حملت قوات عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق؛ اللواء المتقاعد خليفة حفتر، مسؤولية استخدامه لمدينة بني وليد ومطارها المدني، لأغراض الهجوم الذي ينفذه على العاصمة طرابلس.
وقال الناطق باسم مكتب الإعلام الحربي التابع لعملية "بركان الغضب" عبد المالك المدني، في تصريح خاص لـ"عربي21"، إن "المطار المدني حولته مليشيات حفتر لمطار عسكري، تستخدمه في نقل العناصر، والأسلحة، والإمدادات، لدعم الهجوم على العاصمة".
ولفت إلى أن المطار المدني "يستقبل طائرات شحن ممتلئة بالأسلحة والذخيرة والمرتزقة، فيما تعج شوارع المدينة بالأرتال العسكرية المتجهة نحو طرابلس".
وكشف أن "كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة، وأعداد كبيرة من عناصر حفتر، ومرتزقة من روسيا، وأوكرانيا، وفرنسا، توجهوا الاثنين من مطار بني الوليد، صوب مدينة ترهونة القريبة من طرابلس، في إطار تعزيز محاور القتال على الجبهات".
وأضاف المدني: "نتواصل مع العقلاء في بني وليد لتجنيب المدينة ومطارها هذه الحرب، وقلنا لهم امنعوا مليشيات حفتر من استخدام مدينتكم كمركز للعدوان على طرابلس، إلا أننا لم نلق ردا حتى الآن".
اقرأ أيضا: الوفاق يكثف القصف لطرد حفتر من ترهونة .. ما أهميتها؟
وبني وليد، مدينة استراتيجية في غرب ليبيا، حيث لا تبعد عن العاصمة سوى بنحو 180 كلم (جنوب شرق)، ولا تكمن أهميتها فقط في موقعها، بل لأنها معقل إحدى أكبر قبائل الغرب الليبي (الورفلة)، الموالية لنظام القذافي السابق، لكنها بعد حصارها ثم اقتحامها من كتائب مدينة مصراتة (140 كلم شمال شرق بني وليد)، في 2012، فضلت البقاء على الحياد.
وإداريا تتبع بني وليد، لحكومة الوفاق، المعترف بها دوليا، لكن الحكومة المؤقتة في مدينة البيضاء (شرق) التابعة لحفتر، شكلت مجلسا تسييريا جديدا، بديلا عن المجلس البلدي المنتخب الموالي لحكومة الوفاق، الأمر الذي رفضه الأخير واعتبره محاولة لـ"زرع الفتنة وتمزيق النسيج الاجتماعي" للمدينة. بحسب الأناضول.
من جهته، قال الخبير العسكري العقيد عادل عبد الكافي، إن قوات حفتر أصبحت تعتمد اعتمادا كبيرا على مدينة بني وليد، ومطارها المدني، منذ أن سيطرت قوات الوفاق على غريان وطردت مليشيات حفتر منها.
وكشف عبد الكافي في حديث خاص لـ"عربي21" أن لحفتر "أتباع وأنصار في بني وليد يوفرون له الدعم، والحماية لقوافل الإمداد التي تنقل جوا، وبرا، عبر المدينة، سواء المعدات القتالية، أو عناصر المرتزقة (الجنجويد، والروس، وعناصر من الشرق) الذين يتجمعون فى قاعدة الجفرة، ثم ينقلون إلى بنى وليد، ثم إلى ترهونة ومحاور المنطقة الغربية حيث محاور القتال".
ورغم أن أعيان بني وليد وشيوخها، متمسكون بحيادهم وتبعيتهم الإدارية لحكومة الوفاق، إلا أن المدينة ومنذ هجوم قوات حفتر على طرابلس، في 4 نيسان/ أبريل الماضي، كانوا بمثابة قاعدة إمداد خلفية لترهونة، سواء بالمؤن أو السيولة المالية والوقود وأهم من ذلك استقبال جرحى قوات حفتر.
اقرأ أيضا: مسؤول بـ"الوفاق" يكشف مخطط حفتر لإعادة مهاجمة طرابلس
وتأكيدا لاستخدام حفتر مرتزقة أجانب في هجومه على طرابلس، قال الخبير العسكري، إن عملية القصف التي نفذتها قوات الوفاق ضد تمركزات لحفتر بمنطقة قصر بن غشير، أسفرت عن مقتل عدد من المرتزقة الروس.
وفيما يتعلق بخيارات "الوفاق" للتعامل مع "بني وليد" قال عبد الكافي،: "أتصور أن يتم التعامل عسكريا في بني وليد، للحيلولة دون استخدام المطار لأغراض عسكرية، ولكن ربما في مرحلة قادمة، وذلك على اعتبار أن أهالي المدينة غير قادرين على السيطرة على من يقدمون الدعم لحفتر"،لافتا في هذا الصدد أن اللواء أسامة الجويلى آمر المنطقة العسكرية الغربية حذر مؤخرا من أن قواته ستتعامل مع مطار "بنى وليد" بما يضمن "وقف الدعم العسكري لمليشيات حفتر".
وتشن قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، منذ 4 نيسان/ أبريل الماضي، هجوما للسيطرة على طرابلس، ما أسقط أكثر من 1000 قتيل وما يزيد عن 5 آلاف و500 جريح، حسب ما أفادت به منظمة الصحة العالمية.
وبعد مرور أكثر من 4 أشهر من بداية هجومها على طرابلس، تعددت إخفاقات قوات حفتر، ولم تتمكن من إحداث اختراق حقيقي نحو وسط طرابلس.
ومنذ 2011، يعاني البلد الغني بالنفط من صراع على الشرعية والسلطة، ينحصر حاليا بين حكومة الوفاق وحفتر.
هذه محاور القتال المشتعلة جنوبي طرابلس ضد حملة حفتر
الوفاق يكثف القصف لطرد حفتر من ترهونة .. ما أهميتها؟
حفتر يستميت لاستعادة غريان من "الوفاق".. هل ينجح؟