حذرت محافل أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى، من التداعيات الخطيرة المترتبة على ضم "إسرائيل" لمنطقة الأغوار، على مستقبل اتفاق السلام والعلاقات مع الأردن.
وبينت صحيفة "هآرتس" العبرية في خبرها الرئيس الذي أعده الكاتب عاموس هرئيل، أن "قادة جهاز الأمن في إسرائيل، أظهروا مؤخرا قلقا شديدا بخصوص العلاقات مع الأردن، على خلفية طرح خطة الإدارة الأمريكية، ونية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ضم غور الأردن".
وحذر قادة أجهزة الأمن الإسرائيلية من أن "خطوات أحادية الجانب ستؤثر على العلاقات مع عمان"، بحسب الصحيفة التي نوهت إلى أن "التقدير، المعروف للمستوى السياسي، أن الملك عبد الله الثاني، يقع تحت ضغوط شديدة ومختلفة في الداخل، والتي تضع العقبات أمام نظامه".
وأضافت: "الملك يتعرض للانتقاد بسبب الوضع الاقتصادي في الأردن، وأيضا بسبب مظاهر الفساد الكثيرة التي اكتشفت في الحكومة".
وذكرت "هآرتس" أن "جهات كثيرة في الأردن، تعارض بشدة العلاقات السياسية والأمنية الوثيقة التي تقيمها المملكة مع تل أبيب، كما أن خطوة إسرائيلية غير منسقة، وخاصة الإعلان عن ضم الغور، يمكن أن تضعضع هذه العلاقات"، منوها أن "ضم الغور سيضع في محل التساؤل ثبات اتفاق السلام".
اقرأ أيضا: عقب إعلان ترامب.. إسرائيل تحدد موعدا لإقرار ضم المستوطنات
وأشارت إلى أنه "عشية الانتخابات الأخيرة للكنيست أيلول الماضي، كان نتنياهو على وشك الإعلان عن قراره، وأن يقدم للحكومة مشروع قرار لضم الغور، ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة، واكتفى بتصريح عام بشأن نية للضم بعد الانتخابات، التي لم تتحقق بعد أن تبين بأنه لن ينجح في تشكيل حكومة جديدة".
وسبق أن كشف الكاتب الإسرائيلي في صحيفة "معاريف" بن كسبيت، أن "نتنياهو غير موقفه بعد مشاورات هاتفية صاخبة مع رؤساء أجهزة الأمن الإسرائيلية، التي فيها حذر رئيس الأركان أفيف كوخافي، ورئيس الشاباك نداف أرغمان، من تداعيات خطيرة متوقعة لهذه الخطوة"، وأضافت "هآرتس": "ويبدو أن هذه التحذيرات عادت الآن لتطرح".
ونبهت إلى أن "أساس القلق الفوري في أجهزة الأمن يتركز على التأثير على مستقبل العلاقات مع الأردن، علما بأنه لا يوجد في هذه الأثناء أي تحذير معين عن نية اشعال المناطق في اعقاب مبادرة ترامب في الساحة الفلسطينية".
وبالنسبة للموقف الفلسطيني الرافض لـصفقة القرن"، قدرت أنه "على المدى البعيد، الرد الفلسطيني سيتأثر كما يبدو من حجم خطوات إسرائيل على الأرض، والإعلان عن الضم يمكن أن يزيد احتمالية حدوث اضطرابات عنيفة بحجم أوسع".
ونبهت إلى أنه "خلافا لنية نتنياهو الأصلية، فقد تم تأجيل خطوات الضم الفورية، ومساء أول أمس أوضح نتنياهو أنه على وشك أن يقدم للحكومة الأحد القادم اقتراح لضم غور الأردن وجميع المستوطنات في الضفة الغربية".
وفي سياق متصل، كشف سفير الولايات المتحدة لدى الاحتلال ديفيد فريدمان أمس، أن الإدارة الأمريكية تعتزم "تشكيل لجنة مشتركة مع إسرائيل لمناقشة ضم المستوطنات بموجب البرنامج السياسي ترامب"، بحسب ما أورده موقع "i24" الإسرائيلي.
اقرأ أيضا: أكاديمي إسرائيلي: لهذه الأسباب لن يعيق الأردن ضم الغور
ونوه إلى أنه "من المستحيل تحديد المدة التي ستستغرقها العملية، لأنها تتطلب الجهد والدقة ويجب إرفاقها بالخريطة في برنامجنا، وبعد أن تقرر الحكومة الإسرائيلية ما تريد القيام به، سنعمل معا".
ولفت الموقع، إلى أن "فريدمان بهذه التصريحات، يتراجع عن تصريحات سابقة أكد فيها أن بإمكان إسرائيل البدء "فورا" بضم غور الأردن، وباقي مستوطنات الضفة الغربية، في إطار صفقة القرن"، بدوره قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو: "لن نفوت الفرصة، سنبدأ بتطبيق السيادة الإسرائيلية".
وبحسب الموقع، فقد أعرب جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومن معدي "صفقة القرن"، أن "تنتظر إسرائيل إلى بعد الانتخابات التي ستجري فيها في 2 أذار/ مارس ، لتشرع بالضم".
ولفت إلى أن "إسرائيل بحاجة إلى أن تكون لديها حكومة منتخبة، وليس انتقالية كما هو الحال اليوم، من أجل المضي قدما في صفقة القرن"، مشيرا إلى أن "ما يجري الآن هو إعلان للنوايا، ولكي يتحول هذا الإعلام لوثيقة، يتوجب علينا العمل عليه لبضعة أشهر"، بحسب زعمه.
"صفقة القرن" تهدد بـ"ترانسفير" لفلسطينيي الـ48
تقدير: العثور على زعيم فلسطيني يقبل صفقة القرن هو صفر مطلق
باراك يكشف عن خطة نتنياهو لكسب الانتخابات القادمة