خصصت صحيفة "واشنطن بوست" افتتاحيتها، للحديث عن القمع الهندي المتواصل في إقليم كشمير المتنازع عليه.
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إنه "عندما جرد البرلمان الهندي، وبطريقة مفاجئة، إقليم جامو وكشمير من الحكم الذاتي الذي يتمتع به في الخامس من آب/ أغسطس، قالت حكومة رئيس الوزراء نارندرا مودي إن هذه الخطوة هي بداية لمرحلة جديدة من التنمية الاقتصادية والحريات المدنية الموسعة للمنطقة، التي عانت ولعقود من عنف طائفي، وقالت الحكومة إن الاضطهاد الذي تم فرضه هو إجراء مؤقت، وضمت الإجراءات القمعية التي فرضتها الاعتقال دون تهم لآلاف السياسيين الكشميريين وغيرهم من الرموز العامة البارزة، وتعليق خدمات الإنترنت والهواتف".
وتشير الصحيفة إلى أنه "بعد أكثر من شهرين فإن القمع لا يزال متواصلا، ولا يزال المئات من الأكاديميين والناشطين في المعتقلات، بينهم قادة الولاية الكبار الذين تولوا مناصبهم بعد انتخابهم، ورغم تخفيف بعض القيود على الحركة والخطوط الهاتفية، إلا أن خدمة الإنترنت لا تزال محجوبة".
وتلفت الافتتاحية إلى التقارير عن الاعتقال التعسفي والضرب والتعذيب الذي تمارسه قوات الأمن على المواطنين، بما في ذلك الأطفال، الذين تقل أعمارهم عن 13 عاما، مشيرة إلى مقابلة 19 شخصا من 13 قرية، الذين قالوا إنهم تعرضوا لانتهاكات قوات الأمن بعد قرار 5 آب / أغسطس، وتحدثوا "عن الضرب بالقضبان والعصي والكوابل والصدمات الكهربائية وتعليقهم من أرجلهم لفترات طويلة".
وتنوه الصحيفة إلى أن "الحكومة تنكر هذه المزاعم، لكنها رفضت السماح للصحافيين الأجانب والمراقبين المستقلين بالسفر إلى المنطقة، ومن الذين منعوا من زيارة كشمير السيناتور الديمقراطي عن ميريلاند كريس فان هولين".
وتعلق الافتتاحية قائلة إن "الهند تفاخر بأنها أكبر ديمقراطية في العالم، لكن هذه الأفعال ليست أفعال دولة ديمقراطية، فمعظم المعتقلين تم اعتقالهم دون مراعاة المعايير القانونية، وتم تعطيل المحكمة العليا وبقية المحاكم عن النظر في قرار إلغاء الصفة الخاصة لكشمير، وتم تأجيل أي قرار بشأن تحويل الصفة الذاتية لجامو وكشمير من ولاية إلى فيدراليتين لحين سريان مفعول قرار البرلمان في 31 تشرين الأول/ أكتوبر".
وتذكر الصحيفة أن المسؤولين رفضوا إعطاء إجابات مباشرة حول موعد وقف حملات القمع، مشيرة إلى قول مدير الأمن القومي أجيت دوفال، إن وقف العنف يعتمد على الطريقة التي "ستتصرف" فيها باكستان، أي بعبارة أخرى ربط مصير ملايين المواطنين الهنود بموقف حكومة أجنبية.
وتفيد الافتتاحية بأن باكستان، التي تطالب بكشمير، ركزت في خطابها على القمع الممارس على المواطنين، إلى جانب مناشدات عقيمة للأمم المتحدة، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان طلب وساطة من الرئيس دونالد ترامب، لكن هذا كان قبل مشاركة الرئيس الأمريكي في لقاء مع مودي في هيوستن، الذي كان بمثابة تجمع سياسي مشترك.
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول إن "الهند أصبحت حليفا قويا لواشنطن، وهذا سبب يدعو واشنطن للضغط على مودي لوقف الاضطهاد والإفراج عن المعتقلين، ولسوء الحظ، فليس لدى ترامب أي فهم لمثل هذه الضرورات، وهذا دون شك، يجعل إجراءات القمع التي وضعت في 5 آب/ أغسطس لا تزال متواصلة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
مهدي حسن: ما هي الصلة بين أنصار ترامب وأنصار مودي؟
FT: لهذا من الصعب على أمريكا الخروج من الشرق الأوسط
NYT: نحن لسنا كلاب حراسة للسعودية والمعركة تخصها