أكد خبير إسرائيلي بارز، أن كل المؤشرات والوقائع تؤكد أن الحرب الإسرائيلية الرابعة ضد قطاع غزة تتقدم، رغم أنه لا أحد يريدها، في الوقت الذي تمتنع فيه الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، عن التقدم في العديد من الملفات العالقة ومنها، صفقة التبادل وإعمار غزة.
وأوضح الخبير العسكري الإسرائيلي، يوسي ملمان، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، أن "هجمات سلاح الجو الإسرائيلي على غزة أمس، لم تهاجم فقط أهدافا تقليدية للذراع العسكرية لحركة حماس، بل كانت هناك محاولة لضرب مسؤول كبير في المنظمة، أي العودة لسياسة الإحباطات المركزة، وقصفت مكتب إسماعيل هنية".
ورأى أن الاستعدادات الإسرائيلية المختلفة، من "تجنيد جزئي للاحتياط، ونشر القبة الحديدية، ونقل لوائي مدرعات ومشاة إلى غلاف غزة وفتح الملاجئ، يمكنها أن تكون إشارات البداية للحرب الرابعة ضد غزة، ولكنها ليست محتمة".
وزعم ملمان، أن "نتنياهو لا يزال غير معني بحرب شاملة مع غزة، وبالتأكيد قبل أسبوعين من الانتخابات، ولكن من شأن الحرب أن تنشب، فلا يكون دوما للطرفين سيطرة على الوضع".
وأضاف: "الفرضية الأساس؛ هي أن حماس والجهاد الإسلامي، لا يريدان المواجهة، فحتى اليوم خاضا حرب استنزاف (البالونات الحارقة، المظاهرات على الجدار، إطلاق صواريخ) ضد إسرائيل، ولكنهما يعرفان بأن نتنياهو وإسرائيل لا يريدان مواجهة شاملة ويستغلان فترة الانتخابات للسير على الحافة ولخطوة صغيرة وتصعيدية أخرى".
اقرأ أيضا: جنرال إسرائيلي يقدم خارطة طريق عسكرية للتعامل مع حماس
ونوه إلى أن هناك "علامات استفهام كبيرة" حول التفسير الذي قدمته "حماس" بأن إطلاق الصواريخ في المرات الماضية تم بالخطأ، مؤكدا أنه "من الصعب حتى لو كان هذا صحيحا، بيع الجمهور الإسرائيلي هذه الحجة".
وقدّر أن "كل شيء منوط بقيادة حماس، إذا ردت بقوة شديدة على هجوم سلاح الجو الذي بدأ أمس، بإطلاق عشرات الصواريخ على الغلاف وما وراءه، فستفتح دائرة سحرية بهجوم جوي وإطلاق صواريخ.."، مؤكدا أنه "لا مفر في حال وقعت إصابات في صفوف الإسرائيليين من إصدار الأمر الذي لم يرغب حتى الآن في اتخاذه، بالدخول البري".
وأكد الخبير، أنه "رغم الحصار المشترك الذي تفرضه إسرائيل ومصر على غزة، فقد أثبتت حماس أنها لا تزال تمتلك قدرة صاروخية لا بأس بها؛ بعضها من الصواريخ ذات المدى البعيد، من إنتاج ذاتي"، موضحا أن التقديرات الإسرائيلية أن لدى "حماس والجهاد بضعة آلاف من الصواريخ حتى مدى 40 كم، وبضع عشرات أخرى مداها 30– 80 كم وعدد مشابه لمدى 100 كيلومتر وأكثر".
وقال: "هذه صواريخ غير دقيقة وصيانتها متردية، ولكن يمكنها أن تلحق ضررا جسيما، ولا سيما في الإصابة المباشرة"، مؤكدا أن هناك "نقطة ضعف في قدرة القبة الحديدية، وليس لدى إسرائيل ما يكفي من البطاريات لتغطية كل المجال من غزة وحتى الخضيرة، كما أن مدى الاعتراض الأقصى للقبة يصل إلى 50– 60 كم، ومن الصعب عليها أن تعترض قذائف الهاون للمدى القصير 5– 7 كم".
وذكر ملمان، أنه "كان يمكن منه هذا التصعيد، لو بلورت حكومة إسرائيل استراتيجية سياسية-أمنية شاملة؛ أساسها استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية لتعزيز قوتها بين الجمهور الفلسطيني حيال حماس، ولكن نتنياهو غير معني بذلك".
اقرأ أيضا: هكذا تحدث خبراء إسرائيليون عن جولة التصعيد الأخيرة مع غزة
ونبه إلى أن "نتنياهو معني بشق الشعب الفلسطيني إلى كيانين؛ في الضفة وغزة، كي يصفي عمليا الدولة الفلسطينية الموحدة"، مضيفا أنه "لغرض تحقيق هدفه، فإن نتنياهو مستعد لأن يمنع تحويل نصف مليار شيكل من الأموال التابعة للسلطة الفلسطينية، وفي ذات الوقت أن يدفع أموال الخاوة لحماس؛ وكل هذا كي يحقق هدوءا مؤقتا".
وفي حال "لم تتدهور الأمور لحرب شاملة، فإن المشاكل الأساسية لن ترحل إلى أي مكان"، بحسب الخبير الذي نوه إلى أن "نتنياهو غير مستعد لأن يتخذ خطوة إضافية تمكنه من تحقيق اتفاق وقف نار أو تسوية بعيدة المدى مع حماس".
وتابع: "كل ما عليه أن فعله، هو أن يتخذ قرارا شجاعا يقول إنه في مقابل موافقة حماس على مثل هذه الخطوة، ستوافق تل أبيب على إعمار جذري وشامل لغزة كي يتحسن مستوى معيشة السكان هناك، ولكن الحكومة ترفض الموافقة على ذلك، طالما لم تتحقق صفقة تبادل للأسرى".
ونبه ملمان، إلى أن "مثل هذه الصفقة ليست ممكنة إلا إذا استجابت إسرائيل جزئيا لمطالب حماس، وحررت مئات الأسرى"، زاعما أن "نتنياهو، الذي سبق أن وافق على ذلك في أعقاب صفقة شاليط، لا يفكر بتكرار خطئه، ولهذا فإن كل شيء عالق".
هل يشهد قطاع غزة تصعيدا إسرائيليا قبل الانتخابات؟
ليبرمان: نتنياهو رفض خطة لاغتيال قادة حماس والجهاد بغزة
بعد اتهامه بالفساد.. هذا هو التحدي الأكبر أمام نتنياهو