قال مستشرق إسرائيلي، إن "التصاوير التي بثتها الأقمار الصناعية مؤخرا، تشير إلى أن السعودية تقترب من استكمال إقامة المفاعل النووي هناك، مع وجود مصلحة للولايات المتحدة بتطويره، لكن في ظل الشرق الأوسط غير المتوقع، فإن ذلك قد يشكل خطرا على إسرائيل".
وأضاف
يارون فريدمان في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "زعيم إيران خامنئي أعلن قبل أيام أن الدول الغربية توفر المساعدة
للسعودية لإقامة مفاعلها النووي، ومن يظن أن كلامه للدعاية فهو مخطئ، لأنه في
بداية نيسان/ أبريل الجاري، بعد أيام قليلة على خطاب خامنئي، نشرت شبكة بلومبيرغ صورا لأقمار
صناعية حول المنشأة النووية الأولى في الأراضي السعودية، وتؤكد أن الرياض تقترب من
استكمال المشروع".
وأوضح
فريدمان، الباحث بالشؤون الإسلامية بمعهد التخنيون بجامعة حيفا، أن "المنشأة
تقع جنوبي غرب مدينة الملك عبد العزيز للتكنولوجيا والعلوم المجاورة للعاصمة
الرياض، ومصدر القلق أن السعودية ليست موقعة على ميثاق الحد من تخصيب اليورانيوم،
ولم تبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن أي مرحلة وصلت بتطوير المنشأة النووية".
وأشار إلى أنه "في حال حصلت السعودية على قدرات نووية، فمن الممكن أن تستخدمها لأغراض
عسكرية، وليس فقط لأغراض مدنية، وهناك إمكانية لتعميم هذه التكنولوجيا لدول إضافية
في المنطقة، لأنه في آذار/ مارس 2018 أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أنه في حال
حصلت إيران على سلاح نووي، فإن السعودية ستفعل ذلك، وبعد مرور أشهر على هذا
التصريح جدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير هذا التهديد".
وأكد فريدمان، خريج جامعة السوربون الفرنسية، أنه "يمكن الربط بين التطلعات السعودية في الموضوع النووي، وزيارة ابن سلمان لباكستان في شباط/ فبراير الماضي، الدولتان الصديقتان، وتعتبر الباكستان الدولة النووية الإسلامية السنية الوحيدة في العالم، والرياض بإمكانها أن تحصل من إسلام أباد على سلاح نووي جاهز دون الحاجة لتطوير محلي، رغم أن السعوديين معنيون بأن يمتلكوا القدرات الذاتية لإنتاج السلاح النووي".
وأوضح
أنه "وفق بعض التقديرات، فإن للسعودية بعض النقاط التي تتفوق فيها على إيران
في الموضوع النووي، أولها أنها ليست بحاجة لامتلاك اليورانيوم لأنه متوفر في صحراء
المملكة، وثانيها أن مشروعها النووي الحالي يحظى بدعم حليفتها الولايات المتحدة،
لأن الأمريكان يعتقدون أن المشروع النووي السعودي سيعود عليهم بمكاسب مالية، مما
يجعلهم يزيدون من دعمه وتطويره".
وكشف
النقاب عن "وجود خلافات بين الإدارة الأمريكية والكونغرس ورجال الأعمال حيال هذا المشروع، بين من يرى أنه قد يحقق مكاسب مالية هائلة للخزينة الأمريكية
بمليارات الدولارات، ومن يعتبره قد يشكل خطرا على إسرائيل، مع العلم أن السعودية
ليست الدولة الخليجية الأولى في هذا المضمار، فقد سبقتها دولة الإمارات العربية
بمساعدة كوريا الجنوبية في إنتاج مشروع نووي مدني في 2017 لإنتاج الكهرباء".
وختم
بالقول بأن "إسرائيل تريد الإبقاء على تفوقها الاستراتيجي في المجال النووي في
المنطقة، لكن المشروع النووي الباكستاني لا يقلقها كثيرا، لأن الأخيرة لم يسبق لها
أن أعلنت عن رغبتها بالقضاء على إسرائيل كما تفعل إيران، وفي الحالة السعودية، فطالما أنها متحالفة مع إسرائيل أمام عدو مشترك متمثل بإيران، فلا داعي لقلق تل أبيب،
ولكن يجب التذكر دائما أن الشرق الأوسط مكان خارج كل التوقعات، وصاحب كل المفاجآت".
اقرأ أيضا: "الطاقة الذرية" تطالب الرياض بضمانات حول مفاعلها النووي
مستشرق إسرائيلي يطرح خيارات للتعامل مع حماس في غزة
قراءة إسرائيلية في دور روسيا لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي
خبير إسرائيلي: هذه كوابح العملية العسكرية ضد حماس في غزة