نشر موقع إسرائيلي تقريرا موسعا تناول فيه المشاركة الإسرائيلية في مؤتمر وارسو الذي رعته الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع الماضي لبحث قضايا الشرق الأوسط.
وفي تقرير لمراسلته السياسية تال شاليف، قال موقع ويللا الإخباري إن "قمة وارسو شهدت سلسلة أخطاء إسرائيلية رافقت رحلة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بعكس الصورة المأخوذة عن ما وصفها مكتبه بأنها إنجازات سياسية كبيرة".
وأضافت شاليف التي رافقت نتنياهو في رحلته، في تقرير ترجمته "عربي21" أن "تبادل الرسائل الإيجابية بين إسرائيل وبعض الدول العربية والخليجية، لم يتعد الشعارات الإعلامية والدعائية، ولا يعد دليلا كافيا على نجاح نتنياهو في هذه القمة التي شهدت العديد من الإشكاليات المحرجة له ولإسرائيل".
"شعارات ليس أكثر"
وأشارت إلى أن "كتب التاريخ بعد عشرات السنين حين تذكر قمة وارسو 2019، لن تعثر إلا على كلمات معدودة، فرغم التصريحات المعادية لإيران التي طغت على كلمات المتحدثين فيها، وتبادل الرسائل النادرة بين إسرائيل ودول الخليج، فإنه في نهاية القمة لم يتبق سوى شعارات ليس أكثر".
وأكدت أن "رحلة نتنياهو إلى وارسو سيتم تصنيفها على أنها من الأقل نجاحا في تاريخ عمله الدبلوماسي الطويل، وآخر إشكالياتها تعطل طائرة (إل عال) الإسرائيلية التي أعاقت عودته من بولندا إلى إسرائيل عدة ساعات في اللحظات الأخيرة، وشكلت حرجا له أمام باقي زعماء العالم".
واستدركت بالقول إن "هذا لا يلغي أهمية أن تجتمع ستون دولة، بينها 11 دولة عربية وإسلامية لمواجهة التهديد الإيراني، وتعيد تحذيرات تل أبيب بشأنه، هذا ليس أمرا عبثيا، ويذكرنا بقمة أنابوليس العقد الماضي في 2007، ومن حينها لم يجلس مندوبون إسرائيليون وخليجيون وعرب في غرفة واحدة، وبصورة علنية".
غياب الفلسطينيين
وأوضحت أنه "فضلا عن التصريحات العلنية لأصدقائنا الجدد القدامى في السعودية والبحرين والإمارات، التي يبدو أنها كتبت في مكتب نتنياهو، فإنه يبدي استهزاءه بمن حذره من خصومه السياسيين من حدوث تسونامي سياسي وعزلة دبلوماسية لإسرائيل، إن لم يحصل تقدم في القضية الفلسطينية، فقد جاءت قمة وارسو لتثبت لهم العكس، وتؤكد صحة فرضيته، فالفلسطينيون لم يحضروا القمة، ولم يثر ذلك اهتمام أحد، بما فيهم العرب".
ولفتت إلى أن "الجانب الإيجابي في رحلة وارسو أن نتنياهو ظهر سياسيا قويا يحقق اختراقات مع الدول العربية، ويروج للمخاوف الإسرائيلية من إيران التي لقيت تجاوبا في خطابات زعماء العالم، لكن أحد المشاهد المخيبة والمحرجة كان وصول وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بصورة سرية لمكان إقامة نتنياهو بالفندق، وقد حضر من مرآب السيارات، وفوجئ بالصحفيين الإسرائيليين بانتظاره، وكشفوا عن لقائه بنتنياهو قبيل حصوله".
وأضافت أنه "بعد ساعات من هذا الموقف المحرج، فقد شهد نصف العالم حالة من الاستنفار استعدادا لحرب في الشرق الأوسط، حين قال نتنياهو للصحفيين أن قمة وارسو تسعى لإقامة تحالف للحرب ضد إيران، لكنه اضطر لاحقا للتعديل بالقول إنه قصد مواجهة إيران، وليس الحرب لما للكلمة من معان بعيدة، لكن عواصم عديدة بقيت متأهبة لإمكانية أن تكون طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تتزود بالوقود على استعدادا لقصف إيران".
"مسلسل إحراج"
وكشفت أن "تطلع نتنياهو السريع للتقارب مع دول الخليج العربي، جعل مكتبه يرتكب مخالفة غير دبلوماسية وليس متعارفا عليها، حين لجأ لتسريب شريط فيديو لمأدبة عشاء مغلقة مع بعض التسريبات من كبار مسؤولين عرب وهم وزراء خارجية السعودية والبحرين والإمارات، وبعد مرور بعض الوقت اضطر المكتب لإزالة الفيديو عن الإنترنيت، والتنصل من أي مسؤولية عن تسريبه".
وأوضحت أن "مسلسل إحراج نتنياهو للمسؤولين العرب لم يتوقف، فقد جاهر متفاخرا أمام الصحفيين بأنه يجلس بجانب وزير الخارجية اليمني، بل إنه تقاسم معه الحديث عبر المايكروفون، في حين سارع الوزير اليمني للتنويه بالقول إن ترتيبات البروتوكول تتحمل مسؤولية هذا الخطأ".
وختمت بالقول إن "نهاية قمة وارسو شهدت خطأ الأخطاء حين وقع نتيناهو في ورطة مع المضيفين البولنديين، بالقول إنهم أو بعضهم، تورطوا مع النازيين في المحرقة خلال الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي أسفر عنه احتجاج بولندي، وإلغاء لمشاركتها في القمة التي ستشهدها إسرائيل بعد أيام بمشاركة عدد من دول أوروبا الشرقية".
نتنياهو التقى وزيرا مغربيا بالسر.. ما علاقة الرياض وأبو ظبي؟
هآرتس: وارسو فرصة لعلاقات عربية بتل أبيب أكثر من ملف إيران
قناة إسرائيلية: ابن سلمان "عزز" علاقته معنا.. وهذا ما كبحه