كشفت تقارير إخبارية، عن وساطة أوروبية بين تركيا
والإدارة الذاتية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكل الوحدات
الكردية عصبها الرئيس، بهدف إجراء محادثات مباشرة بين الجانبين، لتجنب مواجهة عسكرية في شمال
شرق سوريا.
وأوضحت أن الزيارات الأخيرة التي أجرتها وفود
سياسية أوروبية (فرنسية، ألمانية، بريطانية) إلى مناطق سيطرة الأكراد، بحثت في
سُبل إطلاق حوار مباشر بين الجانب التركي، و"الإدارة الذاتية"، من دون
أن تأتي على تفاصيل أكثر، في حين لم يؤكد الرئيس المشترك لـ "مجلس سوريا
الديمقراطية" الواجهة السياسية لـ"قسد"، رياض درار، الأنباء هذه،
خلال حديثه لـ"عربي21".
من جانبه، أكد الخبير بالشأن الكردي، الدكتور
فريد سعدون، وجود تحركات أوروبية على الأرض، لاحتواء الموقف المتأزم بين تركيا
و"الإدارة الذاتية"، مستدركا: "ليست وساطة، بقدر ما هي بحث من
الأوروبيين عن مصالحهم، وتحديدا فيما يخص التهديدات التركية بفتح الطريق أمام حركة
اللجوء غير الشرعية".
وقال لـ"عربي21" إن الغاية من كل هذه
التحركات، التوصل إلى حل سياسي لـ"المنطقة الآمنة" التي تم الاتفاق على
تشكيلها بين الولايات المتحدة وتركيا.
وتابع سعدون، أن "اتفاق المنطقة الآمنة،
لم ينفذ إلا شكليا، وتركيا تضغط للتوصل إلى حل سياسي، كي لا تضطر إلى الحل
العسكري، رغم الرفض الأمريكي".
عضو المجلس الوطني الكردي في سوريا، فؤاد
عليكو، قال إن "أوروبا اليوم باتت في موقف حرج وقلق للغاية، إزاء مسألة اللجوء،
وخصوصا أنه ليس لدى تركيا القدرة على استيعاب موجة جديدة من اللاجئين".
وأضاف لـ"عربي21" أن التهديدات
التركية الأخيرة لأوروبا، تدفع بهم إلى البحث عن تفاهم مع تركيا، في ظل رغبة
أمريكية بخلق قنوات اتصال بين "الإدارة الذاتية" وتركيا.
من جانب آخر، أشار عليكو إلى الوساطة التي تقوم
بها فرنسا بين "المجلس الوطني الكردي"، وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD).
إقرأ أيضا: لماذا تخشى أمريكا و"قسد" عودة اللاجئين إلى "المنطقة الآمنة"؟
وحول آخر ما توصلت إليه الوساطة الفرنسية، قال: "للآن يصر الاتحاد الديمقراطي على إبقاء القرار العسكري والأمني والإداري
للمناطق التي يسيطر عليها بيده".
وبالمقابل، يريد "المجلس الوطني
الكردي" الشراكة الحقيقية، والحديث لعليكو، الذي أضاف: "نرفض أن نكون
رقما في معادلة الاتحاد الديمقراطي، يستخدمه متى يشاء".
وحول حظوظ الوساطة الأوربية الجديدة، أعرب
المسؤول الإعلامي في منصة "INT"
الإخبارية، جوان رمّو، عن توقعه بفشلها، نظرا إلى حجم الخلاف الكبير بينهما، حيث
تصر تركيا على إبعاد "قسد" عن حدودها، فيما تراوغ الأخيرة وتواصل سياسة
الخديعة بتغيير الرايات والأسماء.
وتابع في حديثه لـ"عربي21" بأن
"قسد" أقرب إلى النظام منها إلى تركيا، وهي مستعدة لتسليم الأسد
مناطقها، حتى لا تتنازل لتركيا.
يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كان قد
هدد بتحرك عسكري منفرد داخل سوريا إذا لم تتم إقامة المنطقة الآمنة بنهاية أيلول/
سبتمبر.
وكمؤشر على جدية التهديدات التركية، قال مسؤول
أمني تركي بارز، السبت، إن أطباء من مدن كبرى في تركيا، أرسلوا لإقليمين في جنوب
البلاد، بالتزامن مع إلغاء إجازات أطباء في تلك المناطق، استعدادا لعملية عسكرية
محتملة شمال سوريا.
وأضاف المسؤول لوكالة رويترز: "تم تعليق
إجازات الأطباء للاستعداد لعملية محتملة عبر الحدود. نستعد منذ فترة طويلة، والآن
وصلنا إلى مرحلة يمكن فيها تنفيذ العملية في أي وقت يبدو ضروريا".
"مسلم" يعلق على اتفاق واشنطن وأنقرة حول المنطقة الآمنة
وحدات كردية بسوريا تبدأ سحب مقاتليها من الحدود مع تركيا