نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريرا حول الهند، ضمن إيجازها الأسبوعي حول جنوب آسيا، للصحافيين رافي أغراوال وكاثرين سلام، يقولان فيه إنه من المعروف أن الصين لا تتحمل الانتقاد، سواء كان ذلك الانتقاد من حكومات أو من شركات.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن بكين تمنع إسلام أباد من مناقشة اضطهاد مسلمي إقليم سنجان علنا، بالإضافة إلى أنها تعاقب اتحاد كرة السلة الوطني عندما يعلق على الاضطرابات في هونغ كونغ.
ويقول الكاتبان إن "الهند، وهي أكبر ديمقراطية في العالم لديها مؤسسات رقابة، كانت تاريخيا أكثر انفتاحا على الانتقاد الخارجي، أو على الأقل لم ترد عليه بقوة، لكن عددا من التطورات في الأسابيع الماضية تظهر أن هذا قد يكون بدأ يتغير".
وتلفت المجلة إلى أن أحد المؤشرات على الرغبة المتزايدة لدى نيودلهي بالسيطرة على السردية، هو الطريقة الذي تنظر فيها إلى العالم الرقمي، مشيرة إلى أن الهند تقوم الآن بدراسة ما إذا كانت ستبدأ بمراقبة منصات بث الفيديو، مثل نتفليكس وأمازون برايم فيديو.
وينوه التقرير إلى أنه بإمكان الهند مراقبة الأفلام والتلفزيون والإعلام المطبوع بشكل قانوني، إلا أن تلك القطاعات عادة ما تلتزم بالمعايير، مستدركا بأن البلد لم توسع قوانينها لتشمل بث الفيديو على شبكة الإنترنت، فعادة ما تكون البرامج ناقدة، (على الأقل بشكل غير مباشر)، للحكومة الهندية، ما أدى إلى شكاوى من الشرطة.
ويعلق الكاتبان قائلين إنه "إذا صحت التقارير الأخيرة حول زيادة مخطط لها في القوانين ذات الصلة، فإن ذلك في الحقيقة سيشكل جزءا من توجه أوسع، فمع زيادة الهنود الذين يستخدمون الإنترنت، معظمهم من خلال الهواتف الذكية الرخيصة وحزم الإنترنت، قامت الهند بالسيطرة على دخول الإنترنت في مناطق مثل كشمير، فقامت بإغلاق للإنترنت أكثر من أي بلد آخر، بالإضافة إلى أن نيودلهي اقترحت أيضا إجبار شركات، مثل (غوغل) و(أمازون) و(أوبر) بأن تحتفظ بالبيانات حول عملياتها المحلية داخل الهند، وهو تحرك تعارضه الشركات التي لها عمليات في الهند".
وتفيد المجلة بأن ثقة الهند المتنامية على المسرح الدولي تؤثر على علاقاتها بالدول الأخرى أيضا، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الماليزي، مهاتير محمد، أغضب الهند الشهر الماضي، خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، عندما غرد بأن جامو وكشمير "محتلتان"، وأضاف: "قد تكون هناك أسباب لهذا الفعل، لكنه خطأ".
ويشير التقرير إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أصدر تعليقات مشابهة في خطابه في الأمم المتحدة، فقال: "بالرغم من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فإن هناك 8 ملايين شخص عالقون في كشمير"، فيما أعلن رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، في الوقت ذاته بأن بلده ستشارك كلا من ماليزيا وتركيا لإنشاء قناة شبيهة بـ"بي بي سي" باللغة الإنجليزية، تركز على القضايا الإسلامية وتكافح الإسلاموفوبيا.
ويبين الكاتبان أن نيودلهي لم تكن سعيدة بذلك، والآن هناك مؤشرات على أن حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي تقوم بدراسة ردود فعل موجهة، مشيرين إلى قول "رويترز" إن الهند تفكر في وضع قيود على استيراد زيت النخيل من ماليزيا، واستبداله بالزيوت القابلة للاستهلاك من إندونيسيا والأرجنتين، حيث تعد الهند أكبر مستورد لزيت النخيل الماليزي، وبمجرد انتشار الخبر تراجع سعر زيت النخيل الماليزي بنسبة 1%.
