحيفة "حرييت" وترجمته "عربي21"، إلى أن بلاده وجهت ضربة قاسية لتنظيم الدولة في جرابلس والباب عبر "درع الفرات"، بعد هجوم "داعش" على حفلة عرس في غازي عنتاب، لتنتهي مرحلة القوة الناعمة وتبدأ مرحلة القوة الخشنة.
وأضاف أن الرئيس التركي، كرر تحذيره، وأعطى النظام السوري "إنذارا صارما" ومهلة حتى نهاية شباط/ فبراير، للانسحاب من محيط نقاط المراقبة التركية، قبل اتخاذ قرار الحرب واستخدام القوة العسكرية.
وأشار إلى أنه بينما كنت الوحدات الكردية المسلحة، تصنع "ممر إرهاب" على الحدود التركية، قال أردوغان: "قد نأتي فجأة في ليلة ما"، مشيرا إلى أن التنظيم الكردي لم يلق بالا لتلك التهديدات وظنوا أنها استهلاكية، حتى بدأت عملية "نبع السلام"، وتسارعت الولايات المتحدة وروسيا للبحث عن اتفاق.
اقرأ أيضا: أردوغان: هذه مهلة الأسد لسحب قواته من محيط النقاط التركية
من "المراقبة" إلى "السيطرة"
ونوه إلى أنه وفي ضوء تصريحات أردوغان، يمكن القول بأن أنقرة انتقلت من مرحلة "المراقبة" إلى "السيطرة" على المنطقة بإدلب، موضحا أن أردوغان ألمح بأن نطاق عملية "نبع السلام" ستتسع يمينا ويسارا وباتجاه العمق السوري.
ورأى الكاتب التركي، أن مهلة أردوغان، تشير إلى أن هناك تغييرا جذريا في سياسة تركيا بسوريا، مشيرا إلى أنه سأل وزيرا تركيا حول معايير السياسة الجديدة، فأجابه: "السيطرة والتوسع".
وأوضح أن الرئيس التركي يريد تنفيذ سياسته الجديدة دون قطع العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرا إلى أن الأخير إذا لم يأخذ تهديدات تركيا على محمل الجد، فإن أردوغان مصمم على تنفيذها.
وأكد الكاتب أن العد التنازلي لمهلة الرئيس التركي بدأ فعليا أمس، موضحا أن مهام نقاط المراقبة الآن أخذت وضعية السيطرة والتحكم بالمنطقة.
سليمان ديميرال
واستذكر الكاتب التركي، تحذيرات سابقة للرئيس التركي الأسبق سليمان ديميرال في تشرين الأول/ أكتوبر 1998، بسبب التعاون بين سوريا وزعيم منظمة العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، أشار فيها إلى أن لأنقرة الحق باستخدام القوة ضد دمشق التي تواصل مواقفها العدائية ضد تركيا.
ولفت إلى أن ديميرال هدد باستخدام القوة العسكرية مع سوريا بذلك الوقت، كما أن القائد الأسبق للقوات البرية أصدر تحذيرا صارما من الحدود السورية أتيلا أتش.
اقرأ أيضا: محللون أتراك: أنقرة لن تسمح بسقوط إدلب لهذا السبب
وأشار إلى أن تهديدات ديميرال، أجبرت سوريا أوجلان على مغادرة البلاد، وتلاها التوصل لاتفاق أضنة بين أنقرة ودمشق، منوها إلى أن النظام السوري بذلك الوقت عندما رأى أن تركيا وضعت قرارها على الطاولة، فضل عدم المواجهة وغير من موقفه.
طلب من روسيا
بدوره رجّح رئيس معهد الأبحاث الروسية، صالح يلماز، أن المهلة حتى نهاية شباط/ فبراير قد تكون طلبا من روسيا، لتهيئة الأوضاع من جديد والعودة إلى اتفاق سوتشي.
وأشار في تقرير لصحيفة "يني شفق"، وترجمته "عربي21"، إلى أن أنقرة وموسكو قد يتفقان على إبعاد كافة العناصر المسلحة بما في ذلك النظام السوري من منطقة خفض التصعيد.
وحول الطريقين الدوليين "أم4" و"أم5"، رجح الكاتب بأن يقوم النظام السوري بالانسحاب من مناطق سيطرة نقاط المراقبة، بينما تقوم القوات التركية، بضمان سلامة الطريقين الدوليين.
ولفت الخبير التركي، إلى أن أنقرة رفضت مقترحات سابقة قدمتها موسكو للمشاركة في تأمين سلامة الطريقين الدوليين.
الطريقان الدوليان
وأوضح أن أنقرة رفضت وصول القوات الروسية على الطريقين الدوليين، حتى لا تتفاقم الأوضاع في ذلك الوقت، ولا تخلق موسكو الحجج وإيجاد أي مبرر للتدخل في المنطقة.
بدوره قال الكاتب التركي، حسن بصري يالتشن، إن إستراتيجية أنقرة بدأت واضحة وجلية بإدلب، مشيرا إلى أنها ترغب ببقاء حالة التهدئة ما قبل هجمات النظام السوري.
وأشار في مقال على صحيفة "صباح" وترجمته "عربي21"، إلى أن النظام إذا أصر على عدم الاستجابة للنداء تركيا، فإن الأخيرة ستضطر لمواجهته عسكريا.
ولفت إلى أن تركيا لم تعد تحتمل تدفق المزيد من اللاجئين، ولا يمكنها التزام الصمت أمام العدوان الذي يهدد حدودها.
اقرأ أيضا: هل يوشك النظام السوري على دخول حرب مفتوحة مع تركيا؟
وأكد أن الجميع يعلم، بأن النظام السوري ليس صاحب القرار، وأن موسكو تقف خلفه في هجماته بإدلب، لذلك أجرت تركيا المحادثات الأخيرة مع روسيا.
وشدد على أن أنقرة لا تريد تصعيد الأزمة مع موسكو، لكنها ستضطر لاتخاذ ما يلزم وفقا لاستجابة الطرف الأخر، لذلك قامت الآن برمي "الكرة الساخنة" في أحضان روسيا.
منع التقدم والتصدي حتى نهاية المهلة
وأوضح أنها ستحاول إجبار النظام على الانسحاب من الأماكن التي وصل إليها بالآونة الأخيرة، وردعه من القيام بأي تقدم.
ورأى أن أنقرة الآن تعتبر الطريق السريع "أم5" مهما، وستحاول حمايته بأي طريقة، إلى جانب الطريق المؤدي إلى حلب، لذلك فإن الاشتباكات تجري الآن على ذات الخطى في سراقب وحلب.
وفي المرحلة الحالية، أوضح الخبير التركي، أن أنقرة ستركز على حماية تلك الطرق، ثم اللجوء لاتخاذ خطوات أكثر صرامة مع النظام السوري مع حلول نهاية شباط/ فبراير الجاري.
وأكد على أن مهلة أردوغان، لا تعني أنه طوال الشهر ستبقى أنقرة صامتة، بل ستواصل تعزيزاتها، والاستعداد لأسوأ السيناريوهات، كما أنها ستصد أي محاولة عدوانية للنظام السوري.
وأشار إلى أن تركيا تخطط لإنشاء منطقة آمنة على طول الطريق السريع "أم5"، رغما عن روسيا، لإيقاف تدفق النازحين.
محللون: أهداف هامة للنظام وروسيا بإدلب وراء التصعيد مع تركيا
محللون أتراك: أنقرة لن تسمح بسقوط إدلب لهذا السبب
خبراء أتراك: هذه تداعيات الرد التركي بإدلب والعلاقة مع روسيا