نشر موقع "ذا إنترسيبت" مقابلة أجراها مهدي حسن مع النائبة المسلمة إلهان عمر، التي قال إنها تعرضت إلى هجمة من اليمين، واتهامات بمعاداة السامية، بل محاولات اليمين المتطرف زيارة منطقتها الانتخابية والبحث عن أدلة عن تطرفها الديني.
وجاء في المقابلة، التي ترجمتها "عربي21"، أن عمر تعرضت للهجوم لأنها غردت ضد حرب إسرائيل في غزة، ولأنها أشارت إلى حصول النواب على دعم مالي من "إيباك".
ويجد حسن أنه "رغم اعتذارها عن التغريدتين، إلا أن الهجمة على مسلمة محجبة، ابنة مهاجر صومالي، كشفت عن النفاق الذي عبرت عنه النخبة السياسية، ومع اعتذار عمر على تغريدتيها وقولها إنها ستراجع ما جاء في انتقادات النواب والجماعات اليهودية لها، فإن تغريداتها أدت إلى نقاش سياسي حول ما هو مسموح به لنقد إسرائيل، ودور المال في السياسة".
وينقل الموقع عن عمر، قولها في بداية مقابلة حسن لها في برنامجه الإذاعي "تفكيك"، إن "هناك اهتماما بوضعنا في قفص الاتهام وجعلنا ندافع بشكل دائم عن هويتنا، ولا أحب أن أكون في هذا القفص، وأنا مهتمة للدفاع عن أفكاري وليس هويتي".
وأشارت عمر إلى أن اعتذارها جاء من أجل التأكد من وصوله لمن شعروا بالتضرر، وسألها حسن عن المتفوق العنصري الذي كانت لديه قائمة لاستهداف عدد من السياسيين الليبراليين، بينهم عمر، قائلا إنها شعرت بالراحة من إلقاء الشرطة القبض عليه وسجنه.
وأكدت عمر في تعليقها على اتهامات بمعاداة السامية وأنها جلبتها على نفسها، أنه "ليس سرا أن المال يسيطر على الخطاب السياسي في هذا البلد، وهو واحد من الأسرار القذرة التي ليست سرا، وبالنسبة لي فإنني كنت أتحدث عن هذه المشكلة التي تواجه ديمقراطيتنا ومشكلة تأثير المال"، وأكدت أنها ليست معادية للسامية بالمطلق، وأن اعتذارها كان عن "الشعور الذي ولدته كلماتي لدى الناس"، وقالت إن سحبها التغريدات لا يعني أنها فعلت أمرا خطأ، كما أشار الجمهوريون، بل لأنها كانت جزءا من الشعور الذي جعل الناس يحتجون عليها.
وأجابت عضو الكونغرس عن سؤال حول موقف الحزب الديمقراطي ودعمه لها في أثناء الهجمة الشرسة عليها، وإن كان أعضاؤه رموها تحت الحافلة، قائلة إن من حق الحزب التحدث بانتقاد، خاصة أن الديمقراطيين لا يتسامحون مع الكراهية، إلا أن النقد عادة ما يخلط بين أمرين اثنين، فهناك من شجب كلامها على ما ورد في التغريدة، وآخرون عبروا عن حنقهم لأنها تحدثت عن الحقيقة وتأثير المال السياسي.
وأشار حسن إلى أن السيناتور المستقل بيرني ساندرز هو المرشح الرئاسي الوحيد الذي اتصل بها، وقدم لها كلمات دعم، لكن بطريقة خاصة ولم يعلن عنها، وسأل عما قاله له، وردت بأن "ما قاله بيرني مهم، ويجب أن يكون خاصا، لكنه تحدث عن الجرح التاريخي وما تحمله الكلمات أحيانا، ومن المهم أن يتم الحديث عن الاضطهاد".
وسأل حسن عمر عن السبب الذي منعها من الاعتذار عن ذكر "إيباك" في تغريدتها، حيث تحدثت في اعتذارها عن الدور الذي تؤديه اللوبيات في الحياة السياسية الأمريكية، سواء كانت "إيباك"، أم الجمعية الوطنية للبنادق، أو صناعة الوقود الأحفوري.
