فجّر إعلان حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد "الوطد"، والمنضوي ضمن ائتلاف الجبهة الشعبية، ترشيح أحد قياداتها للانتخابات الرئاسية في تونس، دون التشاور مع باقي مكونات الجبهة، ردود فعل غاضبة داخلها.
ورأى مراقبون أن بوادر الخلاف بدأت تظهر للعلن داخل الجبهة، التي تعد أكبر ائتلاف يساري وقومي معارض بعد الثورة، من خلال جمعه أحزابا ذات توجهات مختلفة، وهي التي ظلت لسبع سنوات متماسكة ومنسجمة في مواقفها.
وأعلن حزب الوطد في بيان نشره عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، عن قرار لجنته المركزية ترشيح القيادي والنائب في البرلمان منجي الرحوي للانتخابات الرئاسية.
وأحدث هذا القرار بلبلة في صفوف قيادات الأحزاب المكونة للجبهة الشعبية، لاسيما أن التوجه العام كان يميل نحو ترشيح زعيم حزب العمال والناطق الرسمي باسم الجبهة حمة الهمامي، الذي سبق أن خاض معركة الرئاسة في 2014.
"توتر بين الرحوي والهمامي"
وتسود علاقة من التوتر بين زعيم حزب العمال حمة الهمامي، ومرشح الوطد منجي الرحوي، الذي سبق أن هاجم بشكل لاذع الهمامي في أكثر من مناسبة عبر منصات إعلامية محلية.
وسبق للرحوي أن دعا رفيقه في الجبهة إلى "ضرورة التنحي عن المنصب، وفسح المجال لأشخاص آخرين قادرين على بث دماء جديدة في الحركة"، لافتا إلى أن "رصيد الهمامي السياسي والشعبي بات ضعيفا وغير مقنع.".
كما انتقد الرحوي "غياب الديمقراطية داخل قيادات الجبهة الشعبية"، داعيا لـ"ضرورة البدء في عملية إصلاح داخلي"، ومحذرا من "تآكل شعبية الجبهة خلال الانتخابات القادمة بحال واصلت بنفس الوجوه والسياسيات".
"قرار غير مسؤول "
وهاجم الأمين العام لحزب التيار الشعبي وأحد مكونات الجبهة الشعبية، زهير حمدي، في حديثه لـ"عربي21" ما وصفه بـ"القرار غير المسؤول الصادر عن حزب الوطد"، معتبرا أن مثل "هذه المسائل الحاسمة يبت فيها في صلب الاجتماعات الداخلية للكتلة، وليس عبر المنصات الإعلامية".
وشدد على أن "الهيكل الوحيد المخول له البت في الترشحات هو المجلس المركزي للجبهة الشعبية، وكل مايدور من تقديم أسماء عبر الفضاء العام لايعتد به".
ولفت بالمقابل إلى أن "باب تقديم مرشحين عن كل فصيل حزبي داخل الجبهة متاح ومقبول، ليتم بعدها اختيار مرشح توافقي عن كل الأحزاب، ممثلا وحيدا ورسميا للجبهة الشعبية".
وتابع: "هذا الجدل هو نقاش ديمقراطي نحبذه، لكن بشرط أن تكون له أطر سليمة تناقش داخليا، وبكل الأحوال هذا الأمر لن يؤثر على تماسك الجبهة ووحدتها".
ودعا في ختام حديثه إلى "ضرورة تقديم تنازلات بين قيادات الأحزاب المكونة للجبهة، لضمان بقائها واستمراريتها، من أجل مشهد ديمقراطي تعددي في تونس".
"مخاض عسير"
بدوره، اعتبر المحلل السياسي باسل ترجمان أن الجبهة الشعبية "تعيش اليوم مخاضا عسيرا وصراعا ثنائيا، يقوده كل من حمة الهمامي ومنجي الرحوي".
وتابع في حديثه لـ"عربي21" أن "حزب العمال مازال يصر على أن يكون حزبا منغلقا ومتكلسا من خلال استنساخ القيادة نفسها، بينما لا يريد الوطد أن يجني من هذه السياسة خسارة جديدة من شعبيته وتاريخه النضالي".
وأشار ترجمان، إلى أن ترشيح الوطد للمنجي الرحوي، "يعد رسالة إيجابية لقيادات الجبهة ومكوناتها، بضرورة التفكير جديا بمستقبلها والبحث عن كتلة برلمانية أقوى، بتوافقات ووجوه جديدة".
ولفت إلى أن "خطاب الهمامي وهوسه المستمر بالزعامة، أضر كثيرا بحزب العمال والجبهة الشعبية، وخلق قطيعة بينهم وبين الشارع التونسي".
وخلص في حديثه إلى أن "حمة الهمامي مازال مصرا على تقمص دور الزعيم، رغم عجزه عن القيام بذلك لسنوات طويلة، وبأنه لم يستطع الخروج من قوقعة حزب العمال لقيادة ائتلاف يساري بحجم الجبهة الشعبية".
خبير تونسي يقدم وصفة للإطاحة بالنهضة.. ويثير جدلا
هذه محطات ضمنت بقاء بوتفليقة في سدة الحكم (إنفوغراف)
مستشار سياسي يكشف تفاصيل لقاء السراج وحفتر بالإمارات