استكمالا لقصة الشهيد فوزي، يجب أن نذكر أن والد فوزي قام بنفس دور ابنه من قبل، وكان رد فعل الفيل والنمل تماما كما حدث مع فوزي!
يزعجني أيما إزعاج أن يقوم كثير من الإسلاميين وغير الإسلاميين بتكييل اللكمات تلو اللكمات لجماعة
الإخوان المسلمين، والابتعاد عن النقد البنّاء الذي يقيم الماضي ويطرح البديل أو البدائل المستقبلية، ويشارك في نهضة الأمة ويكون لبنة في المستقبل الذي نرجوه.
كثير من هؤلاء أسمع منهم تحميل الإخوان وزر سقوط الربيع العربي، بل وحتى صعود المستبدين والظالمين إلى سدة الحكم، حتى في بلاد لم ترَ الربيع العربي إلا في التلفاز.
وكثير من هؤلاء ينحصر نصرهم للقضية في حدود مشاهدة التلفاز أو جلسات الفضفضة الآمنه المزينة بما لذ وطاب من الطعام، على ألا يكون نتاج هكذا "جهاد" انتقاص شيء من أموالهم أو مناصبهم، أو أن يؤدي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لأي أذى طفيف قد يلحق بأولاد عمة خالة جدتهم!
هؤلاء شأنهم من ينتقد أداء فريق قدم ناشئ يلاعب النادي الفائز ببطولة العالم على أرض هذا النادي البطل، وفي درجة حرارة عالية لم يعتدها لاعبو هذا المنتخب الناشئ. المنتقدون للفريق الناشئ لم يلعبو الكرة مرة واحدة في حياتهم، ولم يدعموا النادي الناشئ بمليم من جيوبهم، ولم يذهبوا للملعب ليشجعوه في أي مباراة، حتى وهو يلعب أمام النادي البطل.
نعم، من حق الجميع أن ينتقد من شاء، ولكن يجب أن يكون النقد بناء! ويجب على الجميع أن يتكاتف لحماية الإسلام المستهدف الحقيقي في كل ما يجري في وطننا العربي الآن. فقد ذهب زمن فرض الكفاية؛ لأن الواجب لم يتم، وحان وقت فرض العين الذي يحتم على الجميع أن يكون لهم دور، أيا كان حجم هذا الدور.
آن الأوان أن يتوقف من يطعنون الإخوان بالسكين السام انتقاما من بعض قيادتهم، أو تحقيقا لمصالح شخصية ضيقة، أو إثباتا لنظرية عدم وجود جماعات، أو رفعا للحرج عن عجزهم الشخصي في الأداء.
آن الأوان لمن يريدون أن يبرروا للسلطان الظالم ويطبلوا للنظام الغاشم؛ أن يعلموا أنهم يرقصون رقصة الموت مع الذئاب وأن الدور قادم عليهم، وأن الاستسلام لا علاقة له بالإسلام.
كما آن الأوان لقيادة الإخوان الحالية أن تسلم الراية لمن يأخذها بحقها ويقوم بواجبه في رسم خارطة المستقبل، لا من يكون أداة معاونة (من غير قصد) في تدمير الجماعة بالتراخي في مراجعة الماضي وأخذ العظات والعبر، كما آن الأوان للكف عن خطاب المسكنة والاستضعاف ومحاولات التقرب إلى من لم ولن يرقبوا فيهم إلاّ ولا ذمة، والانطلاق بقوة مستحضرين قول الله عز وجل: "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين. إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين".
إنني أحذر مرة وأنبه ألف مرة.. إياكم أن تقضوا على الإخوان، فالقضاء عليهم سيكون أكبر كارثية من سقوط الخلافة العثمانية. ألا هل بلغت اللهم فاشهد.