يعادي أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، العرب واليهود المتشددين في آن واحد، ويوصف بأنه شعبوي، إلا أنه تمكن من المضي في تثبيت نفسه كصانع لملوك دولة الاحتلال.
فقد حصد حزبه تسعة مقاعد، بحسب المؤشرات الأولية، فيما عجز حزب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الليكود، وحلفاؤه، من الحصول على العدد الكافي المؤهل لتشكيل حكومة جديدة، دون تحالف مع ليبرمان.
ويشير تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية أن "حارس الملهى الليلي السابق"، وصاحب المواقف السياسية العدائية، بات يثبت نفسه كـ"صانع ملوك"، بعد أن كان بمثابة اليد اليمنى لنتنياهو.
وبعد ظهور النتائج الأولية لانتخابات الثلاثاء، دعا ليبرمان إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية ليبرالية تضم الليكود وتحالف أزرق أبيض، لتفويت الفرصة على اليهود المتشددين كي لا يكونوا جزءا من الحكومة.
وما إن لم يتم تحقيق رغبة ليبرمان، فقد تدخل إسرائيل في مأزق سياسي حاد، لا سيما أن الانتخابات هي الخيار الثاني بعد تعثر مساعي نتنياهو تشكيل حكومة بعد اقتراع نيسان/ أبريل الماضي.
اقرأ أيضا: ليبرمان: نتنياهو خدعني حين منعني من اغتيال إسماعيل هنية
قاعدته الشعبية
ولد ليبرمان (61 عاما) ذو اللحية البيضاء المختلطة ببعض السواد، في جمهورية مولدافيا السوفياتية آنذاك، وهاجر إلى إسرائيل عام 1978 حيث عمل لفترة كحارس ملهى ليلي أثناء دراسته.
وتطلق عليه وسائل الإعلام ألقاب "القيصر" و"راسبوتين" و"كي جي بي"، في إشارة إلى سلوكه المتسلط وأصوله، خصوصا اللكنة الثقيلة في لفظه اللغة العبرية.
وتولى زعيم إسرائيل بيتنا إدارة مكتب نتنياهو خلال فترة رئاسته الأولى للوزراء ما بين 1996 و1999، قبل أن ينشئ حزبه الخاص، مستندا الى أصوات مليون إسرائيلي هاجروا من الاتحاد السوفييتي السابق، وهي قاعدة انتخابية يعمل على توسيعها.
وشغل لاحقا حقيبة الشؤون الخارجية في حكومات نتنياهو (2009-2012 و2013-2015)، ثم طلب منه الأخير في أيار/ مايو 2016 أن يتسلم وزارة الدفاع، وكان نتنياهو يسعى إلى توسيع غالبيته الحكومية.
مثير للجدل
وتلطخت سمعته بقضايا فساد أجبرته على التخلي عن حقيبته بين عامي 2012 و2013، غير أن المحكمة برأته عام 2013.
اتهم ليبرمان الاتحاد الأوروبي بتبني سياسات داعمة للفلسطينيين على حساب اليهود.
في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، استقال ليبرمان من منصبه كوزير للدفاع في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى الأعمال القتالية مع حركة حماس الإسلامية في قطاع غزة والذي وصفه بأنه "استسلام للإرهاب".
وتسببت استقالته في تفكك الائتلاف الحكومي وإجراء انتخابات مبكرة جرت في نيسان/ أبريل، فحصل على خمسة مقاعد. لكن نتنياهو فشل بتشكيل حكومة ائتلاف بسبب إصرار ليبرمان على إقرار تجنيد طلاب المدارس الدينية المعفيين من الخدمة العسكرية.
معاد للفلسطينيين.. و"واقعي"
وصف ليبرمان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عام 2014 بأنه "إرهابي دبلوماسي". أما بالنسبة لعرب إسرائيل غير الموالين للدولة، فقال إنهم "يستحقون قطع رؤوسهم بالفأس".
في العام نفسه، قال إنه لو كان مكان رئيس الوزراء - الذي نعته فيما بعد بـ"الوغد" -، لقال لرئيس حركة حماس إسماعيل هنية "إذا لم تعد خلال 48 ساعة جثامين الجنود (إسرائيليين قتلوا خلال حرب عام 2014)، فسنقضي عليك مع قيادة حماس بأكملها".
اقرأ أيضا: يديعوت: ليبرمان يقامر بـ"نتنياهو".. لعبة توتير وتسلية
دافع ليبرمان عن فكرة تبادل أراض مع الفلسطينيين من شأنه أن يمنح السلطة الفلسطينية قرى تعيش فيها الأقلية العربية في إسرائيل مقابل مستوطنات في الضفة الغربية، وهي فكرة غير مقبولة بالنسبة للفلسطينيين.
وليبرمان ليس من مؤيدي "إسرائيل الكبرى" التي يدافع عنها المستوطنون، لكنه يعيش في مستوطنة نوكديم اليهودية قرب بيت لحم.
وقال إنه مستعد للانتقال في حال التوصل الى سلام مع الفلسطينيين. ولو أنه يعتقد أن هذا السلام غير واقعي.
هل تتجه إسرائيل لجولة انتخابات كنيست ثالثة؟
في ذكرى توقيعها.. ماذا قدمت اتفاقية "أوسلو" للفلسطينيين؟
هل تضعف زيارة "الوكالة الذرية" لإيران موقفها أمام الغرب؟