وتذكر المجلة أن تركيا لم تنج أيضا، ففي 10 تشرين الأول/ أكتوبر وفي تصريح قاس على غير العادة، قالت وزارة الخارجية الهندية بأنها "قلقة جدا" بسبب الهجوم التركي على شمال شرق سوريا، وأضافت أن "الفعل التركي قد يقوض الاستقرار في المنطقة والحرب على الإرهاب"، وقامت الهند بمنع شركة دفاع تركية من العمل في الهند، بحسب صحيفة Times of India.
ويلفت التقرير إلى أن ما يساعد الهند في اتخاذ مثل هذه الإجراءات لمنع البلدان، أو الشركات، من انتقادها هو حجم وقوة سوقها، أو على الأقل هذا هو الدرس الذي استطاعت الهند تعلمه من الصين، مشيرا إلى أن الهند تعد شريكا أكبر لماليزيا وتركيا من باكستان.
ويقول الكاتبان إن "السؤال المطروح هو ما إذا كان ذلك الضغط سيؤثر على السياسة، وقد يكون الأمر أن الشركات ستمتثل قبل الدول إذا ما أخذنا في عين الاعتبار ما تأمل أن تحصل عليه (نتفليكس) و(أمازون) من مستهلكي الطبقة المتوسطة المتنامية في الهند".
وتنوه المجلة إلى أن اشتباكات بين القوات الباكستانية والهندية وقعت خلال عطلة نهاية الأسبوع؛ بسبب التوتر المتزايد حول كشمير، ما تسبب بمقتل 9 مدنيين وجنود، وكانت تلك المناوشات هي الأسوأ هذا العام عبر خط السيطرة، وتزامنت مع تقديم القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية لجنوب ووسط آسيا، أليس ويلز، شهادتها لجلسة استماع في مجلس النواب يوم الثلاثاء، التي قالت بأن أمريكا "حثت السلطات الهندية على احترام حقوق الإنسان، وإعادة إمكانية استخدام الخدمات كلها، بما في ذلك الإنترنت وشبكات الهاتف النقال".
ويفيد التقرير بأن الكشميريين سيذهبون في الجزء الذي تديره الهند لما يسميه البعض انتخابات مزيفة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، مشيرا إلى أن هناك تعتيما تاما في مجال الاتصالات، بالإضافة إلى كون كثير من الزعماء السياسيين في الولاية يرزحون في السجون.
وتشير المجلة إلى أن الهند انتهت يوم الأحد من مناورات عسكرية مشتركة مع جزر المالديف في بونا في الهند، وركز البلدان على مكافحة التمرد والإرهاب، في الوقت الذي تقوم فيه الهند ببناء تحالفاتها الإقليمية، لافتة إلى أن الهند قامت بإعارة جارتها الصغيرة طائرة دورنير وشبكتها على شبكة الرادار الهندية، فيما يخطط البلدان للقيام بتمارين إضافية على أعمال الإنقاذ وتوفير المساعدات بعد الكوارث.
وبحسب التقرير، فإنه في رسالة من مدير شركة "وولمارت"، دوغ ماكميلون، إلى رئيس الوزراء الهندي مودي، طلب المزيد من الثقة في بيئة الأعمال، بحسب صحيفة Times of India.
ويعلق الكاتبان بأن مخاوف ماكميلون يمكن تفهمها حيث ذكرت "فورين بوليسي" في تقرير لها بأن نيودلهي فرضت قوانين جديدة تتعلق بالتجارة الإلكترونية، بعد أشهر من إنفاق "وولمارت" 16 مليار دولار لشراء شركة "فليبكارت"، التي هي منافس محلي لـ"أمازون"، وهو ما أجبر شركة "وولمارت" على القيام بإعادة تصميم نماذجها التجارية.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
واشنطن بوست: قمع الهند متواصل في كشمير.. اعتقال وتعذيب
كاتبة: هل تنجح خطط أردوغان لحل مشكلة اللاجئين السوريين؟
FP: ماذا تجني الصين من سعي الرياض لتصبح مركزا للتكنولوجيا؟