أثارت خطة العمل التي وقعتها الأمم المتحدة مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، حول التخلي عن تجنيد القاصرين، موجة انتقادات، لا سيما من أقارب الأطفال الأكراد السوريين الذين جندتهم "قسد".
وجاء توقيع الخطة في حفل رسمي وغير
معلن بمقر الأمم المتحدة بجنيف، جرى في أواخر حزيران/ يونيو الماضي، بين وكيل
الأمين العام للأمم المتحدة فرجينيا غامبا وقائد "قسد" مظلوم عبدي.
وشكك ناشطون أكراد بنوايا
"قسد" بالتخلي عن الأطفال الذين تم تجنيدهم قسرا في صفوفها، ومنهم
الإعلامي الكردي شيرزان علو.
وبعد انتقاده التوقيع، اعتبر علو
خلال حديثه لـ"عربي21"، وهو قريب أحد الأطفال المجندين قسرا، أنه لو كان
لدى "قسد" نوايا بالتخلي عن تجنيد الأطفال، لكانت أرسلت المجندين منهم
إلى عائلاتهم.
وتوجه علو بالخطاب إلى قائد
"قسد"، قائلا: "أنتم خطفتم ابن عمي القاصر كاميران علو البالغ من
العمر 15 سنة، وغيره الآلاف من
الأطفال".
وإلى جانب صورة قريبه كتب علو على
"فيسبوك": "باسمي وباسم العائلة نطلب منكم ومن الأمم المتحدة التي
تصدق أكاذيبكم، بإعادة طفلنا القاصر وباقي الأطفال إلى بيوتهم ومدارسهم، حتى
تثبتوا للناس أنكم توقفتم عن تجنيد الأطفال والغدر والخيانة".
وكانت "عربي21" قد سلطت الضوء في تقرير سابق، على حادثة تجنيد الطفل كاميران علو.
اقرأ أيضا: اتهامات لـ"لوحدات" بخطف طفل وتجنيده قسرا في كوباني (صور)
وباعتراف منظمات حقوقية محلية
ودولية، فإن "قسد" جنّدت الأطفال وزجت بهم في المعارك على نطاق واسع، في
مناطق سيطرتها شمال سوريا، حيث أكدت "هيومن رايتس ووتش" في تقرير صادر
عنها في آب/ أغسطس الماضي، أن "وحدات الحماية" القوة المهيمنة على قرار
"قسد"، تجند الأطفال على نطاق واسع، وغالبيتهم من الفتيات.
فيما ذكر التقرير السنوي للأمم
المتحدة عن الأطفال في النزاعات المسلحة، أن العام 2017 شهد 224 حالة تجنيد لأطفال
من قبل القوات الكردية، بزيادة تقارب 5 أضعاف عن العام السابق 2016، وكان 72 من
الأطفال، أي تقريبا الثلث، من الفتيات، وفي 3 حالات على الأقل، اختطفت القوات
الأطفال لتجنيدهم.
وفي السياق ذاته، أدانت وزارة
الخارجية التركية توقيع الأمم المتحدة خطة عمل مع "قسد"، واصفة ذلك
بالتطور الخطير، مشددة في الوقت ذاته على أنه "لا يمكن إيجاد أي تفسير
للتوقيع الأممي على اتفاقية مع تنظيم مصنف إرهابي في تركيا".
يذكر أن ستيفان دوغريك، المتحدث
باسم أمين عام الأمم المتحدة، أكد أن "جهود الممثل الأممي الخاص (فرجينيا
غامبا) لا تعني الاعتراف بشرعية سياسية لقوات سوريا الديمقراطية، أو لأي جماعة
مسلحة أخرى عقدت معها مباحثات من قبل".
تحذير أممي من لجوء مليوني سوري لتركيا بسبب تصعيد الأسد
مسؤولة أممية تصل الرياض لبحث الوضع في اليمن