نشر موقع المونيتور الأمريكي تقريرا، حول المساعي التي يبذلها حزب الله اللبناني، لتنفيذ عمليات تمركز وجمع معلومات في منطقة الجولان السوري، تحسبا لتطور الأوضاع في منطقة الخليج واندلاع مواجهة بين إيران والولايات المتحدة، في مقابل مواصلة إسرائيل سياسة التصفية والتدمير لكل التحركات.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن
زيدان مشهور، وهو أحد السكان الدروز في بلدة حضر في مرتفعات الجولان، يقود سيارته
في 22 تموز/ يوليو المنقضي قرب مدينة القنيطرة، عندما انفجرت سيارته وقتل على
الفور، بعد أن أصابه صاروخ أطلقته طائرة مسيرة. وتتجه أصابع الاتهام نحو إسرائيل،
رغم أنها لم تعلن مسؤوليتها عن الهجوم.
ونقل الموقع عن تقارير إعلامية سورية تأكيدها أن مشهور كان
ناشطا بارزا في "ملف الجولان"، وهي عملية سرية لحزب الله تهدف لإنشاء
قاعدة متقدمة ضد إسرائيل في مرتفعات الجولان، ولكن تم كشف أمرها في آذار/ مارس الماضي. وكانت مهمة مشهور تتمثل في تجنيد بعض السكان المحليين ضمن ميليشيا سرية
يقوم حزب الله بتأسيسها على امتداد الحدود مع إسرائيل.
وكانت مهمة هذه الميليشيا تتمثل في تخزين الأسلحة والمتفجرات
والصواريخ المضادة للدبابات، لفائدة هذه المنظمة الشيعية، مستفيدين من خبرتهم في
هذه المنطقة الحدودية، للاستعداد لليوم الذي يعلن فيه الأمين العام حسن نصر الله
عن فتح جبهة جديدة مع إسرائيل.
وينقل الموقع عن مصادر إعلامية أن هذه الميليشيا المسماة
"ملف الجولان"، مكونة من سكان محليين، ومن المفترض أن من يشرف
عليها القيادي في حزب الله علي موسى دقدوق، المكنى أبو حسن سجاد. وتقوم هذه
الوحدة بجمع المعلومات الاستخباراتية، وتحديد نقاط الضعف في المواقع الإسرائيلية،
ومراقبة التحركات والإجراءات التي يقوم بها الجيش المنتشر على طول الحدود، وتوفير
موطئ قدم لتموقع عناصر حزب الله.
ويشير الموقع إلى أن هذه الأنشطة هي نفسها التي تم إيكالها قبل
سنوات قليلة إلى جهاد مغنية، نجل عماد مغنية أحد مؤسسي الحزب، ثم إلى سمير قنطار.
وقد تمت تصفية القياديين في عمليات اغتيال غامضة في سوريا في العام 2015. ولطالما
سعى حزب الله إلى تحضير قواعد لفتح جبهة في الجولان السوري، وذلك من أجل توسيع
رقعة خط المواجهة الذي ينطلق من لبنان في مواجهة إسرائيل.
ويذكر الموقع أن الرئيس السوري بشار الأسد كان يعارض هذا
المخطط بشدة، وذلك بحسب تأكيدات مصادر استخباراتية غربية. ولكن بعد أن قامت إيران
وحليفها حزب الله بإنقاذ نظامه من الانهيار أثناء الحرب الأهلية، فإنه اضطر لسحب
الفيتو الذي كان يرفعه في وجه هذه الخطة.
وأكد الموقع أن نظام الأسد ليس متورطا بشكل مباشر أو متهما
بهذه العملية، وهو ليس مطلعا بشكل جيد على تحركات حزب الله في الجولان. ويبقى
تركيز الأسد متجها نحو آخر معاقل المعارضة في شمال سوريا، والمعارك المعقدة التي
يخوضها جيشه من أجل استعادة السيطرة على محافظة إدلب، وفي ظل هذه التحديات، فإن
حسن نصر الله وجد المجال مفتوحا للتحرك بحرية في منطقة الجولان.
