تحدثت صحيفة عبرية، عن تداعيات مشاركة رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية، في جنازة الجنرال قاسم سليماني في طهران، والتي يمكن أن تستدعي "ردودا غير متوقعة" من مصر والاحتلال الإسرائيلي.
وزعمت صحيفة "هآرتس" في مقال نشرته للصحفي جاكي خوري، أن "قادة حماس وجدوا أنفسهم في معضلة عقب اغتيال قائد "قوة القدس" في حرس الثورة الإيراني، قاسم سليماني، في غارة أمريكية"، معتبرة أن "عملية اغتيال سليماني، جاءت في توقيت حساس بالنسبة لحماس، التي تجري الآن اتصالات (عبر مصر) مع إسرائيل لتطبيق تسوية في القطاع".
ورأت أن "مشاركة رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، في جنازة سليماني أمس في طهران، يمكن أن يستدعي ردودا غير متوقعة من مصر وإسرائيل".
وأشارت الصحيفة، أن "الاتصالات التي تجري بين إسرائيل وحماس مؤخرا، بمشاركة المخابرات المصرية ومبعوث الأمم المتحدة في الشرق الاوسط، نيكولاي ملادينوف، تشمل تسهيلات لسكان القطاع والدفع قدما بمشاريع مدنية"، بحسب زعمها.
ورأت أن "تأثير إيران على حماس وعلى الجهاد الإسلامي من ناحية عسكرية – إستراتيجية، هو تأثير دراماتيكي، فطهران تضخ الأموال لأذرعهما العسكرية، لذلك فإن مشاركة هنية والأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة، في جنازة سليماني غير مفاجئة بشكل خاص، لكنها ستختبر بتداعياتها، لا سيما في مصر".
وأكدت هذه الجهات، أن "موقف مصر لا يتوافق بالضرورة بشكل أوتوماتيكي مع موقف إسرائيل، حيث إن هذه الزيارة لن تحظى بالضرورة برد مضاد من قبل مصر".
وبحسب مصادر في "حماس"، فإن "الاتصالات لترسيخ التهدئة بين مصر وحماس دخلت في مرحلة متقدمة، ففي السنة الأخيرة دفعتا قدما خطوات في المجال الأمني والاستخباري، وترتيب العمل في معبر رفح، بما في ذلك إدخال البضائع، ومصر معنية بمواصلة القيام بذلك"، مؤكدة أن "قائد حماس في القطاع يحيى السنوار، يقود المفاوضات عن حماس"، بحسب ما نقلته الصحيفة العبرية.
اقرأ أيضا : ابنة سليماني تهدد ترامب بـ6 شخصيات بينهم هنية (شاهد)
وأضافت المصادر: "المعضلة غير سهلة لسبب واحد أساسي وهو أن حماس التي تعتبر نفسها منظمة مقاومة شعبية لا يمكنها التنازل عن إيران وحزب الله من وجهة نظر عسكرية واستراتيجية، لكن من جهة ثانية، فإن حماس تتولى منذ عقد تقريبا المسؤولية المدنية عن أكثر من مليوني إنسان، ومصر هي المرساة التي بدونها لا يمكن لحماس أن تحكم بصورة فعلية".
وتابعت: "التوجه؛ هو السير بين القطرات والحفاظ على نظام توازن مشدد، والدليل على ذلك، أنهم في حماس والجهاد أظهروا الغضب والإدانة لعملية الاغتيال، لكن لم يخطر ببال أي منهما القيام برد عسكري"، بحسب "هآرتس".
ونقلت عن "مصدر مصري مقرب من السلطة والمخابرات، تأكيده لـ"هآرتس"، أن "تقديرات حماس تقول بأن مصر لن تقوم بالرد على الزيارة في طهران بشكل رسمي، ولن تتخذ على الفور خطوات حاسمة ضد هنية وقيادة حماس"، مضيفا أن "هنية ربما سيضطر إلى الانتظار فترة طويلة لحين السماح له بالعودة إلى القطاع أو الخروج منه في المستقبل القريب".
وقال المصدر المصري: "هناك مسألة مركبة؛ فمن جهة توجد تصريحات لهنية يمتدح فيها سليماني ويهاجم واشنطن وإسرائيل، ومن جهة أخرى، توجد أنشطة على الأرض للحفاظ على التسوية والتهدئة ومنع انهيار القطاع بوساطة مصرية ودولية"، مضيفا أن "حماس معنية بتسوية مقابل تسهيلات، ومصر تفهم هذا، لكنها تعمل على كسر هذه الصيغة".
هآرتس: 3 استنتاجات من تصفية سليماني.. نتنياهو الرابح الأكبر
يديعوت: تصفية سليماني نقطة بدء مواجهة إيرانية أمريكية
هكذا علق زعماء وإعلام الاحتلال على عملية اغتيال سليماني