دافعت فرنسا عن المعارك التي يخوضها اللواء الليبي، خليفة حفتر في جنوب البلاد واعتبرتها ناجحة في القضاء على أهداف "إرهابية"، ما طرح تكهنات حول دور "خفي" تلعبه باريس في دعم "حفتر" هناك، وما إذا كان الأخير سيحقق أهداف تخدم فرنسا.
وأشارت فرنسا إلى أن "العمليات الأخيرة التي
يقوم بها الجيش الليبي (قوات حفتر) بالمنطقة الجنوبية قضت على أهداف إرهابية مهمة،
وأن هذه العمليات قد تعيق على نحو مستدام أنشطة مهربي المهاجرين الذين ينتشرون في
منطقة ما بين الساحل والبحر الأبيض المتوسط".
احتكار النفط
وذكرت أن "عمليات الجيش العسكرية شملت الحقول
النفطية في الجنوب، مطالبة أن يستفيد جميع الليبيين من استغلال النفط وأن لا تظل
عائداته حكرا على المؤسسة الوطنية للنفط التي تتخذ من طرابلس مقرا لها (التابعة
لحكومة الوفاق)"، وفق الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الفرنسية.
في المقابل، أدان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق
الليبية ما أسماه التصعيد العسكري الذي تقوده قوات "حفتر" في بعض مناطق
الجنوب، معتبرا إياه تهديدا لأمن وحياة المدنيين ومقوض للسلام والاستقرار، مطالبة
بوقف فوري "لمثل هذه الأعمال والدعوة إلى تنسيق وعمل منظم ومدروس".
وفي ظل هذا الهجوم من قبل الحكومة يأتِي السؤال:
لماذا تدافع فرنسا عن معارك "حفتر" في الجنوب؟ وهل يوجد صفقة؟
اقرأ أيضا: ما دلالة إلقاء "المشري" خطابا بالكونغرس حول مستقبل ليبيا؟
من جهته، أكد وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى
التويجر أن "فرنسا دعمت حفتر عسكريا وسياسيا في معاركه في الشرق، ومن الأولى
أن تدعمه في الجنوب أيضا، بل ستدعمه كذلك للسيطرة على ليبيا بكاملها وهذا يشكل
خطرا حقيقيا على مستقبل البلاد وسينتهي حتما إلى حكم دكتاتوري جديد"، بحسب
وصفه.
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "حكومة الوفاق ترددت طويلا في مواجهة تمدد حفتر العسكري، لكن يبدو أن المواجهة أصبحت ضرورة وشرا لابد منه رغم التعقيدات التي قد تصاحب هذه العملية من تعرض الجنوب لتهديدات تشادية وتدخل خارجي واحتمال أن تفسر هذه المواجهة تفسيرا خاطئا كالعادة على أنها مواجهة بين الشمال والجنوب"، كما صرح.
عملية ناجحة ومقبولة
لكن رئيس مؤسسات المجتمع المدني في الجنوب الليبي، فرحات
غريبي قال من جانبه؛ إن "العملية التي يقوم بها الجيش بقيادة المشير حفتر هي
عملية تستهدف منع استباحة الجنوب من التشكيلات العسكرية والميليشياوية وتحاول
إعادة الجنوب إلى هيمنة الدولة"، على حد قوله.
وتابع لـ"عربي21": "الحقيقة أن
العمليات العسكرية في الجنوب ليست ضد أي قبيلة أو مكون اجتماعي حسبما يدعي بعض
النواب المحسوبين على قبيلة التبو، لذا ما ذكرته فرنسا حول نجاح العمليات هناك هو
كلام صحيح وأتفق معه تماما".
اقرأ أيضا: المجلس الرئاسي يكلف قائدا عسكريا جديدا للجنوب الليبي
لكن الصحفي الليبي، حسين العريان أشار إلى أن
"فرنسا لا زالت تعتبر الجنوب الليبي جزءا تحت وصايتها وأن تأمين الجنوب من
قبلها سيؤمن لها أيضا دول؛ تشاد والنيجر ومالي، خاصة أن هذه الدول أصلا تقع تحت
وصاية فرنسية وإن بدا غير ذلك".
وأضاف لـ"عربي21": "فرنسا تريد تمكين
حفتر من الجنوب الليبي باعتباره جزءا مهما تتركز فيه العديد من الثروات الليبية من
نفط ومياه ومعادن، وإذا تمت السيطرة على الجنوب من قبل قوات حفتر ستتغير المعادلة
الدولية بالسيطرة على ليبيا وهذا يعطي باريس إمكانية الاستحواذ على الملف الليبي
أكثر"، كما قال.
واعتبر الناشط من الجنوب الليبي، طاهر النغنوغي أن
"سيطرة حفتر على مواقع من الجنوب الغربي تعتبر زيادة في رصيده العسكري
والسياسي، وإذا نجح في تسجيل أهداف عسكرية وسياسية فهذا يعتبر نجاحا يصب في صالح
من يدعمه دون شك سواء فرنسا أو مصر أو الإمارات"، وفق رأيه.
وزاد قائلا: "الأمر الجديد في الأحداث والذي
يطرح تساؤلات هو قرار المجلس الرئاسي بتعيين آمر لمنطقة سبها العسكرية في الجنوب
وليس آمرا للمنطقة بكاملها، وهذا القرار سيثير غموضا كبيرا لدى سكان الجنوب خاصة
الذين لا يثقون في حفتر ومعاركه".
ما دلالة إلقاء "المشري" خطابا بالكونغرس حول مستقبل ليبيا؟
تصعيد من نواب "تبو" في الجنوب الليبي ضد حفتر.. إلى أين سيصل؟
ليبيا.. انتخابات الرئاسة توسع الهوة بين سلامة وحفتر