ألقى
حفيد المناضل العالمي نيلسون مانديلا خطابا في معرض "فلسطين اكسبو"
المقام في لندن.
وقال
نكوزي مانديلا إن معرض فلسطين إكسبو
يذكرنا بحقيقة أمة صمدت إلى حد الآن بعد 71 عاما على النكبة. ويذكرنا ببيوت ومزارع
وبلدات كانت فيما مضى بيوتا لمجتمع حي وفخور بتاريخه وثقافته ولغته ومطبخه الذي تم
الاستيلاء عليه واحتلاله في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وفيما يلي نص الخطاب:
السادة المحترمون مديرو البرنامج:
أصدقاء الأقصى
العارضون والزوار
الإخوة والأخوات
الرفاق والأصدقاء
السلام عليكم ورحمة الله
إنه لمن دواعي سروري أن أكون بينكم اليوم في معرض فلسطين إكسبو. وفي
البداية اسمحوا لي بأن أحيي أصدقاء الأقصى على الإنجاز الهام الذي حققوه وسط ضغوط
هائلة، وهو وسام شرف يتشاركون فيه مع المنظمات والمؤسسات والأفراد الذين كانت
لديهم الشجاعة والقناعة ليربطوا أسماءهم بهذه القضية التي وصفها جدي الرئيس نيلسون
مانديلا بأنها "أكبر قضية أخلاقية في زمننا"، وهي قضية النضال
الفلسطيني.
في هذا الصباح أريد أن أتذكر
تلك الأمور وأضعها في سياق هذا المعرض، وفي الإطار الأوسع لحرية التعبير في العالم
اليوم.
قبل أن أفعل ذلك دعوني أقل بأني أشعر دائما بأن وجودي في لندن هي
مناسبة خاصة، للمشاركة في الفعاليات الثورية مثل هذا المعرض، باعتبار أنني أتشارك
بعض الذكريات الجميلة مع أمي نولو سافو مانديلا بيري، حول أيامها الماضية في لندن
ومشاركتها في مظاهرات ضخمة ضد نظام الفصل العنصري في ساحة ترافلغار في منتصف
الثمانينات. ولذلك فإنني أشعر بالسرور لكوني بينكم اليوم بينما نحن نلوح بعلم
فلسطين عاليا خلال اليومين المقبلين وما بعدهما.
أيها الرفاق والأصدقاء، إن هذا إنجاز مذهل، وأنا آمل أننا سنتجاوز
رقم 15 ألف الذي حققناه في أول دورة من معرض فلسطين إكسبو في 2017. والشيء الملفت
للانتباه في هذا الحدث هو أنه ليس مجرد تجمع سياسي أو مظاهرة شعبية. إذ أننا في
صراعنا في جنوب أفريقيا من أجل الحرية تعلمنا درسا مفاده أن النضال يجب أن يتم
خوضه على عدة جبهات: الثقافية والأكاديمية والتجارية والسياسية والدبلوماسية والرياضية
والاتصالية، وخاصة وقبل كل شيء معركة كسب القلوب ومعركة المعرفة.
هذا الأسلوب المتعدد الجوانب لم يمكنا فقط من التسلح بقدر أكثر تنوع
من أدوات النضال، بل أيضا مكننا من اجتذاب قاعدة شعبية ودعم أوسع، لتشكل الأساس
للنضال الشعبي.
يجب علينا أن نبارك لمعرض فلسطين إكسبو خلقه لتجربة فريدة، تحتفي بكل
فخر بالفن الفلسطيني والتاريخ والثقافة إلى جانب دفع الحوار والنشاط المدني في
المملكة المتحدة.
اقرأ أيضا: الآلاف يحتفلون بفلسطين في أكبر مهرجان أوروبي (شاهد)
واسمحوا لي أن أوضح باختصار لماذا يعد هذا الأمر جبهة مهمة في النضال
من أجل تحرير فلسطين.
لقد كنا شهودا على وجود
منظمة تسمي نفسها المحامون البريطانيون من أجل إسرائيل، التي بذلت كل جهودها
لإعاقة هذا الحدث أو الحد من الدعم لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات
على إسرائيل.
دعوني أقول بصوت عال وواضح
لكل من يسمعني: "إلى جانب حركة الاحتجاج الشعبية الداخلية التي تحدت كل الصعوبات
بفضل شجاعة وإقدام الأطفال والنساء والرجال في فلسطين المحتلة، فإن حركة المقاطعة
وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات هي الأكثر إيلاما لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي".
اقرأ أيضا: حفيد مانديلا يحضر معرضا فلسطينيا بلندن.. هذا ما قاله (شاهد)
فهم لم يستطيعوا هضم الجاذبية والنجاح الشعبي في كل أنحاء العالم
الذي حققته هذه الحركة، وسيفعلون كل ما في وسعهم لعرقلة وإيقاف أي منتدى يدافع عن
المبادئ التي تمثلها حملة المقاطعة. ولدي أخبار لهؤلاء الناس. ليس هنالك أي شيء
بوسعكم فعله لوقف تسونامي التاريخ: قد تسببون بعض الإزعاج أو التعطيل أو التعتيم
ولكن في النهاية العدالة سوف تنتصر.
خلال السبعينات والثمانينات وبداية التسعينات نحن أيضا انخرطنا في
العمل السياسي والنضال من أجل التحرير في جنوب أفريقيا. وحينها أيضا قام نظام الفصل
العنصري الجنوب افريقي وحلفاؤه الإمبرياليون بالتقليل من قوة الشعب، ولكننا اليوم
نقف أمامكم متحررين من قرون من الاستعمار ومتحررين من عقود من وحشية وظلم نظام
الفصل العنصري. اليوم جنوب أفريقيا وغدا فلسطين! هذا الجمع هنا الآن يذكرنا
بموعدنا مع التاريخ.
إخوتي وأخواتي، إن معرض فلسطين إكسبو يذكرنا بحقيقة أمة صمدت إلى حد
الآن بعد 71 عاما على النكبة. ويذكرنا ببيوت ومزارع وبلدات كانت فيما مضى بيوتا
لمجتمع حي وفخور بتاريخه وثقافته ولغته ومطبخه الذي تم الاستيلاء عليه واحتلاله في
انتهاك صارخ للقانون الدولي. وقد مرت سبع عقود من التطهير العرقي والإبادة
الجماعية المرتكبة باسم أسطورة أرض بدون شعب لشعب بدون أرض.
حفيد مانديلا يحضر معرضا فلسطينيا بلندن.. هذا ما قاله (شاهد)
فعالية بلندن تهاجم ابن سلمان وتدعو لوقف الإعدامات (شاهد)
بيت عزاء لمرسي في لندن بحضور شخصيات عربية وأجنبية (شاهد)