كشفت كاتبة إسرائيلية الاثنين، النقاب عن "هوية عميل بريطاني اهتم بجمع المعلومات الأمنية عشية احتلال الجليل من قبل القوات البريطانية، وقد انتحل هوية سائح بريطاني في دول الشرق، في حين فتح الأتراك أمامه كل الأبواب المغلقة".
وأضافت الكاتبة مايه بولك في تحقيق تاريخي مطول نشرته
صحيفة "مكور ريشون" وترجمته "عربي21" أن "اللفتينانت
فرنسيس ريتشارد مونسيل أعد خطة سرية حول اجتياح البريطانيين لفلسطين خلال الحرب
العالمية الأولى بين 1914-1918، ومما أوردته مذكراته أن مدينة حيفا ليست محصنة بما
فيه الكفاية، بل مكشوفة تماما لأي هجوم خارجي، وقابلة لأي اجتياح".
وأكدت أن "تقرير مونسيل أشار إلى أن الأتراك ليس
لديهم وسائل دفاعية لمواجهة هذا الهجوم الخارجي، لاسيما البحري، باستثناء بعض
المدفعية التي يمكن نصبها على الكرمل، باعتبارها موقعا طبيعيا مواجها للبحر، كما
يمكن قطع أوصال المدينة عن باقي المدن المجاورة".
وأوضحت الكاتبة أن "مونسيل كان الملحق العسكري
البريطاني السابق في إسطنبول، ووصل إلى أرض فلسطين عام 1907، وقام بجولات ميدانية في
شمال البلاد خلال شهرين كاملين عبر القطارات والعربات وركوب الخيل، تحدث مع
الفلسطينيين، وأرخى أسماعه لما يتحدثون بشأنه".
وأضافت أن "مونسيل اجتهد في الحصول على وثائق
وأوراق رسمية، وأوصلته رحلاته إلى الجليل السفلي وعمق الأردن ودرعا السورية
والمنطقة الواصلة بين دمشق وطرابلس الغرب وعلى طول طريق الحجاز".
اقرأ أيضا: جمعية تركية: سنقاوم انتهاكات إسرائيل بالقدس وسنحشد لها الدعم
وأشارت إلى أن "هدفه الأساسي من كل هذه الجولات
الميدانية جمع معلومات جغرافية واستخبارية وعسكرية، يستطيع الجيش البريطاني
استخدامها في حال قرر احتلال الجزء العلوي من فلسطين من أيدي العثمانيين، كما حصل
مونسيل على معلومات بشأن الوسائل القتالية والأسلحة التي يحوزها سكان هذه البلاد،
والذخيرة وطرق نقل الأسلحة بين المدن إلى معسكرات الجيش، وأماكن الطبابة والعلاج
للجنود الجرحى".
وأكدت أن "جولات مونسيل داخل فلسطين شملت تعرفه
على طبيعة السكان المقيمين تحت السيطرة العثمانية، ومن منهم قد يشكل حليفا
للبريطانيين في المستقبل، حيث لفت انتباهه الدروز والموارنة والبدو، وقام بجولات
بحرية على طول الشواطئ الفلسطينية والسورية لمعرفة أي الأماكن الأكثر ملاءمة لأن
تحط القوات البريطانية رحالها".
وذكرت الكاتبة أن "كل هذه المعلومات
الاستخبارية جمعها مونسيل في تقرير سري جاء في 160 صفحة قدمه عام 1908 لوزارة
الحرب البريطانية، واستمرارا للسياسة البريطانية في الاحتفاظ بالتقارير والوثائق
السرية، فقد كشف النقاب عن هذا التقرير السري عام 1988 من خلال الأرشيف البريطاني
في لندن، بعد مرور عشرين عاما على كشف البروفيسور اليهودي يغآل شافي من جامعة تل
أبيب للتقرير بمحض الصدفة حين كان جالسا داخل مقر الأرشيف البريطاني".
يقول شافي إنه "لم يتفاجأ باحتلال بريطانيا
للأراضي الفلسطينية خلال الحرب العالمية الأولى، لكن المفاجأة كانت أن ذلك تم عبر
البر من خلال سيناء جنوبا، رغم وجود خطة بريطانية معاكسة تماما قامت على الاجتياح
عبر البحر شمالا".
وأوضح أن "البريطانيين كانوا يخشون أن يهاجم
العثمانيون قناة السويس، ولذلك أرادوا تهديد السلطان في تركيا بمنعه من تحريك
قواته باتجاه مصر، وقد وقع الاختيار على فلسطين في حينه لتكون الساحة المفضلة لخوض
هذه المعارك".
تذكر الكاتبة الإسرائيلية أن "شافي بدأ بترجمة
تقرير العميل البريطاني من الإنجليزية إلى العبرية لمعرفة جوانبه العسكرية والاستخبارية،
وشاركه في ذلك المؤرخ والجغرافي يوسي بن آرتسي من جامعة حيفا، وقد أصدرا مؤخرا
كتابهما الجديد الذي احتوى على هذا التقرير تحت عنوان "احتلال حيفا: المخابرات
البريطانية وخطة احتلال الشمال 1907".
وختمت بالقول إن "المؤلفين الإسرائيليين لم
يكتفيا بالترجمة الحرفية للتقرير الاستخباري البريطاني، بل قررا القيام بجولة ميدانية في محاكاة عملية لما قام
به مونسيل، وذهبا إلى الأماكن التي وصل إليها، ودونها في تقريره، وأجريا مقارنة عملية
بين ما ورد في التقرير ومدى دقته على أرض الواقع".
هكذا قرأت صحيفة إسرائيلية تصاعد التوتر بين فتح وحماس
تقدير إسرائيلي: انسحاب أمريكا من سوريا يعني أننا بقينا وحدنا
قلق إسرائيلي من ممر إيران البري إلى لبنان.. تهديد استراتيجي