وبحسب الموقع فإن إسرائيل قامت بالكشف عن ملف الجولان وذلك من
أجل ردع نصر الله وإقناع قيادات الحزب بالتخلي عن الفكرة، إلا أنها فشلت. إذ أن
التنظيم الشيعي يواصل تعزيز خياراته العسكرية في الجولان، بحسب تقارير الاستخبارات
الإسرائيلية.
ونقل الموقع عن مصدر عسكري رفيع المستوى، تصريحه في آذار/ مارس الماضي بأن "حزب الله يعمل على تعزيز قوته في هذه المنطقة، ونحن لسنا مستعدين
للسماح بحدوث ذلك. لن نسمح لحزب الله بتوسيع جبهته مع إسرائيل نحو الجولان السوري
أيضا، لن يحدث هذا."
ومن أجل بناء جبهة جديدة، يعمل حزب الله على استخدام البنى التحتية السورية الموجود سلفا، ومن بينها بعض المواقع العسكرية المهجورة أو المستخدمة، وأبراج المراقبة والعربات المصممة لجمع المعلومات.
واعتبر الموقع أن عملية
"التحييد" كما سمتها إسرائيل، من الواضح أنها مصممة لتحذير النشطاء
المحليين المنضمين لحزب الله من أن المخابرات الإسرائيلية بصدد مراقبتهم. وهو ما
صرح به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بنفسه، عندما قال بعد كشف ملف الجولان:
"إسرائيل تعرف جيدا ما الذي تفعلونه، إسرائيل تعرف أين تفعلون ذلك، إسرائيل
سوف تواصل استخدام كل الوسائل العلنية والسرية، للتصدي لمساعي إيران لاستغلال
سوريا ولبنان وغزة كقواعد متقدمة ضدنا."
وأورد الموقع أن عمليات إسرائيل ضد حزب الله وإيران في
الجولان، تتضمن هجمات على البنى التحتية، بحسب تقارير وسائل إعلام أجنبية. إلا أن
إسرائيل كعادتها تتجنب الاعتراف بمسؤوليتها عن أي هجمات جوية على سوريا. وهو ما
حدث خلال الهجمة التي تعرضت لها منشآت في تل الحارة يوم 23 تموز/ يوليو الماضي،
وهجمات أخرى على نفس الموقع في 11 حزيران/ يونيو من هذا العام.
وأوضح الموقع أن تل الحارة تعد نقطة مراقبة هامة جدا لجمع
المعلومات الاستخباراتية، حول الأحداث وعمليات الانتشار العسكري للجيش الإسرائيلي
في مرتفعات الجولان.
وبحسب الموقع، يبدو أن كلا الطرفين عازمان على الحفاظ على
مواقعهما، حيث تواصل إسرائيل القصف والتدمير الفوري لكل البنى التحتية العسكرية
التي يعمل حزب الله على إقامتها في الجولان، فيما يواصل الحزب محاولاته رغم الكلفة
المرتفعة.
ونبه الموقع إلى أنه في الوقت الحالي تشير كل الدلائل إلى أن
الأوضاع تتجه نحو التغير، بما أن زعيم حزب الله لم يرد على الهجمات حتى في معرض
خطاباته، باعتبار أن الحزب لديه مشاكل أخرى، من أهمها تقلص ميزانيته، في ظل
الصعوبات التي تواجهها إيران تحت وطأة العقوبات الغربية وشح الموارد.
ولكن رغم هذه فإن تصاعد التوتر في منطقة الخليج وتواصل التصعيد
بين إيران والولايات المتحدة، لدرجة قد تصل إلى إندلاع مواجهة عسكرية، كلها عوامل
قد تدفع بإيران لتسليط ضغوط على واشنطن من خلال قتح جبهة مع إسرائيل. وإذا حدث
ذلك، فإن الجولان السوري سوف يمثل خيارا جيدا لطهران، لمواجهة ترامب. وفي الأثناء
تأمل إسرائيل أن لا تتجه الأمور نحو هذا السيناريو، إلا أنها تحرص على أن تكون
مستعدة تماما له.
تعهد روسي بمواصلة البحث عن رفات جنود إسرائيليين بسوريا
جدعون ليفي: صفقة القرن إهانة يجب أن نتصدى لها جميعا
العراق حول تصريحات سفيرها بواشنطن عن إسرائيل: غير مناسبة