سخرت الصحافة الأجنبية من جوائز المساواة بين الجنسين التي قدمتها الإمارات العربية المتحدة، وفاز بها الرجال فقط.
وترجمت "عربي21" مقتطفات من تعليقات الصحافة الغربية حول جوائز الإمارات للمساواة بين الجنسين، وجاءت على النحو الآتي:
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير تحت عنوان "سلمت الإمارات جوائز المساواة بين الجنسين: الفائزون كلهم رجال"، إن الإمارات العربية المتحدة حريصة على تقديم نفسها بصفتها دولة متقدمة في حقوق المرأة، وأعلنت عن الفائزين بجوائز المساواة بين الجنسين، حيث ظهر حاكم دبي مع المسؤولين الذين فازوا بالجوائز وكلهم رجال، وهو ما أثار زوبعة سخرية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وينقل التقرير عن الصحافية الهولندية ريان ميجر، قولها: "آسفة لأنني الشخص الذي ذكرتكم بأنكم نسيتم دعوة النساء"، فيما وصف آخرون المشهد بـ"المسخرة".
وتشير الصحيفة إلى أن جائزة واحدة من بين أربع جوائز ذهبت لشخض، أما البقية فإنها منحت لوكالات حكومية، مستدركة بأن ما أثار الدهشة على منابر التواصل الاجتماعي هو أن الذين فازوا في الجوائز كلهم مسؤولون حكوميون.
ويفيد التقرير بأن الجائزة وزعت وسلمها حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي يشغل منصب رئيس الوزراء، الذي كان محل جدل عندما اختطفت واحدة من بناته وسجنت وعذبت، كما قيل، بعدما حاولت الهروب على متن قارب من الإمارات، مشيرا إلى أن مكتب الإعلام في حكومة دبي لم يرد على أسئلة الصحيفة.
وتقول الصحيفة: "كما هو الحال في العالم العربي، فالنساء في الإمارات العربية يواجهن قيودا لا تتعرض لها النساء في الغرب، مثل منعهن من اتخاذ قرار الزواج إلا في حال وافق ولي أمرهن، إلا أن النساء يتمتعن بحقوق أكبر من تلك التي تتمتع بها المرأة في الجارة السعودية التي لم تسمح للمرأة بقيادة السيارة إلا العام الماضي، لكنها لا تزال تواجه مصاعب أخرى مثل السفر".
ويلفت التقرير إلى أن حكومة الإمارات زادت نسبة تمثيل النساء في المجلس الوطني الفيدرالي إلى نسبة 50%، مشيرا إلى أن النساء يتمتعن بمستوى عال من التعليم والتوظيف.
وتستدرك الصحيفة بأن جائزة المساواة كشفت عن شيء مختلف عن بقية أنحاء العالم، وقالت المديرة التنفيذية لشركة في دبلن هيلين شو: "آسفة أين المساواة بين الجنسين؟.. فلا نرى إلا جنسا واحدا".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
وعلقت صحيفة "الغارديان" قائلة إن الشهادات التي وزعها الشيخ محمد بن راشد المكتوم كانت لـ"أفضل مؤسسة حكومية تدعم المساواة بين الجنسين"، و" أفضل سلطة فيدرالية"، و" أفضل مبادرة للمساواة بين الجنسين".
ويشير التقرير إلى أن الجوائز نالتها كل من وزارة المالية، وسلطة التناقس والإحصاء، ووزارة المصادر البشرية، وتسلم الجوائز كلها رجال، لافتا إلى أنه تم تكريم وزير الداخلية الجنرال الشيخ سيف بن زايد آل نهيان بأنه "الشخصية التي تدعم المساواة بين الجنسين"، وجهوده لدعم وتنفيذ إجازة الأمومة في الجيش الإماراتي.
وتلفت الصحيفة إلى أن تغريدة تحتفل بالجائزة لقيت سخرية تامة، فقال أحدهم: "لقد فعلنا شيئا جيدا للتنوع، فقد كان واحد من الرجال يرتدي زيا رماديا"، مشيرة إلى أنه يتم الاحتفال بجائزة المساواة بين الجنسين منذ 2015، حيث يتم تحديد سقف الأهداف من الحكومة.
وبحسب التقرير، فإن دراسة لبرنامج التنمية التابع للأمم المتحدة في عام 2018، وجد أن الإمارات هي الدولة الخليجية الوحيدة ذات المستوى العالي في مجال المساواة بين الجنسين، ووجدت الدراسة أن 135 ألف امرأة شاركن في عام 2015 في سوق العمل، مقارنة مع ألف في عام 1973، وأن 43% من النساء يحملن شهادات جامعية، مقارنة مع 23% من الرجال.
وتستدرك الصحيفة بأن جماعات حقوق الإنسان رصدت تمييزا مستمرا ضد المرأة، خاصة في النظام القانوني، الذي يتحيز للرجل على المرأة في الأمور العائلية والشخصية، مثل الطلاق وحضانة المرأة.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
وفي السياق ذاته علقت صحيفة "ديلي تلغراف" قائلة إن معالم الدهشة ظهرت عندما وضع مكتب الإعلام في دبي جوائز المساواة وصور الفائزين على "تويتر".
ويشير التقرير إلى أن تغريدة ساخرة قالت: "مبادرة عظيمة كيف نعرف مؤشر المساواة بين الجنسين؟ هناك جنس مفقود، سألني صديق".
وتنقل الصحيفة عن دانييلا تيخادا زوجة السجين البريطاني ماثيو هيجيز، الذي أفرج عنه العام الماضي، تعليقها قائلة: "السبب الذي لم أكن فيه أنا أو ماثيو نمثل خطرا على سمعة دولة الإمارات؛ لأن الإمارات هي خطر بنفسها على سمعتها، والأفعال تتحدث أكثر من الكلمات".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
أما صحيفة "التايمز" فعلقت قائلة: "حاولت الإمارات الافتخار بجهودها لتعزيز دور المرأة في سوق العمال، وقامت بتخصيص جوائز للعاملين الذين يعملون على دعم المساواة، لكن الجوائز كلها ذهبت للرجال".
ويورد التقرير نقلا عن معلق على الجوائز، قوله: "ويقولون إن السخرية ماتت".
وتنقل الصحيفة عن مدير مكتب "هيومان رايتس ووتش" الأوروبي أندرو ستروهيلن، قوله: "أستطيع التفريق بين كونها نكتة أم لا، وأعني أنهم لو كانوا يريدونها نكتة فهي مضحكة، ولو كانوا يريدون منها الجدية فهي جنون".
التايمز: كيف كشفت مباريات كأس آسيا عن توسع الصدع بالخليج؟
وول ستريت: في الإمارات الأديان كلها مسموح بها
فورين أفيرز: دول الخليج تلعب لعبة خطرة بالقرن الأفريقي