تحدث خبير إسرائيلي، عن "سياسة الغموض" التي تعتمدها "إسرائيل" في التعامل مع أعمالها في سوريا، مشددا على أهمية أن توضح "تل أبيب" الخطوط الحمر التي لن تسمح لإيران بتجاوزها.
وأوضح أستاذ دراسات الشرق في جامعة "تل أبيب"، الخبير إيال زيسر، في مقال له نشر بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أنه في نهاية كانون الثاني/ يناير 2013، "هاجمت إسرائيل لأول مرة في سوريا إرساليات سلاح إيرانية كانت مخصصة لحزب الله".
وبعد بضعة أيام من ذلك تحدث وزير الأمن في حينه، إيهود باراك، عن الهجوم وقال: "حذرنا وفي النهاية عملنا؛ بمعنى أنه أراد القول إن إسرائيل وقفت بالفعل خلف الهجوم"، وفق زيسر الذي أضاف: "بهذا التحمل المباشر والواضح للمسؤولية أزال باراك ستار الغموض الرقيق، الذي كان يفترض أن يغطي أعمال إسرائيل في سوريا".
ونوه إلى أنه "يحتمل أن يكون باراك قد قصد بذلك بث رسالة حازمة للسوريين وللإيرانيين، ويحتمل أيضا أن يكون سعى لأن يضع أساسات لتراثه كوزير أمن، مثل رئيس الأركان المنصرف غادي آيزنكوت الذي كشف النقاب مع نهاية ولايته عن آلاف الهجمات التي نفذها الجيش الاسرائيلي ضد أهداف في سوريا".
اقرأ أيضا: جنرالات إسرائيليون: الهجمات على سوريا قد تعيد سيناريو 67
ومنذ ذاك الوقت، "نفذت إسرائيل مئات أخرى من الهجمات في سوريا، معظمها إن لم تكن كلها ضد إرساليات سلاح في طريقها من طهران إلى بيروت، وتمت مهاجمة مخازن أو مصانع عدة مرات، بعضها للجيش السوري استخدمت للتخزين أو حتى لإنتاج السلاح المتطور لحزب الله".
وذكر الخبير، أن "إسرائيل امتنعت في معظم الحالات عن تحمل المسؤولية عن هذه الهجمات، ولكن الغموض لم يكن هنا إلا لعبة تظاهر، فقد بلغت سوريا دوما تقريبا عن الهجمات، حتى ولو بتأخير وفي ظل إخفاء الأهداف الدقيقة المستهدفة، وأحيانا سبقتهم روسيا والولايات المتحدة".
وكشف أن "واشنطن خافت من أن تتهم بأنها ذات صلة ما بهذه الهجمات، وهو الأمر الذي من شأنه أن يورطهم بالتدخل في الحرب السورية، ولهذا فقد سارعوا لدحرجة المسؤولية نحو تل أبيب".
وحول سياسة الصمت الإسرائيلية، أكد أنها "تساعد أولا وقبل كل شيء، في الإخفاء عن العدو كم هو مكشوف ومخترق أمام القدرات الاستخبارية والعملياتية لإسرائيل، كما أنه ضروري لجهود الامتناع عن توجيه أصبع لعين بشار الأسد أو قاسم سليماني قائد قوة القدس الإيرانية، خوفا من أن يدفعهما تحمل رسمي إسرائيلي للمسؤولية نحو الزاوية ويجبرهما على الرد"، مضيفا أنه "مهما يكن من أمر فإن الغموض عمليا لم يكن دائما".
وتابع: "الغموض معناه أن الطرف الآخر غير مقتنع بأن إسرائيل هي التي تقف خلف العملية أو الهجوم ضدها أو في أراضيها"، مدللا على ذلك بالعديد من الأمثلة مثل "تصفية عماد مغنية أو محمود المبحوح؛ وهي عمليات نسبت لإسرائيل؛ فحزب الله وحماس قدرا أن إسرائيل هي التي تقف خلف التصفيات، ولكن دون إثبات لا لبس فيه امتنعا عن تحميل إسرائيل المسؤولية والرد"، وفق قوله.
اقرأ أيضا: هكذا علق الاحتلال الإسرائيلي على تصريحات حسن نصر الله
وأما في السياق السوري، فقد بين زيسر أن "الغموض من نصيب الجمهور الإسرائيلي، ولكن بالتأكيد ليس من نصيب من يتواجدون خلف الحدود، فحتى دون أخذ المسؤولية الرسمية، تعاطى جيراننا مع الهجمات كعمليات إسرائيلية"، موضحا أن "سلسلة طويلة من وزراء الأمن والجنرالات لمحوا المرة تلو الأخرى وأوضحوا أحيانا أن إسرائيل ضالعة في الأمر".
ونوه إلى أن "إيران وسوريا لا يحددان السياسة حسب العناوين الرئيسة في الصحف الإسرائيلية، فما يهم إيران ليس الرأي العام الاسرائيلي أو تبجحات زعمائها، بل الواقع على الأرض"، مؤكدا أن "إسرائيل نجحت على الأرض في تأخير بل وصد محاولات طهران تثبيت مواقعها في سوريا".
وأضاف: "لما كان الحديث يدور عن مصلحة استراتيجية إيرانية أولى في مستواها، فإن طهران مصممة على تغيير قواعد اللعب، ولا سيما مع اقتراب الحرب في سوريا من نهايتها، في ظل الأزمة التي تعاني منها علاقات روسيا وإسرائيل".
ورأى الخبير الإسرائيلي، أنه "حان الوقت لاستبدال الغموض، بتصريحات توضح ما هي الخطوط الحمر التي لن تسمح إسرائيل لطهران باجتيازها أبدا".
قراءة إسرائيلية "للمناوشات الإسرائيلية الإيرانية" في سوريا
جنرالات إسرائيليون يحذرون من حرب متعددة الجبهات
دعوة نتنياهو لحضور مؤتمر دولي ضد إيران بمشاركة دول عربية