وقالت عمر إن هناك الكثير من النواب قالوا مثلا إن لوبيات، مثل لوبي البنادق، لم يستطع شراءهم، وهم يتحدثون علانية عن دور هذه اللوبيات، لكن "عندما تذكر هذا في سياق لوبيات أخرى تتعرض للتوبيخ"، وعندما يتعلق الأمر بـ"إيباك" أو إسرائيل فإنه يجب أن يتم الحديث بحساسية، كما يعلق حسن، والخروج عن النص يعني معاداة السامية، وترد عمر قائلة إن الكثيرين لم يعرفوا في سياق كلامها ما كانت تقوله في الحقيقة.
ولفت حسن إلى أن عمر تحدثت عن المال السعودي واللوبي، وقال إنها دعت لمقاطعة السعودية بعد مقتل خاشقجي، "لكن لا أحد وصمني بالمعادية للإسلام لأنني مسلمة"، ولم يقل أحدا أن نقد السعودية هو معاداة للإسلام، وهذا مهم لأن هناك من يتهم عمر بمعاداة السامية؛ لدعمها لحركة المقاطعة ضد إسرائيل، وترد عمر قائلة إن سبب مهاجمتها نابع من كونها مسلمة، فهناك أعضاء في الإعلام والسياسة ومن جوانب المجتمع كله من تحدثوا عن تأثير "إيباك" على الكونغرس وعلى السياسة الخارجية، لكن لم يتهمهم أحد بمعاداة السامية لأنهم يهود.
وقالت عمر عن رؤيتها لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي: "أؤمن بحل الدولتين، ومن المهم أن تكون هناك دولتان تمنحان للشعبين ملجأ خاصا بهما، وإذا كان هناك فلسطينيون وإسرائيليون مهتمين بحل الدولة الواحدة فإن هذا هو القرار الذي يجب عليهم اتخاذه والدفاع عنه، لكنني لا أرى أن هناك حلا يقوم على دولة واحدة، وأعتقد أن الحل الناجح الذي أدعمه هو حل الدولتين".
وذكر الموقع أن من بين الأسئلة التي سألها حسن سؤالا متعلقا بدورها بصفتها عضوا في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، فقالت إنها كونها ابنة مهاجر فإنها تقوم ولأول مرة بطرح أسئلة حول السياسات التي خلقت لاجئين حول العالم، وليس عن اللاجئين أنفسهم.
وعلقت عمر على سياسة الولايات المتحدة تجاه فنزويلا، واتهام معلق يميني في صحيفة "نيويورك تايمز" عمر بأنها مؤيدة لنيكولاس مادورو، قائلة إنه لا يمكن النظر للمسألة من خلال ثنائية التدخل العسكري وتدمير نسيج المجتمع، أو حب النظام والموافقة على ما يفعله، وبخلاف هذا فإنه ينبغي "علينا التأكد من عدم خرق القانون الدولي، وحماية السيادة، والسماح للناس بتقرير مصيرهم، والتأكد من عدم استخدام مصادرنا لتدمير مقدرات الشعوب"، مشيرة إلى أن "السبب في ذلك هو التفكير في فكرة الذهاب إلى الحرب في أماكن مثل العراق وأفغانستان واليمن والصومال، ونمنع حدوثها، ولا نسمح للأشخاص الذين جعلوا الناس لاجئين من دخول البلاد".
وأجابت عمر عن سؤال عما تقترح حدوثه في فنزويلا، قائلة إن الدستور الفنزويلي يدعو لانتخابات خلال 30 يوما، " ويجب أن يكون لنا دور في الحوار الدبلوماسي، وجمع الناس على الطاولة، وأن نكون شركاء في تحقيق هذا، لكننا نهدد بالتدخل العسكري، ونقوم بإرسال المساعدات الإنسانية تحت غطاء الغزو، مع أن شعب البلد لا يريدنا هناك".
ولا تدعم عمر أن يكون زعيم المعارضة رئيسا للبلاد الآن، كما فعلت الولايات المتحدة وكندا، ورغم موقفها المتناقض مع حزبها في موضوع فنزويلا وكذلك إسرائيل، إلا أنها تدعو إلى سياسة خارجية متناسقة مع القيم الأمريكية، مشيرة إلى أنها تعرف الدمار الذي تتسبب به الحرب.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
WP: توقفوا عن الهوس بالنائبات الديمقراطيات الجديدات
ميدل إيست آي: هل تغريدة إلهان عمر معادية للسامية؟
مهدي حسن: إلهان عمر لم تذنب بل كسرت تابو نقد إيباك