نشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن هجوم إسرائيل مرة أخرى على سوريا الذي أسفر عن العديد من الخسائر، علما بأنه تدور العديد من الافتراضات حول تورط روسيا المباشر أو غير المباشر في هذه الهجمات.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه ليلة الاثنين الموافق لغرة تموز/ يوليو، هاجمت إسرائيل مجددا سوريا.
وقد كانت الخسائر هذه المرة فادحة، حيث قتل مدنيون من بينهم طفل وأصيب أكثر من عشرين شخصا من بينهم أطفال أيضا.
في المقابل، كانت الخسائر المادية في صفوف جيش النظام والقوات المحسوبة على إيران ضئيلة، ما يعني أن الهجوم الموجه ضد طهران كان فاشلا.
وأوردت الصحيفة أن الهجوم على دمشق وحمص كان من أقوى الهجمات الإسرائيلية التي شُنت في الآونة الأخيرة.
وحسب جيش النظام، تمكنت أنظمة الدفاع الجوي الروسية من إسقاط معظم الصواريخ الإسرائيلية، مما ساهم في الحد من الأضرار. في المقابل، يعتقد الخبراء الإسرائيليين أن الصواريخ الإسرائيلية حققت الهدف المنشود.
وأشارت الصحيفة إلى أن أنظمة إس-300 الروسية لم ترد على الهجمات الإسرائيلية، على الرغم من أنها قادرة على ذلك.
اقرا أيضا : بعد استهداف الاحتلال مواقع سورية.. أين يتجه المشهد؟
وهذا الأمر يثير تساؤلات حول سبب عدم إظهار الأنظمة الروسية إس-300 التي تتمتع بجهاز رادار، من الرد على هذه الهجمات.
وذكرت الصحيفة أن هناك أسبابا عديدة تفسر ذلك من بينها المفاوضات الناجحة بين سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، ومستشار الرئيس الأمريكي جون بولتون.
وبطبيعة الحال، إن المستفيد من هذه المفاوضات هي تل أبيب. وتجدر الإشارة إلى أن الهجوم وقع بعد أيام قليلة من الاجتماع، علما بأن موسكو لم تقم بأي رد فعل. وحسب إسرائيل، من غير الممكن القيام بمثل هذه العملية دون التنسيق مع روسيا.
وأفادت الصحيفة بأن وصول إسرائيل إلى المجال الجوي للبحر الأبيض المتوسط من قبرص نحو سوريا ولبنان يتطلب التنسيق مع الجيش الروسي، الذي تتواجد قواته البحرية والجوية في المنطقة.
ومن الواضح أن هناك اتفاقيات جديدة بين إسرائيل وروسيا بشأن "تقسيم المهام" في سوريا.
في المقابل، غضت الولايات المتحدة الطرف عن القصف الوحشي لإدلب الذي يسفر يوميا عن وقوع خسائر جسيمة.
ومن الصعب التأكيد على أن عدم اكتراث واشنطن بشؤون إدلب، نتيجة تورط تل أبيب في اتفاق مع روسيا.
وأضافت الصحيفة أنه من غير المنطقي أن تحلق الطائرات الإسرائيلية فوق البحر الأبيض المتوسط دون أن يلاحظها أحد ودون مشاكل.
وفي وقت سابق، تم رصد الطائرات الإسرائيلية عديد المرات. وحسب الدوائر العسكرية الروسية، هناك تنسيق بين موسكو وتل أبيب، لكن لا يوجد تواطؤ بين روسيا وإسرائيل ضد إيران، وإنما ضد سوريا.
وأوضحت الصحيفة أن مصادر رسمية روسية ترجح أن رحلة باتروشيف أدت إلى بعض التغييرات السياسية الروسية فيما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل.
وفيما يخص حادثة غرة تموز/ يوليو، فقد أكدت مصادر أن الجيش الروسي كان على علم مسبق بالهجوم.
علاوة على ذلك، هناك معاهدة بعدم اعتداء الطرفين على بعضهما البعض، إذ تتعهد تل أبيب بتجنب إلحاق الضرر بالروس في سوريا ونفس الأمر ينطبق على موسكو.
وعلى هذا الأساس، يمكن وصف العلاقات الثنائية بين البلدين بأنها محايدة إلى حد ما، إذ لا يمكن وصفهما بالحلفاء ولا بالأعداء، إلا أن التنسيق بينهما ضروري لتجنب أي صدف غير سارة.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن المعلومات التي تتلقاها روسيا من إسرائيل تُنقل بصفة دورية إلى الزملاء السوريين. وعموما، إن النجاح السوري في صد بعض هجمات غرة تموز/ يوليو الصاروخية كان في الحقيقة بعلم سوريا المسبق بالهجوم.
ولا توجد لدى دمشق أي مطالب تجاه موسكو فيما يخص الهجمات الجوية الإسرائيلية، إذ أن روسيا ملزمة بحماية قواعدها العسكرية ومواطنيها على الأراضي السورية فقط.
صحيفة روسية: هل بدأ جيش الأسد القتال ضد طهران؟
هل خضع الجيش السوري لترتيبات حزب الله على الحدود؟
هل ترغب موسكو في الانضمام للتحالف المناهض لطهران؟