قال كاتب إسرائيلي إن "الانتخابات التي أنهاها الإسرائيليون قبل ساعات شكلت اختيارا بين مسارين سياسيين، وهما الخيار الذي يقوده حزب "أزرق-أبيض"، وهم يعودون إلى ذات خيار الدولة الفلسطينية تحت عنوان "الانفصال عن الفلسطينيين"، في حين يسير الليكود لفرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية".
وأضاف أريئيل بولشتاين في مقاله بصحيفة "إسرائيل
اليوم"، وترجمته "عربي21" أن "حجم الفجوات بين الحزبين واسعة
وكبيرة، وقد رآها الناخبون الإسرائيليون في الساعات الماضية، ولعل ما يشير إلى حجم
هذه الهوة ما وقع يوم 25 آذار/ مارس الماضي من حدثين كبيرين مختلفين".
وأوضح أن "الحدث الأول هو الاعتراف
التاريخي الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، وفي اليوم ذاته سقوط صاروخ
من حماس باتجاه تل أبيب، هذان الحدثان هما نتيجة المسار السياسي الذي يتبناه
المعسكران اللذان خاضا الانتخابات قبل ساعات".
وأكد أن "سياسة المعسكر القومي أدت
لاعتراف العالم بملكية الجولان بيد الإسرائيليين إلى الأبد، وقد فرضت حكومة
الليكود القانون الإسرائيلي على الهضبة في 1981، وحكومات الليكود القادمة ستعمد
لزيادة الاستيطان داخلها".
وأشار إلى أنه "حتى حين كان الليكود في
المعارضة فقد أبدى رفضا لكل محاولات إسحاق رابين وإيهود باراك بنقل الجولان لأيدي حافظ
الأسد، وحين وصل بنيامين نتنياهو إلى الحكم، استطاع إقناع الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب بمصداقية طلباته من الجولان".
واستدرك قائلا إن "اليسار الإسرائيلي من
جهته طالما نادى دائما بأن عدم نقل المزيد من الأراضي للفلسطينيين سيتسبب بحلول
كارثة على إسرائيل، ولكن مع مرور الوقت تبين العكس، فإن الإصرار على إبقاء الجولان
بأيدينا منع وقوع كارثة على إسرائيل، خاصة بعد التطورات الأخيرة في سوريا خلال
السنوات السابقة".
إقرأ أيضا: غانتس ونتنياهو.. انتخابات الابتزاز وتلطيخ "السمعة"
وأكد أن "النتيجة النهائية أن طريق
الليكود يوصل إسرائيل إلى الأمن، ويحافظ على حدود آمنة، وفي النهاية إلى اعتراف
دولي، في المقابل فإن الانسحابات التي ينفذها اليسار الإسرائيلي تأتي بنتائج
عكسية، والصاروخ الذي سقط من غزة وسط إسرائيل قبل أيام هو نتيجة رمزية واضحة على
هذا المسار السياسي".
وأشار إلى "اتفاق أوسلو 1993 والانسحاب
أحادي الجانب من غزة 2005، وقد تضمنا أن نقل المزيد من الأراضي للعدو لم يأت بالسلام
والأمن فقط، بل منحته مزيدا من الفرص لتطوير قدراته العسكرية من الصواريخ
والعمليات الانتحارية والأنفاق المسلحة، وفي المقابل إضعاف إسرائيل في الساحة
الدولية" وفق قوله.
وأوضح أن "اليسار الإسرائيلي يزعم أن
التسوية على الأراضي ستعمل على تحسين وضع إسرائيل في المجتمع الدولي، لكن النتيجة
على الأرض تبلغنا بالعكس، فالانسحاب من غزة لم يساعدنا في العالم، بل بقينا من دون
سيطرة على تلك المناطق، ودون القدرة على حفظ أمن الإسرائيليين، وبقينا بنظر العالم
أولئك المحتلين لغزة، والمسؤولين عنها، وعن سكانها".
وختم بالقول إن "غانتس ولابيد يحاولان أن ينسيانا
هذه الحقيقة التي تقول إن مشكلة غزة لم تسقط علينا من السماء، وإنما لأننا نقلنا
السيطرة عليها إلى أعدى أعدائنا، وبات الوضع فيها أكثر خطورة، وهما يسعيان لنقل
هذا الخطر إلى الضفة الغربية".
إقبال عناصر استخبارات الاحتلال على الدراسات الشرق أوسطية
تحقيق: نتنياهو وظّف حسابات مزيفة بمواقع التواصل الاجتماعي
بعد قرار ترامب.. مخطط استيطاني ضخم في الجولان المحتل