تستمر الحملة التي تقودها منظمات مؤيدة لإسرائيل في
بريطانيا، لمنع إقامة معرض "
فلسطين إكسبو"، وهذة المرة بحجة أن المعرض "يزيد الهوة" بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بحسب نائب في البرلمان البريطاني؛ مؤيد لإسرائيل.
ونشرت صحيفة "تايمز أو
إسرائيل" تقريرا مطولا، تضمن تحريضا على المعرض الذي يُفتتح السبت ويستمر ليومين.
وحاولت مجموعات يهودية ومؤيدين لإسرائيل الضغط على مالكي مركز أولمبيا الضخم الذي يستضيف المعرض، حيث أرسلوا رسائل لثلاثة من المالكين، وهم من الألمان، بحجة أن البرلمان الألماني أقر قانونا الشهر الماضي؛ يصنف حركة
مقاطعة إسائيل (BDS) كحركة معادية للسامية.
وجاء في الرسائل لمالكي الموقع؛ أنه "بالسماح لأولمبيا لندن بالمضي قدما لاستضافة هذا الحدث، فإنكم سوف تكونون جزءا من الترويج لمهرجان كبير للكراهية والدعاية ضد إسرائيل، والترويج لحركة مقاطعة إسرائيل (BDS)".
وتزعم الرسائل أن مؤسسة أصدقاء الأقصى التي تنظم المعرض مرتبطة بحركة حماس، المصنفة على قوائم الإرهاب في أوروبا، كما وجهت اتهامات مماثلة لمؤسس "أصدقاء الأقصى"، إسماعيل باتيل، وهي اتهامات نفتها المؤسسة.
وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن إحدى الشركات الألمانية الثلاث المالكة للموقع؛ أكدت أنها تواصل مع الشركة التي تدير الموقع في بريطانيا (يو كابيتال) للتأكد من أن المعرض لا روج لحركة مقاطعة إسرائيل.
وكان المحامون المؤيدون لإسرائيل في بريطانيا يهدفون إلى إلغاء الفعالية بالكامل، ولكنهم باتوا يدركون في هذه المرحلة المتأخرة أن هذا الهدف أصبح بعيد المنال، فلجأوا إلى "الخطة ب"، وهي "تقليم العناصر المتعلقة بمعاداة إسرائيل وحركة المقاطعة".
كما أن إحدى الشركات المالكة أعلنت أنه بات الوقت متأخرا لإلغاء المعرض، لكنها أكدت أنها ستقوم بتدقيق أكبر في المستقبل.
وفعالية "بال إكسبو" أو "معرض فلسطين" هي عبارة عن مهرجان سنوي تنظمه منظمة "فرندز أوف أقصى" أو "أصدقاء المسجد الأقصى، وهي هيئة بريطانية مستقلة وغير ربحية تضم عددا من المتضامنين مع القدس المحتلة والشعب الفلسطيني والمناهضين للاحتلال الاسرائيلي، وتعتبر من أكبر المنظمات الداعمة للفلسطينيين في بريطانيا.
وقال رئيس مؤسسة "أصدقاء الأقصى" اسماعيل باتيل في مقابلة خاصة مع "
عربي21"؛ إن دورة العام الحالي تتضمن العديد من المفاجآت بما فيها حفلات فنية وفعاليات تراثية فلسطينية، كما تتضمن عددا كبيرا من المحاضرات والندوات وعروض الأفلام، إضافة الى فقرات خاصة بالأطفال وأخرى ثقافية وتعريفية بفلسطين والمسجد الأقصى المبارك.
كما لفت إلى مشاركة العديد من المطاعم والمطابخ العربية في الفعالية، حيث سيتم تقديم المأكولات الفلسطينية للحضور، مؤكداً أنها "الفعالية التضامنية الأكبر مع فلسطين على مستوى القارة الأوروبية".
وشارك في معرض فلسطين، أو "بال إكسبو"، العام الماضي أكثر من 19 ألف شخص من المواطنين البريطانيين وأبناء الجالية العربية. وفي عام 2017، درست الحكومة البريطانية إلغاء المعرض في وسطن لندن، بسبب شكاوى مماثلة ضد منظميه، قبل أن تسمح بالمضي به قدما.
ويُتوقع أن يتحدث خلال المعرض عدد من السياسيين البريطانيين ونواب في البرلمان البريطاني والبرلمان الأوروبي. ومن بين المتحدثين أعضاء في مجموعة "الصوت اليهودي لحزب العمال".
وفي المقابل، هاجمت النائبة العمالية المؤيدة لإسرائيل، جينفير جيربر، المعرض، وقالت: "بدلا من الاحتفال بالثقافة والتاريخ والفنون الفلسطينية، معرض فلسطين يعمل على شيطنة ونزع الشرعية عن الدولة اليهودية الوحيدة في العالم"، وفق قولها.
وذهبت النائب أيان أوستين، المنشق عن حزب العمال بحجة تفشي
معاداة السامية داخل الحزب، إلى القول: "كسف يساعد (المعرض) على حل النزاع الإسرائيل الفلسطيني؟"، ليضيف: "الحملات لمقاطعة ومعاقبة (إسرائيل)، أو الفصل العنصري ضد إسرائيل؛ فقط تقود الجانبين إلى الابتعاد عن بعضهما أكثر فأكثر".
ويشار إلى أن وزير الأمن الداخلي الإسرائيل، جلعاد أردان، طلب من المستشار القضائي للكنيست الإسرائيلي بمنع النائب العربي يوسف جبارين من المشاركة في المعرض،
ورفض النائب جبارين طلب أردان، وأكد على مشاركته، معتبرا المعرض منبرا هاما لفضح السياسيات الإسرائيلية والممارسات الخطيرة للوزراء اليمينيين المتطرفين.