تناولت صحيفة إسرائيلية المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، بين حركة طالبان والولايات المتحدة الأمريكية، والتي تشي بتبلور اتفاق بين الطرفين، يمكنه أن يوفر لإيران رافعة لتوسيع هيمنتها ونفوذها هناك.
وأشارت صحيفة "هآرتس" العبرية في مقال للكاتب والمحلل السياسي تسفي برئيل، إلى أن هناك "بشرى خرجت هذا الأسبوع من عاصمة قطر، تقول: يبدو أن هناك اتفاقا بين الولايات المتحدة وحركة طالبان".
وذكرت أن "هناك بوادر، واحتمالات، وإمكانيات، وتفاؤل حذر، رافقت عددا كبيرا من المحادثات التي أجرتها واشنطن مع ممثلي طالبان خلال الـ17 عاما الأخيرة؛ أي منذ احتلال أمريكا لأفغانستان عام 2001"، موضحة أن "هدف واشنطن الأساسي من المفاوضات الحالية هو التمكين من انسحاب معظم القوات الأمريكية، والتي تقدر بـ14 ألف، وضمان ألّا تتحول أفغانستان لقاعدة جديدة لنشاطات القاعدة وداعش".
وفي هذه المرحلة، "الحديث لا يدور عن مصالحة بين حكومة أفغانستان وطالبان، فهذا هدف تكتيكي صغير، إذا تم التوصل إليه فلن يضمن بالضرورة الهدوء والاستقرار في أفغانستان، لكنه سيضمن انسحابا هادئا للقوات الأمريكية، وبالمفهوم الإسرائيلي؛ الحديث يدور عن تهدئة وليس عن اتفاق سياسي".
وأضافت: "موافقة طالبان لم تحظ بعد بترجمة فعلية، والجدول الزمني للتوقيع على الاتفاق ومراحل الانسحاب الأمريكي لم تحدد بعد، كما أن ترتيبات الحماية التي سترافق الانسحاب وطرق العمل والترتيبات الأمنية التي ستضمن التزام طالبان بإحباط أنشطة القاعدة وداعش غير واضحة".
كما "لم تتضح المساعدة العسكرية والمالية التي سيحصل عليها التنظيم من أمريكا لتنفيذ التفاهمات، ولا يقل أهمية عن ذلك أي أدوات ضغط وتهديد ستبقى في أيدي الأمريكيين في حالة عدم وفاء طالبان بالاتفاق"، وفق "هآرتس" التي أكدت أن أمريكا "تعطي أهمية كبيرة لاختيار طالبان نائب رئيس الحركة، عبد الغني بردا رئاسة وفد المفاوضات؛ وه ودليل على مستوى جدية طالبان في المفاوضات".
ونوهت بأن الولايات المتحدة إلى جانب بحث اتفاق وقف إطلاق النار تسعى لدفع طالبان للتفاوض مع الحكومة الأفغانية، ولهذا تفحص ربط موعد الانسحاب مع بدء المفاوضات الداخلية، ولكن طالبان ليست لديها النية لإجراء مفاوضات كهذه، والتي تعني بالنسبة لهم الاعتراف بهذه الحكومة المنتخبة تحت حراب الاحتلال".
اقرأ أيضا: الصين تعترف بحركة طالبان "قوة سياسية" في أفغانستان
وبينت الصحيفة أن "الولايات المتحدة تتملص في هذه الأثناء من التفسيرات والتصريحات بشأن الطريقة التي ترى فيها لإشراك طالبان في الحكم، من أجل الامتناع عن مواجهة مع حكومة أفغانستان برئاسة أشرف غني، ولكن قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجري في شهر تموز/ يوليو المقبل لن يكون مناص من بلورة سياسة أمريكية حول مكانة طالبان كجسم سياسي شرعي".
وتابعت: "حركة طالبان يمكنها أن تطالب واشنطن بتقرير سياسة كهذه كشرط لتنفيذ الاتفاق الذي يتبلور في الدوحة"، مشككة في أن يبدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "أي اهتمام بالنسبة لطبيعة النظام في أفغانستان بعد سحب قواته".
واعتبرت أن تفاوض الإدارة الأمريكية مع طالبان يمثل "انعطافة جوهرية في السياسة التقليدية للولايات المتحدة، التي تقول إنها لا تتحدث مع تنظيمات إرهابية، لكن عمليا ليس فيها أي تجديد حقيقي، فشخصيات أمريكية رفيعة التقت علنا مع رؤساء طالبان في التسعينيات".
وأضافت: "الاتصالات بين القوات الأمريكية وبين ضباط من طالبان جرت بموازاة الحرب التي خاضتها قوات دولية في أفغانستان، وبين الفينة والأخرى تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار محلي بين الطرفين"، زاعمة أن النشاط العسكري لحكرة طالبان بدأ عندما كان عناصر التنظيم يتواجدون كلاجئين هربوا من الحرب الأهلية إلى باكستان، التي انطلقوا منها عام 1992، عقب انسحاب القوات السوفييتية.
ونبهت أن "السعودية حليفة باكستان ساهمت بدورها عندما ضخت ملايين الدولارات لصناديق باكستان وطالبان كجزء من الجهود لمد رعايتها وتوسيع هيمنتها في الدول السنية، وفي السنوات الأخيرة زادت السعودية مساعدتها لطالبان كجزء من صراعها مع إيران".
وبينت "هآرتس" أن "إيران طورت مؤخرا علاقات متشعبة مع طالبان، من اجل أن تبني بواسطتها سورا واقيا ضد هجمات محتملة لداعش في أراضيها، ولضمان سلامة الأقلية الهزارية الشيعية التي تعيش في وسط أفغانستان وقرب الحدود الإيرانية".
وأشارت إلى أن "وفد من طالبان وصل نهاية العام الماضي إلى إيران للتباحث حول نية التفاوض مع واشنطن والترتيبات الأمنية التي تنوي اقتراحها قبل الانسحاب الأمريكي"، موضحة أن "اختيار قطر لاستضافة المفاوضات تم بالتشاور مع طهران عقب رفض الحركة إجراء المفاوضات بالسعودية، التي تضغط للتوصل إلى مصالحة مع الحكومة الأفغانية".
و"بصورة متناقضة؛ تمثل تلك المفاوضات التقاء مصالح بين إيران وأمريكا، فهما قلقتان من نشاط داعش والقاعدة، ويعتبران طالبان عاملا إيجابيا في محاربتهما"، وفق الصحيفة العبرية، التي نوهت بأنه رغم أن "التعاون بين إيران الشيعية وطالبان السنية يناقض نظرية المحور الشيعي، إلا أن مصالح الطرفين تتغلب على الأيديولوجيا".
ولفتت إلى "أفغانستان ليست منجم ذهب، و"لا توجد فيها ثروات"، كما عرف ترامب سوريا، لذلك فبعد أن فقدت أمريكا فيها أكثر من تريليون دولار وحياة آلاف الجنود، لا يمكن الاحتجاج للولايات المتحدة بشأن توقها للخروج من هذا المستنقع الموحل الذي لم تنجح أي دولة في احتلاها بالماضي".
خلافات إسرائيلية داخلية حول الاعتراف بـ"انقلاب" فنزويلا
خبراء إسرائيليون: المنحة القطرية بغزة باتت جزءا من الانتخابات
يديعوت: إسرائيل علمت بخطة إيران إطلاق الصاروخ على الجولان