تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي قمعها للأسرى الفلسطينيين في السجون، وخاصة سجن النقب، الذي شهد الأحد مواجهات عنيفة، بعد تمكن الأسرى من طعن سجانين ردا على ما قالوا إنها استفزازات تعرضوا لها.
وتمكن الأسرى من طعن ضابط سجان داخل قسم 4 في معتقل النقب، فيما أكدت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال، اقتحمت السجن وأطلقت قنابل الغاز واعتدت على عدد من الأسرى بالضرب المبرح.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الاثنين، في بيان وصل"عربي21" نسخة عنه إن "وحدات القمع الإسرائيلية اقتحمت فجرا كلا من سجن ريمون ونفحة وإيشل وجلبوع، مدججة بالأسلحة والهراوات".
وأضافت أن عملية الاقتحام "جاءت عقب ليلة صعبة وقاسية مرت على الأسرى في سجن النقب، تم فيها الاعتداء على الأسرى وضربهم والتنكيل بهم، أصيب على إثرها أكثر من 25 أسيرا بإصابات متفاوتة بينهم اثنان في حالة خطرة وصعبة، فيما نقل 15 أسيرا الى مستشفى سوروكا".
إلى ذلك، أشار مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس، إلى أن منفذي عملية الطعن في قسم 3 بسجن النقب ليلة أمس، هما الأسيران عدي سالم من سكان بيت لحم، وإسلام وشاحي من سكان جنين.
ولفت المكتب إلى أن "وحدتي القمع المتسادا ودرور اقتحمتا قسمي 21 و23 في سجن النقب الصحراوي، صباح اليوم وتجرى عمليات تفتيش استفزازية فيهما".
ساحة حرب
وتعليقا على الأحداث الجارية في سجن النقب، حمّلت حركة حماس الاحتلال "المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى في سجن النقب الصحراوي، في ظل تحويله لساحة حرب حقيقية، وتعامله بوحشية مع الأسرى ما أدى لإصابة عدد منهم بجروح خطيرة".
اقرأ أيضا: مواجهات عنيفة بسجن النقب بعد طعن أسرى لسجانين (شاهد)
وأضاف عضو المكتب السياسي للحركة، موسى دودين، في البيان الذي وصل "عربي21" نسخة عنه، أن "الأحداث التي تشهدها السجون مؤخرا سببها تعنت إدارة السجون في الاستجابة لمطالب الأسرى العادلة، ما دفع الأسرى لاتخاذ خطوات مصيرية تحفظ لهم حقوقهم التي تكفلها القوانين الدولية والإنسانية".
من جهته كشف القيادي في الحركة والأسير المحرر عبد الرحمن شديد، أن "جلسة بين ممثلي الأسرى، وممثل عن مصلحة السجون الإسرائيلية عقدت الأحد، حيث أبلغت الأخيرة ممثلي الأسرى، بأن ما تقوم به من إجراءات نابع من قرار سياسي".
وأضاف شديد في تصريحات لـ"عربي21"، أن "ممثلي الأسرى شددوا على رفضهم تلك الإجراءات التعسفية، وأنه سيتم مواجهتها بكل السبل".
وأشار إلى أن "الأسرى تفاجأوا أمس باقتحام الوحدات الخاصة لقسم 4 (80 أسيرا) في سجن النقب، وإبلاغهم بتجهيز أغراضهم، وأنه سيتم نقلهم الى قسم 3 و7 داخل السجن الأسرى، حيث بدأوا بإجراء النقل، إلا أنه عندما جاءت مصلحة السجون لإخراج الدفعة الأخيرة منهم قام أسيران بطعن اثنين من ضباط الاحتلال، أحدهم ضابط كبير في مصلحة السجون، ردا على الإجراءات التعسفية المتواصلة منذ أسابيع بحقهم".
الاعتداء على الأسرى
ولفت الأسير المحرر إلى أن "قوات كبيرة من وحدات القمع، بعد عملية الطعن، اقتحمت قسم 3، وقامت بضرب كافة الأسرى وعددهم 80 أسيرا، ما أدى لإصابتهم جميعا، وجرى نقل 15 منهم إلى مستشفيات خارج السجن، ووصفت إصاباتهم بما بين المتوسطة والبالغة، فيما تم علاج باقي الأسرى داخل السجن".
