ضمن جولته التي بدأها بالمغرب ويزور بعدها دولا عربية أخرى منها الأردن، حل صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره جاريد كوشنر، ضيفا على مائدة إفطار العاهل المغربي محمد السادس، امس الثلاثاء .
وأقام الملك مأدبته في مقر الإقامة الملكية بمدينة سلا، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء المغربية الرسمية، مشيرة إلى أن العاهل المغربي "أجرى قبل الإفطار، محادثات مع كوشنر تناولت تعزيز الشراكة الاستراتيجية العريقة والمتينة ومتعددة الأبعاد بين المغرب والولايات المتحدة، وكذا التحولات والتطورات التي تشهدها منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط".
ولم تأت الوكالة الرسمية المغربية على ذكر ما إذا تم التطرق لصفقة القرن التي يعتبر كوشنر أحد عرابيها، وكذلك ورشة البحرين المزمعة إقامتها قريبا وتتناول الشق الاقتصادي للصفقة.
وحضر مأدبة الإفطار عن الجانب الأمريكي المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، جايسون غرينبلات، وعن الجانب المغربي المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة.
ووصل جاريد كوشنر، إلى الرباط، في وقت سابق الثلاثاء في إطار جولة تشمل أيضًا الأردن و"إسرائيل".
وذكر موقع "المغربية 360" (مقرب من السلطات) أن "كوشنر" وصل برفقة المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، جايسون غرينبلات، والممثل الخاص لشؤون إيران في الخارجية، براين هوك.
ولفت الموقع أن الوفد سيجتمع بعاهل البلاد، الملك محمد السادس، لبحث مشاركة المملكة بـ"ورشة المنامة".
وفي 19 أيار/ مايو الجاري، أعلن بيان بحريني أمريكي مشترك عن استضافة المنامة، بالشراكة مع واشنطن، ورشة عمل اقتصادية يومي 25 و26 يونيو/ حزيران المقبل.
وتستهدف الورشة جذب استثمارات إلى المنطقة، في إطار مساعي واشنطن فرض تسوية تُعرف إعلاميًا باسم "صفقة القرن"، وتعتزم الكشف عنها في غضون أيام.
اقرا أيضا : اعتصام لإخوان الأردن ضد زيارة كوشنر و"ورشة البحرين"
وتعمل الإدارة الأمريكية على صياغة "الصفقة" منذ تسلم دونالد ترامب الرئاسة مطلع 2017، دون الكشف عن بنودها حتى الآن، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، بما فيها وضع مدينة القدس وحق عودة اللاجئين.
ويأمل كوشنر في الحصول على تأييد قسم من الفلسطينيين عبر وعده بتنمية اقتصادية فعلية وهو مدرك أنه بحاجة لدعم دول عربية حليفة للولايات المتحدة لتحقيق ذلك.
وشارك كوشنر وغرينبلات في المغرب بمأدبة إفطار أقامها على شرفه العاهل المغربي محمد السادس وولي عهده مولاي حسن ووزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.
وقال غرينبلات في تغريدة على تويتر: "شكراً لكم جلالة الملك على هذه الأمسية الخاصة وعلى مشاركة حكمتك"، مضيفاً أنّ "المغرب صديق هام وحليف للولايات المتحدة".
وسيزور كوشنر لاحقاً اعتباراً من 1 حزيران/ يونيو مونترو في سويسرا ثم لندن حيث سيشارك في زيارة الدولة التي يقوم بها ترامب إلى بريطانيا.
ومن المتوقع أن تكشف الولايات المتحدة في 25 و26 حزيران/ يونيو خلال مؤتمر المنامة عن الشق الاقتصادي من خطتها للسلام التي لم يكشف عن شقها السياسي بعد.
وأعلنت السلطة الفلسطينية أنها لن تشارك في هذا المؤتمر فيما لا تزال الدول المشاركة غير معروفة باستثناء الإمارات التي أكدت حضورها.
وأعلن البيت الأبيض أن اجتماع المنامة فرصة "لتشجيع الدعم لاستثمارات ومبادرات اقتصادية محتملة يمكن أن تجعل اتفاق السلام ممكنا".
اقرا أيضا : دعوات للاحتجاج في المغرب لوقف تمرير "صفقة القرن"
لكن الفلسطينيين أكدوا عدم مشاركتهم. وندد صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بالمحاولات الهادفة إلى تشجيع "التطبيع الاقتصادي للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين".
وقال عريقات إن "محاولات تعزيز التطبيع الاقتصادي للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين هو أمر مرفوض. القضية لا تتجلى في تحسين الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني بل بتعزيز قدرة فلسطين على السيطرة على مواردها ومعابرها وحدودها وتجسيد سيادتها من خلال إنهاء الاحتلال".
وقرر رجال الأعمال والاقتصاديون الفلسطينيون مقاطعة المؤتمر الاقتصادي في البحرين.
وأعلن رئيس المجلس التنسيقي للقطاع الخاص (بال تريد) عرفات منصور في مؤتمر صحافي في رام الله الثلاثاء اأن المجلس "الذي يضم أكثر من 12 مؤسسة فاعلة في الاقتصاد الفلسطيني قرر عدم المشاركة في مؤتمر المنامة. العديد من رجال الأعمال الفلسطينيين تلقوا دعوات لحضور المؤتمر لكننا قررنا عدم المشاركة".
وأحاط كوشنر خطته بغموض شديد ووعد منذ عدة أشهر بأفكار جديدة مؤكدا أن المقاربات التقليدية لم تتح التوصل إلى اتفاق.
وفي إطار سعيه لتقديم مفاهيم جديدة، أصدر كوشنر في مطلع أيار/ مايو أقوى إشارة من الإدارة الأمريكية، إلى أن الخطة لن تقترح حل الدولتين الذي كانت الولايات المتحدة تؤيده في مفاوضات السلام.
اعتصام لإخوان الأردن ضد زيارة كوشنر و"ورشة البحرين"
اتصال بين العاهلين الأردني والبحريني لبحث تطورات المنطقة
عريقات يوجّه سؤالا لدول عربية مشاركة في "ورشة البحرين"