قال باحث إسرائيلي إن "نظرة العراقيين إلى إسرائيل آخذة في التغيير، بعد أن تربوا وتعلموا خلال عقود طويلة على كراهيتهم لها، لكن الموقف العراقي طرأ عليه تغيير جديد، بعد أن أعلن وزير الخارجية العراقي الجديد محمد علي الحكيم أن الموقف العراقي من القضية الفلسطينية ينطلق من المبادرة العربية للسلام لعام 2000، فيما قال وزير شؤون الإعلام العراقي إن الموقف العراقي ينطلق من الإيمان بحل الدولتين".
وأضاف عيدان برير في مقاله بمنتدى التفكير الإقليمي، وترجمته "عربي21"، أن "أوساطا في البرلمان العراقي أعلنت أن هذه التصريحات الحكومية تعني اعترافا ضمنيا بإسرائيل، ما أثار لغطا كبيرا،
وطالبت جهات عراقية رسمية من وزارة الخارجية توضيحات لهذه التصريحات.
وأكد أننا "أمام تغير جوهري في الموقف العراقي التقليدي من إسرائيل، الذي دأب منذ تأسيس الدولة على كراهيتها، بغض النظر عن هوية وقومية ومذهب الرئيس العراقي منذ العام 1948، كما شارك العراق في عدة حروب ضد إسرائيل، وأبدت تجاهها عداء تجلى في أوضح صوره من خلال إطلاق صواريخ سكاد في عام 1991، كما قدم العراق دعما لمنظمة التحرير والفلسطينيين".
وأشار برير الباحث في جامعة تل أبيب، المتخصص بشؤون مدينة كركوك في الحقبة العثمانية، والأقليات الدينية في الدولة العراقية، إلى أنه "باستثناء الإجماع العراقي ضد إسرائيل، فقد كانت هناك أقلية من الأكراد الذين رفضوا كراهيتها، حتى نشأت بين الإسرائيليين والأكراد علاقات وثيقة في سنوات الستينات والسبعينات".
واستدرك قائلا إنه "رغم أن العداء العراقي لإسرائيل وصل ذروته في عهد صدام حسين، لكن بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003 انشغل النظام العراقي الجديد بإعادة ترميم الدولة، والملفات الداخلية، تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية والعلاقة مع إسرائيل، حيث صادق العراق على المبادرة العربية للسلام من خلال القمة العربية في العراق 2012، رغم وجود معارضات داخل الدولة لهذه الخطوة".
وزعم أنه "مع بقاء بعض الأصوات العراقية المتضامنة مع غزة في حروبها الأخيرة، والاعتراض العراقي على التواجد الإسرائيلي في المنطقة الكردية شمال البلاد، فقد باتت الأجواء الشعبية العراقية تشهد في السنوات الأخيرة تغيرا في النظرة السلبية تجاه إسرائيل عموما، واليهود خصوصا، وبدأت تظهر في أوساط الشباب العراقي دعوات للتعرف كثيرا على اليهود، حتى لو كانوا داخل إسرائيل".
وأكد أن "شبكات التواصل الاجتماعي العراقية تشهد نقاشات وحوارات بين مئات آلاف العراقيين والإسرائيليين من أصل عراقي، رغم القوانين العراقية التي تحظر هذا الاتصال، لكن لعل ما يشجع على نشوء هذه العلاقات أن الدولتين ليس بينهما حدود مشتركة".
وختم بالقول إنه "رغم كل ما تقدم من تغير في النظرة العراقية لليهود والإسرائيليين، لكن الطريق إلى تحسين العلاقات الإسرائيلية العراقية ما زالت طويلة جدا، وطالما لم يتحقق اختراق في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، فمن الصعب حدوث دفء في العلاقات العلنية بين الدولتين".
وأكد أن "التقييم الإجمالي للعلاقات العراقية الإسرائيلية يشير إلى أن الصورة النمطية عن اليهود العراقيين تغيرت عما كان عليه الحال في مرحلة ما بعد سقوط نظام صدم حسين، وبات الحديث في العراق عن إسرائيل أقل حساسية مما كان في السابق".
هل تلبي الحكومة الجديدة طموحات الفلسطينيين؟!
هل انهارت التسوية للسلطة مع فوز نتنياهو بانتخابات إسرائيل؟
مختصون يقرأون انعكاس نتائج انتخابات الكنيست على فلسطين