وأضاف: "منذ ساعات الصباح، قامت وحدات القمع باقتحام أقسام 21 و23 في النقب، بالإضافة لقسم 10 في سجن إيشل في بئر السبع، وأجرت تفتيشات استفزازيه داخل تلك الأقسام، في إشارة إلى أن مصلحة السجون ذاهبة باتجاه التصعيد داخل السجون".
اقرأ أيضا: 40 إصابة في اعتداء الاحتلال على أسرى فلسطينيين قبل يومين
ولفت إلى أن "التوتر بدأ، بعد قرار اتخذته مصلحة السجون، وتحديدا وزير الأمن الداخلي بتركيب أجهزة تشويش ذكية وخطيرة داخل أقسام السجون".
وأكد القيادي في حماس، أن "الأسرى ينظرون إلى تلك الأجهزة على أنها خطيرة وتسبب أضرارا صحية، وتسبب أمراضا بما فيها السرطان، ما استدعى لأن يقرر الأسرى مواجهة ذلك القرار، ومحاولة إقناع مصلحة السجون بالاستجابة لمطالبهم بفك تلك الأجهزة".
لماذا النقب؟
وشدد على أن "الهدف من تلك الأجهزة، هو منع تواصل الأسرى بأهلهم، وممارسة حقهم المشروع بذلك، من خلال التشويش على الاتصالات داخل السجن" مشيرا إلى أن "مصلحة السجون بدأت بتركيب تلك الأجهزة كتجربة في سجن النقب، حتى إذا ما نجحت، فإنهم يقومون بتعميمها على باقي السجون".
وحول سبب اختيار أقسام سجن النقب بالتحديد لتجربة تلك الأجهزة، نوه شديد إلى أن "الأسرى المتواجدين فيه، هم من أصحاب الأحكام الخفيفة، وأنهم ربما يتجاوزون عن مثل هذه الإجراءات، باعتبار أنه سيفرج عنهم خلال فترة قصيرة، ولكن مصلحة السجون تفاجأت بردة فعل الأسرى في كافة السجون على هذا الإجراء".
"إضراب الكرامة 2" وخطوات تصعيدية
ولفت شديد إلى أن قيادة الحركة الأسيرة، أبلغتهم بأنهم بدأوا "بسلسلة خطوات تصعيدية في مواجهة سياسة حكومة الاحتلال في السجون، التي تقوم بهذه الإجراءات لأهداف انتخابية.. من خلال عمليات الطعن كرد فعل على تلك الجرائم بحقهم".
اقرأ أيضا: هيئة الأسرى: الأوضاع في سجون الاحتلال الأخطر منذ سنوات
وأضاف أنه تقرر بالأيام المقبلة، "البدء بإضراب مفتوح عن الطعام "إضراب الكرامة 2"، على غرار "إضراب الكرامة 1" عام 2012، وأن الأسرى يتجهزون لذلك، وهناك شبه إجماع لدى الحركة الأسيرة للبدء بالإضراب الذي قد يصل إلى إضراب عن الماء في خطوة غير مسبوقة في تاريخ الحركة الأسيرة، إن لم تستجب مصلحة السجون لمطالبهم".
شبكة إسناد وطنية
وقال شديد: "إننا في حركة حماس ندعو لتشكيل شبكة إسناد وطنية لمساندة الأسرى في ما يتعرضون له من جرائم من قبل حكومة الاحتلال، ومصلحة سجونه"، داعيا إلى "تحرك الجاليات الفلسطينية والعربية، لتنظيم وقفات احتجاجية أمام سفارات دولة الاحتلال في أوروبا وأمريكا، كما أنه شدد على ضرورة اهتمام كافة وسائل الإعلام بقضية الأسرى وتفعيلها".
الاحتلال يستهدف موقعا للمقاومة شمال قطاع غزة
40 إصابة في اعتداء الاحتلال على أسرى فلسطينيين قبل يومين
تقرير يرصد اعتقال وتعذيب الاحتلال لأطفال فلسطين