نشر ضابط إسرائيلي سابق في جهاز الأمن العام "الشاباك" مقالا تناول فيه عمليات المقاومة الأخيرة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، زاعما توصل الاحتلال لدوافعها.
وفي مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، وترجمته "عربي21" قال الضابط أريك باربينغ إن "سلسلة العمليات الأخيرة في الضفة الغربية ليست منفصلة عن موجة عمليات دامية وقعت في أوقات سابقة، لأننا نتحدث عن نموذج من الهجمات التي نطلق عليها وصف الفردية، أو غير التابعة لتنظيم مسلح بعينه".
وأضاف أن "المنفذين في أغلب العمليات الفلسطينية ينطلقون نحو أهدافهم الإسرائيلية على الفور، وليس وفق تخطيط مسبق، والمنظومة الأمنية الإسرائيلية بات لديها تشخيص يقترب من الدقة عن هؤلاء المنفذين، وتدرك كيفية تعقبهم على الأقل في معظم الحالات".
وأوضح أن "الدافع الأساسي لتنفيذ مثل هذه الهجمات هو محاولة محاكاة عمليات ومنفذين سابقين، بجانب التوتر السائد في الحرم القدسي، ما يعتبر عاملا مشجعا لخروج الفتيان والفتيات في عمليات الطعن والدهس، رغم وجود أسباب أخرى ذات بعد شخصي مثل الأوضاع الاقتصادية".
وأشار باربينغ، المسؤول السابق عن منطقتي القدس والضفة الغربية، إلى "النشاط المكثف الذي ينخرط فيه المنفذون على شبكات التواصل الاجتماعي، والمشاهدة الدائمة لصور العمليات ومنفذيها، والأفلام التي تظهر كيفية تنفيذ العمليات، بجانب مقاطع التحريض، وكيفية تقليد الهجمات"، مضيفا: "هنا تكمن القوة الخاصة لشبكة الإنترنت، وقدرتها على إيجاد عمليات محاكاة وتقليد".
وأكد الضابط السابق أن "كل هذه الأسباب تولد الحاجة عند هؤلاء الفتيان والشبان للانخراط في هذه الهجمات، بحيث تنقلهم هذه العمليات على الفور إلى العالم الآخر الذي يبحثون عنه، خاصة إن كان دافعهم للعملية هو العنصر الديني، وظهورهم في أوساط المجتمع الفلسطيني على أنهم شهداء".
"خطوات ردعية"
وأشار إلى أن "جهاز الشاباك وباقي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وجدوا عدة طرق للعثور على هذه الظواهر بصورة مسبقة، من خلال توظيف قدرة السايبر والمنظومة الاستخبارية واختراق شبكات التواصل، والبحث عن كل معلومة هنا وهناك، بجانب استكشاف البيئة الاجتماعية للمنفذين المحتملين، والخلفية الدينية".
وأضاف أن "كل هذه الجهود أوصلت الشاباك إلى نتائج جيدة، ولعلها ساهمت في تقليص ظاهرة العمليات الفردية، رغم لزوم الحاجة إلى خطوات ردعية أكثر، لاسيما في ما يتعلق بعائلات المنفذين، مثل هدم المنازل، وسحب تصاريح العمل منهم، وإمكانية إبعاد العائلة إلى قطاع غزة، كل ذلك من شأنه إيجاد وسائل ردعية فعالة، لاسيما إن استهدفت العائلة في دائرتها الضيقة للمنفذ".
عملية سور واق
وأوضح أنه "من وجهة نظري كرجل أمن، فإن إسرائيل بحاجة إلى عملية سور واق جديدة لحماية تجمعات غوش عتصيون والخليل والقدس وتل أبيب، يشترك فيها عناصر الخدمة النظامية والاحتياط من أجل منع وقوع العملية القادمة، رغم عدم تجاهل الوسائل الدفاعية، لأن غوش عتصيون واحدة من التجمعات الاستيطانية الكبرى، والأكثر حساسية من الناحية الأمنية.
وختم بالقول إن "غوش عتصيون تعتبر من وجهة نظر المنظمات الفلسطينية المسلحة كمنطقة مستهدفة من الطراز الأول، لأنها منطقة حتمية لمرور الفلسطينيين والإسرائيليين على مدار الساعة من القدس إلى جنوب جبل الخليل، فهي منطقة مكتظة يختلط فيه السكان معا، ما يتطلب تواجدا مكثفا لقوات الأمن وإجراءات ميدانية، خاصة في الأيام التي تشهد فيها تنفيذ عمليات فلسطينية".
يديعوت: طائرات مسيّرة انطلقت من غزة وعادت دون إسقاطها
جنرال إسرائيلي: المواجهة البرية في غزة مسألة وقت لا أكثر
خبراء إسرائيليون: هجماتنا بالعراق تزيد مستوى توتر المنطقة