حاولت
ندوة في لندن عُقدت الأحد؛ البحث في خيارات المستقبل لمواجهة النظام العسكري في
مصر، مع مرور ست سنوات على مظاهرات 30 حزيران/ يونيو 2013.
وفي
كلمة افتتاحية، قال رئيس منتدى التفكير العربي، محمد أمين، إن المنتدى اختار هذا التاريخ
لعقد الندوة لأهميته وخطورة ما ترتب على الانقلاب في مصر من انعكاسات على مسار
الأحداث؛ ليس في مصر فقط، بل في مختلف الدول العربية التي شهدت انتفاضات شعبية.
وأوضح
أمين أن "الانتكاسة التي أصابت الثورة المصرية جعلت دول أخرى تملأ الفراغ
الذي نجم عن خروج القاهرة من معادلة الفعل، وانتهت تلك الدول لمحاولة جر الأمة
لمحور مشبوه تصطف فيه مع إسرائيل"، و"القفز على إرادة الفلسطينيين
بمختلف أطيافهم الرسمية وغير الرسمية، لتعميد إسرائيل وفقا لمبدأ المال مقابل
السلام، بعد أن كانوا في الماضي ينادون بالأرض مقابل السلام".
من جهته، تساءل الكاتب والصحفي المصري وائل قنديل: هل سيكون صادما
لو قلت إن آخر شخص يمكن توجيه اللوم له في جريمة 30 حزيران/ يونيو هو عبد الفتاح
السيسي؟".
ورأى قنديل أنه من المنطقي حين تذهب نخب سياسية" فشلت في
المعارضة بالوسائل المحترمة، وتطلب من الجيش التدخل لإزاحة منافسها، فهل يتخيل أحد
أن الجيش يمكن أن يترك هذه الفرصة تفلت منه؟"، مشيرا إلى "اليوم الذي
استسلم فيه الضمير الثوري لمخدر الصراع على السلطة، فمنح السلطة والثورة معا للجيش".
ووصف قنديل 30 حزيران/ يونيو بأنه "لحظة تعرت ضمائر ما تسمى
النخب الثورية والسياسية، فاختارت التغيير بصندوق السلاح، بدلا من التغيير بصندوق
الانتخاب".
من جهة أخرى، رفض قنديل توصيف أمين العلاقات الخارجية لحزب الحرية
والعدالة المصري، محمد سودان، ثورة 25 يناير بأنها "انقلاب عسكري". وشدد قنديل
على 25 يناير هي "درة تاج النضال الوطني المصري"، داعيا الإخوان إلى إجراء
مراجعة لما جرى، وأن وفاة الرئيس محمد مرسي ينبغي أن تجعلهم يقومون بنقد وتقييم
حقيقي للتجربة. لكن قنديل ذهب إلى أنه لا يمكن للنخب المصرية الخروج بحل، بل إن من
واجب النخب العربية السعي للخروج بمبادرة.
وكان سودان قد وصف،
خلال حديثه في الندوة، ثورة 25 يناير بأنها انقلاب، مثلها مثل ثورة 1952، مشيرا
إلى أن المجلس العسكري الذي أراد الإطاحة بحسني مبارك لمنع توريث ابنه؛ وجد في
الحراك الشعبي فرصة للانقضاض على السلطة.
وشدد سودان على أن
المطلوب حاليا هو توحيد الصفوف؛ لأن أكثر ما أفاد العسكر هو نجاحهم في
نظرية "فرق تسد". وقال إن الحل يكمن في نبذ الخلاف تماما وتوحد أطياف
المعارضة على برنامج وطني لمواجهة النظام العسكري، مشيرا إلى أن "الرئيس الذي
بسببه كان الليبراليون واليساريون وغيرهم يبدون تخوفهم من عودة التيار الإسلامي
للحكم قد استشهد".
واعترف
سودان بأن الإخوان ارتكبوا أخطاء، وقال إنه ينبغي أن يجري تقييم شامل لما جرى خلال
السنوات الست الماضية، للجميع وليس فقط الإخوان، مشيرا في الآن ذاته إلى أن الفرقة
والاختلاف بين قوى المعارضة هي عملية أدارها المجلس العسكري.
من
جهته، انتقد عضو ائتلاف شباب الثورة بمصر سابقا، وليد عبد الرؤوف، تسابق الثوار على
الغنائم والسلطة قبل انتهاء الثورة.
ورأى
وليد أن المخرج حاليا يكمن في رحيل كل القيادات القديمة من كل التيارات وتسليم
القيادة للشباب، محمّلا الإخوان المسلمين مسؤولية ما حدث في 30 حزيران/ يونيو 2013،
بداية من استفتاء آذار/ مارس الذي كسر التكتل الذي كان موجودا، إضافة للتماهي مع
العسكر والدفاع عنهم، ووصف من يطالب بإسقاط المجلس العسكري وقتها بالخونة.
ووصف
عبد الرؤوف 30 حزيران/ يونيو بأنها كانت تحركا شعبيا استغلته قوى الثورة المضادة
لدعم انقلابها في 3 تموز/ يوليو 2013، وقال إنه لم تنزل الشعوب لإجراء انقلاب بل
للدعوة لانتخابات مبكرة.
التفكير
في المستقبل
أما
الأكاديمي العراقي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة لندن، سعد جواد،
فنبه إلى ضرورة عدم الحديث عن الماضي بل التفكير في المستقبل، وهو الأمر الأهم
برأيه والذي ينبغي أن تنشغل فيه الحركة الوطنية المصرية بكافة أطيافها، مضيفا أن وضع
مصر الآن ليس على ما يرام، وأنها فقدت دورها المركزي.
وعبر
عن اعتقاده بأن النظام المصري جرف مصر من نخبها وتياراتها الوطنية، وأن قوة مصر قد
انهارت وذهب دورها لدول عربية لا تملك سوى المال.
وأبدى
جواد عدم تفاؤله بوجود تقارب بين الحركة الوطنية المصرية، جراء الاستمرار في
النبش في الماضي وتبادل الاتهامات.
"إخوان مصر": الجماعة عصية على الانكسار أو الاختراق
لماذا يطالب نواب مصريون بـ"إسكات" السلفيين بمواقع التواصل؟
"#لبيك_يا_سوريا".. هكذا تذكّر السوريون الرئيس محمد مرسي