لم ينجح كوشنير في حشد الدعم لورشته الاقتصادية المعلن عنها في المنامة عاصمة البحرين نهاية الشهر الحالي 25 و26 حزيران / يونيو؛ فالملك عبد الله الثاني أبلغ كوشنير في العاصمة عمّان بأن الأردن غير ملزم بحضور الورشة الاقتصادية المزمع عقدها في "المنامة"؛ ذات الجواب الذي سمعه صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنير إلى جانب جيسون غرينبلات مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للسلام من الملك محمد السادس في الرباط عاصمة المملكة المغربية.
لاحقتها النكسات
جولة جاريد كوشنير صهر ومستشار الرئيس الأمريكي لاحقتها النكسات منذ بدء الإعلان عنها؛ إذ فقدت زخمها بالكامل بعد إعلان الكنيست الإسرائيلي حل نفسه وفشل نتنياهو بتشكيل حكومته الائتلافية الجديدة ليستعاض عنها بحكومة مؤقته بصلاحيات محدودة لـ 90 يوما لإدارة البلاد والإعداد لانتخابات جديدة؛ انتكاسة استبقت بدء كوشنير جولته إلى المنطقة للحشد لمؤتمر المنامة؛ مفاقما بذلك أزمة جاريد كوشنير ومشروعة المسمى صفقة القرن لحل وتصفية القضية الفلسطينية؛ فكل المساعي والخطوات التي يتبعها كوشنير ومن خلفه الرئيس الأمريكي ترمب تتحول إلى سعي وراء السراب لا نهاية له أو أفق منظور.
كشف مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي أن بنود الصفقة الـ (9) لن تجد طريقها للتطبيق على أرض الواقع
تراجع الفاعلية والأدوار القيادية
فالأطراف المنخرطة في الصفقة والمروجين لها يفتقدون أدوات التأثير كما أن أدوارهم القيادية في العالم العربي والإسلامي في تراجع وتآكل مستمر؛ أمر تكشفت فصوله وأبعاده بقمم مكة المكرمة الثلاث التي لم تنجح في إعادة توجيه البوصلة العربية والإسلامية بما يتناسب مع متطلبات أجندة كوشنير والمطبعين العرب، وهو ما عبر عنه الملك عبد الله الثاني بطريقة غير مباشرة عندما أشاد بابن عمه الملك محمد السادس الذي سانده في الموقف من القدس دون أن يشير إلى تطابق موقفهما من ورشة المنامة التي دعمتها أبو ظبي والرياض؛ فتراجع الفاعلية والأدوار القيادية لم يقتصر على نتنياهو بل امتد إلى المتحمسين للتطبيع في العالم العربي وإلى أبرز حلفاء ترمب وكوشنير في المنطقة كالرباض وأبو ظبي.
حقيقة تأكدت بعد أن كشف مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي أن بنود الصفقة الـ (9) لن تجد طريقها للتطبيق على أرض الواقع كما أنها تفتقد للدعم الإقليمي والدولي؛ حقائق وشكوك كشف عنها بومبيو أثناء لقائه زعما الجالية اليهودية في أمريكا سربت تفاصيله صحيفة الواشنطن بوست في وقت لاحق لزيارة كوشنير الأخيرة والفاشلة إلى الأردن والمغرب والكيان الإسرائيلي.
مهمة كوشنير ومن خلفه مبعوث السلام المزعوم جيسون غرينبلات باتت كالسعي وراء السراب، فما أن تصل لتحديد المكان والزمان حتى تكشف الحقائق بأنه سراب يزيد كوشنير إحباطا واستنزافا مفقدا الرجل مصداقيته ومكانته في صياغة المشهد في إقليم غرب آسيا والعالم العربي؛ فصفقة القرن تحولت من عنوان للنجاح والتقدم لترمب وطاقم إدارته الذي يستعد للانتخابت الرئاسية 2020 إلى ىسبب في الإحراج والاستنزاف السياسي والدبلوماسي بل والعسكري الذي يضع إدارة ترامب على الحافة، فصفقة القرن تتحول شيئا فشيئا من ورقة بيد ترمب إلى ورقة بيد خصومه تستخدم لإضعافه وإرباكه وإحراجه واستنزافه.
مؤتمر المنامة المقبل.. والإصرار على تمرير صفقة القرن