قال خبير عسكري
إسرائيلي إن "مرور خمسة أعوام على اندلاع حرب
غزة الأخيرة، الجرف الصامد، في تموز/ يوليو 2014، يشير إلى حالة من التعايش الهش على الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة، وهي فرصة للحديث عن جملة من التطورات الأمنية والميدانية بين الجانبين".
وأضاف يوآف ليمور، في تقريره بصحيفة
إسرائيل اليوم، وترجمته "
عربي21"، أن "من بين الروابط التي ما زالت قائمة بين غزة وإسرائيل تظهر مسألة المعابر، فبعد أن كانت هناك خمسة معابر، وهي: كرم أبو سالم للبضائع، ومعبر إيريز للأفراد والمركبات، ومعابر صوفا وكارني وناحال عوز لإدخال الوقود، اليوم لم يتبق سوى معبرين فقط، وهما كرم أبو سالم جنوبا وإيريز شمالا".
وأشار ليمور، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، إلى أنه "حتى اندلاع حرب غزة الأخيرة كان معبر كرم أبو سالم يشهد دخول 350 حافلة يوميا إلى القطاع. وبعد الحرب وضمن التفاهمات بين حماس وإسرائيل، حصلت زيادة تدريجية في الأعداد، حتى وصلت ذروتها بألف حافلة يوميا".
واستدرك قائلا إنه "بعد العقوبات التي فرضها الرئيس الفلسطيني محمود عباس على قطاع غزة في 2017 تراجع عدد الحافلات، فيما أدت المواجهات الدورية بين حماس وإسرائيل إلى إغلاق المعبر عدة مرات، وتراجع العدد من 177 ألف شاحنة دخلت غزة عام 2016 إلى 111 ألف شاحنة في 2018، ويتوقع أن تكون الأعداد للعام الجاري 2019 مشابهة، بمتوسط 400-500 شاحنة يوميا".
وأكد أن "الفحوصات الأمنية في معبر كرم أبو سالم تعد من الأكثر دقة وخطورة في العالم، ليس فقط للأفراد وإنما للبضائع، خشية من تنفيذ العمليات المسلحة، والعمل على تهريب المعدات القتالية عبر السلع لمنع تعاظم قوة حماس من خلال المواد مزدوجة الاستخدام".
وأوضح أن "الشهور الأخيرة تراجعت فيها حدة التهريب، وأعادت إسرائيل السبب في ذلك إلى فتح معبر رفح مع المصريين، فما لا يتم تهريبه من المعبر الإسرائيلي يحصل عبر المعبر المصري، فحماس ترتاح في العمل مع المصريين أكثر من سواهم، حيث يتركز البحث الإسرائيلي والتفتيش حول المواد التخريبية، والعبوات الناسفة، والأحزمة المتفجرة الخاصة بمنفذي العمليات الانتحارية".
وأضاف أن "ثلاثين مركبة تخرج يوميا من غزة إلى إسرائيل، تحمل الخضار والفواكه، بعضها يذهب للأسواق الإسرائيلية، وأخرى إلى الضفة الغربية، ورغم الانفصال القائم بين قطاع غزة والضفة الغربية فإن العلاقات التجارية بينهما مزدهرة".
وختم بالقول إن "هذا المعبر التجاري الوحيد في قطاع غزة، من دونه فإن غزة سوف تختنق، وإسرائيل ليس لها مصلحة في ذلك، وكذلك حماس، لهذا سيبقى معبر كرم أبو سالم أنبوب الأوكسجين الوحيد، وفي حال صمدت التهدئة، فإنه سيشهد مزيدا من إدخال البضائع".