يديعوت: خرق واشنطن للنووي سيسرع إنتاج "القنبلة النووية"

أكدت صحيفة إسرائيلية، أن أمريكا هي صاحبة "الشذوذ الأكبر" بخرقها الاتفاق النووي، منبهة أن إيران بخرقها الاتفاق تقصر زمن حصولها على القنبلة النووية، وبذلك تضع معضلة أمام "تل أبيب" التي لا يمكن أن تعول على "النزوات الأوروبية".

وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في مقالها الافتتاحي الذي كتبه معلقها العسكري أليكس فيشمان بعنوان "إيران مرة أخرى على الطاولة"، أن "تخصيب اليورانيوم الطبيعي 235 إلى 5 في المئة لا يستهدف إنتاج قنبلة نووية".

وأضافت: "هذا يمكنه أن يشكل مادة وقود في مفاعل للطاقة، ولكن إيران لا تتكبد حتى عناء التبرير لتحطيم حاجز التخصيب الذي بلغ، بحسب الاتفاق النووي 3.67 في المئة"، منوهة أن "هذه هي المرة الثانية التي تشرخ فيها إيران الاتفاق النووي".

وذكرت أنه "قبل بضعة أيام أعلنت إيران أنها زادت كمية اليورانيوم المخصب الذي بحوزتها من 300 كيلوغرام المسموح به لها بحسب الاتفاق إلى كمية غير معروفة".

وأشارت الصحيفة، إلى أن "العالم يقف الآن أمام معضلة"، متسائلة: "ما العمل مع هذه الشذوذات، خاصة عندما يكون الشذوذ الأكبر وبحق، هو من قبل الإدارة الأمريكية التي كانت هي أول من خرق الاتفاق، عندما خرجت منه وجددت العقوبات على طهران".

واعتبرت أنه "من ناحية إسرائيل لا توجد أي معضلة؛ فقد حدد الاتفاق النووي الجداول الزمنية للاقتحام الإيراني نحو القنبلة النووية بمدى سنة"، موضحة أن "كل تغيير وإن كان صغيرا، يعني تقصير الجداول الزمنية حتى الوصول إلى القنبلة".

اقرأ أيضا :  طهران ردا على الانتقادات الدولية: سنتخذ خطوات أخرى

وتساءلت: "هل قصرت الشذوذات الإيرانية هذه العملية بأسبوع أو بشهر؟ مهما يكن من أمر، فإن هذا من ناحية إسرائيل هي بداية عملية تدهور خطيرة"، لافتا أن "إسرائيل ليس لديها أي شك أن طهران تتطلع كهدف قومي للوصول إلى قنبلة نووية بأي ثمن".

وأشارت إلى أن "أوروبا ترى في هذه الشذوذات بالأساس موضوعا تكتيكيا في المفاوضات، وإيران تدير من خلف الكواليس مفاوضات هدفها إعادة أوروبا وأمريكا إلى طاولة المباحثات من أجل رفع العقوبات الاقتصادية، وقد حاولت أوروبا تجاوز العقوبات الامريكية عبر آلية تسمى "انتكس" تستهدف الاتجار مع إيران دون الاستناد إلى الدولار".

واستبعدت "يديعوت"، نجاح الآلية الأوروبية لأن "كبرى الشركات الأوروبية لا تريد التورط مع واشنطن"، معتبرا أن فشل "انتكس" تسببت "بنقل ‘يران إلى مرحلة التهديدات والخروقات، التي يمكن وقفها عندما ترفع العقوبات".

وتابعت: "إذا لم ينجح ستضيف إيران المزيد من التهديدات"، مضيفة: "متى ستقرر أوروبا فعل شيء ما في هذا الشأن؟ هل عندما تصل إيران إلى 20 في المئة من التخصيب؟".

وبينت الصحيفة، أن "إسرائيل تقف مرة أخرى أمام معركة سياسية عنيدة؛ وهي إقناع العالم بأن خروقات الاتفاق النووي ليس تكتيكا، بل تقصر عمليا مرحلة الوصول إلى القنبلة".

وشدد على ضرورة أن "تطلب تل أبيب من الدول الموقعة على الاتفاق، أن تفعل منذ الآن البند في الاتفاق الذي يلزمها باستدعاء الإيرانيين للاستيضاح، قبل انضمامها إلى العقوبات".

اقرأ أيضا :  الطاقة الذرية: نعلم بإعلان إيران بشأن مستوى تخصيب اليورانيوم

ونبهت أنه "في أيلول/سبتمبر ينتظر إسرائيل صراع في لقاء مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مؤكدة أن "الوكالة هي في واقع الأمر مقاول تنفيذ للقوى العظمى النووية".

وأكدت أنه في "حال لم ترى بريطانيا، فرنسا، الصين، روسيا والاتحاد الأوروبي في الخروقات الإيرانية مشكلة، فإن مجلس الأمناء لن يعنى بها، وستكون هذه ضربة لإسرائيل وللولايات المتحدة".

وأفادت "يديعوت"، أن "إسرائيل لا يمكنها أن تعول على النزوات الأوروبية، فنافذة الفرص الإسرائيلية أمام تجميد النووي الإيراني والتي فتحت منذ وقع الاتفاق قبل أربع سنوات، أغلقت، ويعود جهاز الأمن إلى استثمارات كبرى في المشروع العسكري الاسرائيلي لمواجهة النووي الإيراني".