للمرة الثالثة
منذ بدء العدوان العسكري على العاصمة الليبية طرابلس في نيسان/ أبريل الماضي، يزور
اللواء المتقاعد خليفة
حفتر القاهرة للقاء قائد الانقلاب العسكري، عبدالفتاح
السيسي،
أحد أكبر الداعمين له.
وخلال لقائهما،
طلب حفتر دعم مصر للمليشيات العسكرية التي يقودها تحت مسمى الجيش الوطني الليبي في
المحافل الدولية، ورفع حظر تسليح قواته.
ووفق وكالات
الأمم المتحدة، فقد أدت المعارك على مشارف العاصمة منذ بدء العدوان على طرابلس إلى
مقتل نحو 1100، وإصابة 5762، بينهم مدنيون، فيما تخطى عدد النازحين مئة ألف شخص.
"غطاء الإرهاب"
وعلق رئيس هيئة
الإعلام الخارجي بحكومة الإنقاذ الليبية سابقا، جمال الزوبية، على توالي زيارات
حفتر للسيسي قائلا: "لقاءات السيسي بحفتر تستغل شماعة الإرهاب لتحقيق الأجندات
الخارجية، ولتضليل الرأي العام العالمي، والتسويق لذلك إعلاميا"، مشيرا إلى
"تلفيق عمليات إرهابية مزعومة في مصر أو ضد مصريين في
ليبيا، واتهام عناصر ليبية
لتهريب السلاح داخل مصر لغرض دعم حفتر عسكريا ولوجستيا".
واستهجن
الزوبية في حديث لـ"
عربي21" دور مصر في الأزمة الليبية، مضيفا: "الوضع
الطبيعي أن تكون مصر في قيادة الأمة العربية وزعامتها، لكنها للأسف أصبحت لاعبا أساسيا
في دول محور الشر العربي الذي يموله النظام الإماراتي والسعودي، وقاموا بضم السودان
بعد الانقلاب؛ لتوفير المرتزقة على الأرض، والدعم الجوي واللوجستي الإماراتي المصري".
وأشار إلى أن
"حفتر أعلن في 2015 أنه مستعد لتنفيذ ما تطلبه مصر، حتى لو كان ضد مصلحة ليبيا، وقدم
له السيسي مئات حاويات الذخيرة، ودعما جويا وفنيا، وأرسل له جنودا وضباطا وطيارين لقصف
خصومه، فالسيسي كعادة الدكتاتوريات العسكرية يسعى إلى تصدير أزماته الداخلية للخارج،
ووجد ضالته في حفتر المهووس بالسلطة".
"قلب الحقائق"
واعتبر النائب
المصري السابق، طارق مرسي، أن "فزاعة الإرهاب التي كثيرا ما يلوكها الثنائي حفتر
والسيسي، ما هي إلا حديث كذب وغطاء لجرائم يرتكبها الثنائي في ليبيا، وإلا أي تقييم
منصف للواقع والمشهد الخاص في ليبيا، فإن جرائم حفتر التي ارتكبتها قواته في العمليات
الأخيرة تمثل الإرهاب ذاته، وتعدّ جرائم ضد الإنسانية".
وأوضح لـ"
عربي21"
أن "الجميع يعرف أن حفتر ما هو إلا ابن غير شرعي لتحالف قذر يعيش على محاربة ثورات
الربيع العربي، وقهر إرادات الشعوب، وحفتر هو مجرد صنيعة لهذا التحالف المصري الإماراتي
السعودي".
وبيّن أن "ذلك
التحالف كما يكره أن تتشكل الديمقراطية في ليبيا، فإنه يكره بصورة أشد أي تواجد لما
يسمى الإسلام السياسي، وهو مرشح للتواجد بصورة بارزة في إدارة المستقبل الليبي، وهو
ما يتخوف منه السيسي ولا يتمناه".
"تخوفات
حفتر"
من جهته، قال
المحلل السياسي عزت النمر لـ"
عربي21": "لا شك أن المشهد الليبي يتعرض
لمؤامرة دولية، وهناك دول كبرى ترفض بوضوح قيام دولة ديمقراطية في ليبيا، ربما خوفا على مصالحها، وربما رفضا لطبيعة التوجه الليبي واختيارات الشعبي الليبي"، مشيرا
إلى أن "مزاعم الإرهاب وحماية الحدود كلها ترهات لا تمثل إلا حواشي تافهة لتضليل
المشهد".
وتابع:
"وفي سياق غير بعيد، ربما تكون زيارة حفتر الأخيرة أتت بعد خيانة الإمارات للسعودية؛
مرة بانسحابها من اليمن، والأخرى بعد هرولتها تجاه إيران، هذا الأمر ربما يجعل حفتر
عاريا من الدعم السعودي المشغول بأزمته في اليمن، ما جعل حفتر يهرول للقاهرة ليستطلع
مستقبله تجاه ذلك".
ولفت النمر إلى
أن "الفشل المتكرر الذي يجنيه كل من السيسي وحفتر يصب في صالح تركيا، الفاعل الجديد
في الشأن الليبي، لذا فإنهما يحاولان معا استفزاز أعداء تركيا وكارهيها في الإقليم
والعالم؛ لهزمها على أرض ليبيا أو على الأقل التجييش ضدها".
اقرأ أيضا: بعد ضغط البرلمان الفرنسي.. هل وصل حفتر وباريس لمفترق طرق؟