نشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن اندلاع مواجهات بين الجيش العربي السوري وفيلق الحرس الثوري الإيراني في شرق سوريا، وذلك وفقا لما ذكرته بعض وسائل الإعلام المحلية السورية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الوضع تفاقم بعد محاولة مجموعة من العسكريين السوريين السيطرة على إحدى مناطق مدينة الميادين.
لكنها فشلت في ذلك بسبب نجاح مليشيا لواء الفاطميين الشيعة، التي تسيطر على المدينة، في التصدي لهم.
وأضافت الصحيفة أن سوريا عرفت منذ يوم 26 من الشهر الحالي، نوعا من الاحتكاك بين القوات الرسمية ومجموعات شيعية مختلفة في شرق سوريا، وبات ذلك جليا من خلال التوترات الناشئة في مدينة الميادين.
وفي مرحلة ما، بدأ الجيش السوري في التغلب على خصمه؛ لكن وبشكل مفاجئ استعانت مليشيا لواء الفاطميين الشيعة بالقوات الإيرانية الرسمية، أي فيلق الحرس الثوري الإيراني؛ ما أدى إلى احتدام المواجهات.
ونتيجة لذلك، فشلت قوات الأسد في السيطرة على المنطقة، وسجلت في صفوفها سقوط ستة قتلى والعديد من الجرحى.
في الأثناء، ذكرت بعض المصادر أن قوات الأسد تراجعت ولم تعد مسألة السيطرة على المدينة ضمن مخططاتها في الوقت الحالي.
في المقابل، تشير مصادر أخرى إلى وجود مفاوضات جارية بين الجانب السوري والإيراني في هذا الصدد.
اقرأ أيضا : هل خضع الجيش السوري لترتيبات حزب الله على الحدود؟
وأشارت الصحيفة إلى أن الاشتباكات الأخيرة لا تعد الأولى من نوعها، إذ حدثت مواجهة مماثلة بين الطرفين قبل بضعة أسابيع في مدينة أبوكمال، حيث رصدت معارك بين الجيش العربي السوري والميليشيات الشيعية المدعومة من طرف طهران، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى أيضا.
ويكمن جوهر المشكلة في أنه بعد تحرير شرق سوريا من قبضة تنظيم الدولة، لم تسيطر القوات الموالية للأسد على المنطقة، بل سيطر عليها الإيرانيون والأكراد فقط.
وأكدت الصحيفة أن الإيرانيين والعديد من الجماعات المتحالفة معهم أصبحوا يحكمون قبضتهم على مناطق مهمة من محافظة دير الزور، المتاخمة للضفة الغربية من الفرات.
وتصر إيران على السيطرة على هذه الجهة لأنها تؤمّن عملية التواصل المستمر بين الجماعات الشيعية في العراق وسوريا.
ونقلت الصحيفة عن المستشرق والمحلل السياسي الروسي، أوليغ غوشين، أن هذه المشاكل كانت متوقعة، ويعود ذلك لعدة أسباب من بينها أن الشعب السوري شعب علماني على عكس نظيره الإيراني المتعصب.
وبشكل عام، لا يحب السوريون الإيرانيين، لكنهم كانوا مجبرين على مجاراتهم والتعامل معهم لكسب الحرب، لاسيما أن إيران ما زالت تساعد سوريا في العديد من المسائل. وفي ظل هذا الوضع، باتت رغبات دمشق، التي تسعى إلى إعادة الحياة في البلاد إلى ما كانت عليه قبل الحرب، واضحة".
وأفادت الصحيفة بأنه في سوريا ما بعد الحرب، لا توجد استثناءات بالنسبة للنظام إذ ستعمل سوريا على إخراج جميع الجهات الأجنبية من أراضيها.
ومن جهته، يرى غوشين أن هذا النوع من المناوشات قد يتكرر في المستقبل، لكن لن يؤدي ذلك إلى صراع خطير واسع النطاق، إذ سيتم النظر في ذلك من قبل المستشارين العسكريين.
في المقابل، لا ترى كل من إيران وسوريا أنهما يمكن أن يصبحا عدوين لدودين، لكن التعاون القائم بينهما حاليا يخدم مصالح كلا الطرفين.
وفي الختام، نوهت الصحيفة بأن إيران تطمح لتحقيق أهداف جيوسياسية من خلال تواجدها في سوريا، بينما تتغذى سوريا من مساعدة الجانب الإيراني.
وبطبيعة الحال، سيتغير الوضع في وقت لاحق، لكن دون اللجوء إلى السيناريو العسكري، وسيتم التعامل مع المشاكل العالقة بطريقة دبلوماسية.
هل خضع الجيش السوري لترتيبات حزب الله على الحدود؟
وول ستريت جورنال: ما سر التفوق الصاروخي الحوثي؟
هل ترغب موسكو في الانضمام للتحالف المناهض لطهران؟