يُجري رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو جولات مكوكية بين أحزاب اليمين، لضمان استمرار تعهداتهم السابقة بالبقاء في تكتل موحد، رغم النتائج الأولية للانتخابات والتي أظهرت عدم حصول هذا التكتل على 61 مقعدا، المطلوبة في الكنيست للمصادقة على أي حكومة جديدة.
وأظهرت نتائج العينات في
انتخابات الكنيست الـ22، التي انتهت مساء الثلاثاء، تنافسا كبيرا وحادا بين نتنياهو
ومنافسه رئيس حزب "أزرق أبيض" الجنرال بيني غانتس، فيما تقدمت قائمة
الأحزاب العربية المشتركة.
وأوضحت صحيفة "إسرائيل
اليوم" العبرية، أنه بعد فرز 93 بالمئة من الأصوات، ووفقا للنتائج غير
الرسمية، حصلت كتلة اليمين على 55 مقعدا، وكتلة اليسار على 56 مقعدا، فيما حصل كل
من "الليكود" على 31 مقعدا و"أزرق أبيض" على 32 مقعدا، فيما
حصلت "القائمة المشتركة" على 13 مقعدا.
وأمام هذه النتائج التي تهدد
مستقبل نتنياهو السياسي، تحدثت "عربي21" مع مختصين وخبراء بالشأن
الإسرائيلي، للتعرف على السيناريوهات المتوقع أن يسلكها نتيناهو، وهل يستطيع إنقاذ
نفسه من قضايا الفساد التي تلاحقه بتشكيل حكومة وحدة مع غانتس؟
اقرأ أيضا: نتائج الكنيست.. نتنياهو لم يحسم الأغلبية و"العربية" تتقدم
وفي هذا الإطار، يقول المحلل
المختص بالشأن الإسرائيلي ناجي البطة إنه "وفق النتائج شبه النهائية سيكلف
غانتس بتشكيل الحكومة"، مشيرا إلى أنه "قام بحركة غير مسبوقة في تشكيل
الائتلافات الحكومية الإسرائيلية، باعتزامه لقاء رئيس القائمة المشتركة أيمن
عودة".
ويعتقد البطة في حديثه لـ"عربي21"
أنه "يبدو أن هناك جدية في أن تقوم ما تسمى أحزاب المركز، بتشكيل الحكومة
القادمة بقيادة غانتس"، لافتا إلى أن "نتيناهو كان يقوم بحملة انتخابية
كالمجانين، من أجل تشكيل حكومة تعطيه حصانة برلمانية، لتجنب تقديمه للمحاكمة، والهروب
من لائحة الاتهام التي من المتوقع أن يوجهها المستشار القضائي للحكومة له".
ويوضح أن "ذلك سينهي
مستقبل نتنياهو ويمسح ماضيه الذي يفتخر به، بأنه تجاوز الفترة التي قاد فيها أحد
أبرز مؤسسي الكيان بن غريون، وهي الفترة التي حكم فيها، وهي 4877 يوم"، مضيفا
أن "نتنياهو مستعد للتضحية، لكن أعضاء الليكود ليسوا مستعدين للتخلي عن
مبادئهم اليمينية".
موقف الليكود
ويتابع البطة قائلا: "لو
دخل نتنياهو في حكومة وحدة مع غانتس، فلن يقبل أعضاء في الليكود وخاصة المنافسين
الرئيسيين له بذلك"، مرجحا أن "أيام نتنياهو في قيادة الليكود باتت
قليلة وستنتهي، ولن يستطيع أن يبرمّج حزبه لخدمة مصلحته في البقاء كرئيس
للوزراء".
من جهته، يقول الخبير بالشأن
الإسرائيلي محمد خليل مصلح إن "المشهد السياسي الإسرائيلي في أزمة شديدة جدا،
في ظل التكتلات الحاصلة ما بين اليسار الوسط واليمين"، مؤكدا أن "الرقم
61 أصبح عقدة للسياسيين، لأنه لا يوجد حزب قادر على تجاوز هذا الرقم بالمطلق، وحتى
التكتلات لا تمتلك هذا الرقم في الكنيست، إلا في إطار المساومات".
وحول مستقبل نتنياهو، يرى مصلح
في حديثه لـ"عربي21" أنه "رغم وجود جلسة استماع له في 2 تشرين
الأول/ أكتوبر المقبل، إلا أن الأمر لا زال غير محسوم، ولا زال أمامه الوقت للهروب
والنجاة من المستقبل السياسي المظلوم".
اقرأ أيضا: وسائل إعلام إسرائيلية تنشر نتائج أولية لانتخابات الكنيست
ويوضح مصلح أن نتيناهو يستطيع
الهروب من نهاية مستقبله السياسي، ضمن سيناريوهات متعددة، مبينا أن "الخطة
المتقدمة لنتنياهو عن غانتس أن هناك 55 مقعدا له جاهز، وهو بحاجة لـ6 مقاعد فقط،
لتشكيل حكومة جديدة، ويستطيع حل ذلك بإطار خيارات ثلاثة".
ويشير إلى أن "الخيار
الأول يتمثل في إقناع حزب العمل بالانضمام لتكتله من خلال تقديم الإغراءات"،
أما الخيار الثاني بحسب مصلح، يتعلق بالتوجه إلى حكومة وحدة مع غانتس، وهو أقل
تكلفة بالنسبة له، لأنه لن يكون بحاجة للأحزاب الصغيرة.
أسهل الخيارات
ويستكمل طرحه لخيارات
نتيناهو، إنه "ربما يلجأ لإقناع ليبرمان بالانضمام للتكتل، ولكن إقناعه متوقف
على تنازل اليمين عن قضايا عدة"، معتقدا في الوقت ذاته أن "حزب الليكود
إذا رأى نتنياهو عقبة في تشكيل أي حكومة، سيتخلص منه".
ويستدرك مصلح قائلا:
"هذا الأمر غير مطروح حتى اللحظة بشكل علني، ولكنه مطروح بتكتم"، منوها
إلى أن "أسهل الخيارات للحزبين الليكود وأزرق أبيض، هو تشكيل حكومة وحدة
بينهما، لأنه لن يعرضهما للابتزاز من الأحزاب الصغيرة".
ويلفت إلى أن "الإشكالية
الأساسية بين الحزبين الرئيسيين هو الملف الأمني في قطاع غزة"، موضحا أن
"أولويات غانتس غزة وأولويات نتيناهو إيران والشمال، فإذا اتفقا على آليات
محددة وخطة معينة للتوفيق بين هذين التوجهين الأمني والسياسي، يمكنهما التوجه إلى
بر الأمان"، بحسب رأيه.
اقرأ أيضا: نتنياهو يلغي مشاركته بالأمم المتحدة لمنع "سقوطه من الليكود"
كيف أصبح ليبرمان الشعبوي "صانع ملوك" إسرائيل؟
"العربية المشتركة": نحن القوة الثالثة في الكنيست
هل تتجه إسرائيل لجولة انتخابات كنيست ثالثة؟