كشف السياسي والكاتب التونسي أحمد القديدي النقاب عن أن منظمة التعاون الإسلامي تأسست كفكرة عام 1966 بمبادرة من الراحلين العاهل السعودي الملك فيصل بن عبد العزيز والرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، بهدف مواجهة ما وصفه بـ "النصرية المتهورة" يومها قبل الدفاع عن المسجد الأقصى.
وقال أحمد القديدي في تدوينة كتبها على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" اليوم بعنوان "أسرار التنقل العروبة الى الإسلام ثم الى العسكر": "كانت سنة 1966 محطة فاصلة بين القومية العربية من منظور عبد الناصر وبين التضامن الإسلامي كبديل إستراتيجي عن الهيمنة الناصرية، فنشأت منظمة المؤتمر الإسلامي ومقرها بجدة، وكان أمينها العام الذي أعطاها صبغتها الدولية هو الدبلوماسي التونسي الحبيب الشطي رحمه الله وأصبحت منظمة عالمية تجمع اليوم 57 دولة مسلمة واسمها اليوم (التعاون الإسلامي)".
وأوضح القديدي، المقيم في العاصمة القطرية الدوحة، أن فكرة تأسيس منظمة للتعاون الإسلامي، ظهرت خلال الزيارة التي أداها لتونس الملك فيصل بن عبد العزيز سنة 1966، في مرحلة "تميزت بانحراف جامعة الدول العربية، حيث تحولت إلى ملحق بالخارجية المصرية، وقام المرحوم جمال عبد الناصر بتقسيم العرب إلى تقدميين وإلى رجعيين وهو يخوض حرب اليمن التي أدت إلى انقسام العرب إلى جمهوريات تدعي التقدمية وملكيات توصم بالرجعية".
وأضاف: "المهم أن الملك فيصل بن عبد العزيز والزعيم بورقيبة فكرا في تلك السنة في تأسيس منظمة بديلة عن جامعة الدول العربية، فاتفقا على أن يجتمع المسلمون وهم أكثر عددا وأقرب لبعضهم البعض بالعقيدة في منظمة عقدت مؤتمرها الأول عند حريق المسجد الأقصى عام 69".
الملك فيصل وبورقيبة عارضا إعدام السيد قطب
وذكر القديدي أن الملك فيصل والرئيس بورقيبة وقفا ضد سياسات عبد الناصر المتشددة ضد الإخوان، وقال: "لا ننسى أن الرجلين فيصل وبورقيبة كانا في آب (أغسطس) 66 أول من ندد بقتل المفكر الإسلامي المصري سيد قطب، بل إنهما حاولا التدخل لدى عبد الناصر بعد صدور حكم الإعدام على سيد قطب".
لكن "عبد الناصر، والكلام للقديدي، لم يهتم بتدخلات بورقيبة وفيصل وتم إعدام سيد قطب والتجأ شقيقه محمد قطب للسعودية وعاش ثم توفي منذ سنتين في مكة المكرمة!".
وأضاف: "أذكر أني أنا كنت في العشرين من عمري وكتبت مقالا في جريدة (العمل) مطلع أيلول (سبتمبر) 66 بعنوان (القطيعة مع عبد الناصر) بعد أيام من إعدام سيد قطب، وهو ما اعتبرته خطأ ناصريا كبيرا لأن عبد الناصر لم يحقق انقلاب 23 تموز (يوليو) 52 إلا بعد مناصرة جماعة الإخوان المسلمين له، فقد كان عبد الناصر نفسه قريبا من فكر الإخوان مثل أغلب الضباط الأحرار، وكان يزور قبر حسن البنا ويقرأ الفاتحة عليه باعتراف محمد حسنين هيكل!".
واسترسل القديدي في تقديم روايته لانقلاب عبد الناصر على الإخوان، وقال: "للتاريخ كشف زعيم الإخوان الشيخ مأمون الهضيبي هذه الحقائق لصحيفة "القبس" الكويتية يوم 22 نيسان (أبريل) 1987 فقال: "إن ثورة 23 تموز (يوليو) هي ثورتنا، نحن قوتها وسندها ولم يكن عبد الناصر إلا عضوا عاديا نشيطا في خلية الإخوان التي يرأسها عبد الرحمن السندي وكان الضابط صلاح شادي الشخص الثاني فيها وكانت الثورة مقررة ليوم 21 تموز (يوليو)، إلا أن جميع الضباط الأحرار نصحوا عبد الناصر بأخذ موافقة الشيخ حسن الهضيبي مرشد الجماعة حتى يزكي الثورة ويدعمها فوافق عبد الناصر وأرسل لجنة للشيخ الهضيبي الذي كان يقيم في الإسكندرية يرأسها صلاح أبو رقيق فوافق الشيخ الهضيبي، وكان كوادر الإخوان هم الذين أطروا المصريين ونجحت ثورة كانت تحمل اسم اللواء محمد نجيب، واعتقد نجيب أن غاية الثورة هي الديمقراطية فعزله عبد الناصر وسجنه، واعتقد الهضيبي أن هدفها هو الشريعة فقضى عليه عبد الناصر بعد حادثة (المنشية) المشبوهة ثم سارت أمور مصر إلى حكم عسكري تواصل حتى يومنا هذا تحت شعارات مختلفة و متعاقبة!"، على حد تعبيره.
CBS: آلاف الطلاب السعوديين بقوا بكندا.. بعضهم على حسابه
سيناتور يحذر من ثغرة تتيح لترامب بيع قنابل للسعودية
إيران تعلن عن إرسال "دورية بحرية" إلى مياه الخليج الدولية