رأى رئيس حزب "منبر السلام العادل" في السودان، الطيب مصطفى، أن إقدام المجلس العسكري بقيادة وزير الدفاع عوض بن عوف، على تنحية الرئيس عمر البشير وإنهاء نظامه، أنقذت البلاد من الانزلاق إلى مستنقع الفوضى الأمنية.
وقال مصطفى في حديث مع "عربي21": "خطوة المؤسسة العسكرية التي تم الإعلان عنها اليوم الخميس، انتظرناها لأننا كنا نخشى من الفوضى والاحتراق الأهلي، وأن يتم تكرار سيناريوهات الفتنة التي جرت في المنطقة، لأن السودان أكثر هشاشة من سوريا وليبيا واليمن والصومال، نحن بلاد مليئة بالسلاح والحركات المسلحة، إذا سقطت الدولة المركزية دون بديل، فهذه مشكلة كبرى".
وأكد مصطفى، وهو من عائلة الرئيس عمر البشير (من جهة الأم)، ترحيب حزبه بالخطوة التي أعلن عنها وزير الدفاع السوداني اليوم، مؤكدا أن "المرحلة الانتقالية التي تم الإعلان لمدة سنتين عنها كافية من أجل الإعداد الجيد للانتخابات".
وقال: "ما جرى ليس انقلابا من داخل النظام البتة، وليس إعادة إنتاج له، هذا مجلس عسكري مكون من 14 شخصية من الجيش والشرطة والأمن وقوات الدعم السريع، وهو الخيار الأفضل لحقن الدماء".
إقرأ أيضا: رد سريع من المتظاهرين في السودان على بيان الجيش (شاهد)
وعما إذا كان السودانيون يخشون عدم اعتراف المجتمع الدولي بالوضع السياسي الجديد في السودان، قال مصطفى: "نحن نواجه أزمة سياسية واقتصادية شقها الأكبر داخلي، أما الموقف الدولي ففي نهاية المطاف فإنه يتعامل مع السودان، ومع واقع قائم، وها هي موسكو تعلن احترامها للشأن الداخلي السوداني، وأعتقد أن بقية المواقف الدولية لن تشذ عن ذلك"، على حد تعبيره.
وأعلن وزير الدفاع السوداني، عوض بن عوف، اليوم الخميس، اعتقال الرئيس عمر البشير، وتعطيل العمل بالدستور، والبدء بفترة انتقالية لمدة عامين، وفرض حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، مع فرض حظر تجوال لمدة شهر كامل.
كما أعلن ابن عوف، في بيان أذاعه التليفزيون السوداني، حل مؤسسة الرئاسة ومجلس الوزراء والمجلس الوطني ومجلس الولايات وحكومات الولايات، وتولي مجلس عسكري الحكم في البلاد، تمهيدا لوضع دستور جديد في البلاد.
وذكرت مصادر ديبلوماسية عربية مقيمة في الخرطوم، تحدثت لـ "عربي21" وطلبت الاحتفاظ باسمها، أن فرحة عارمة عمت الشارع السوداني، بعد البيان العسكري الأول، الذي أعلن رسميا اقتلاع الرئيس عمر البشير ونظامه والبدء بمرحلة انتقالية.