مع بدء العد التنازلي لإجراء الانتخابات الإسرائيلية المبكرة في أبريل، تخصص "عربي21" قراءة أسبوعية للأحزاب الإسرائيلية المتنافسة، من خلال استعراض أبرز المواقف السياسية والقناعات الأيديولوجية.
ويعدّ حزب العمل الإسرائيلي أحد أهم المتنافسين في الانتخابات القادمة، رغم تراجع فرصه إلى مستويات غير مسبوقة بسبب حالات الانشقاق والتشظي التي يعيشها.
وحزب العمل اليساري العلماني، أحد الأحزاب الرئيسية في إسرائيل، وأكثرها وصولا للسلطة، تأسس عام 1930 من مجموعة من الاتحادات ذات الطابع الاشتراكي تحت اسم "ماباي"، سيطر منذ بداياته على الهستدروت والحركة الصهيونية العالمية، ونشأت تحت مظلته منظمتا الهاغاناه والبالماخ اللتان شكلتا نواة جيش الاحتلال بعد قيام الدولة.
يتبنى حزب العمل سياسات أكثر ميلا للاشتراكية المختلطة بعناصر ليبرالية، وينادي بتسوية سلمية مع الفلسطينيين والعرب، تؤدي إلى إنهاء الصراع، وإقامة دولتين للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتقرر المفاوضات الحدود بينهما.
فيما يخص الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية، يؤيد الحزب إبقاء الكتل ذات الكثافة السكانية اليهودية العالية تحت السيادة الإسرائيلية، وإخلاء المستوطنات التي لا تقع ضمن الكتل التي سيجرى ضمها لإسرائيل بناء على تسوية، ويعد الحزب بتعويض المستوطنين وفقا لمبدأ بدل البيت.
ينص برنامج الحزب على أن القدس، بأحيائها اليهودية، العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل، أما في الأحياء الأخرى، في البلدة القديمة وحوض القدس، فيطرح تطبيق نظام خاص يعبر عن خصوصية المكان بالنسبة للأديان الثلاثة، مع إبقاء الأماكن المقدسة اليهودية تحت الحكم الإسرائيلي، ويسعى الحزب لنيل الاعتراف الدولي بالقدس كعاصمة لإسرائيل.
يشترط الحزب ضمان التزام السلطة الفلسطينية في المحافظة على الأمن والاستقرار في أي تسوية سلمية، ويشدد على أن إسرائيل لن تخلي أي مناطق دون ضمان أمن مواطنيها.
يؤمن الحزب بضرورة وضع مخطط لسلام إقليمي شامل، من خلال التعامل مع المبادرة السعودية كأساس للمفاوضات الرامية لتسوية النزاع بين إسرائيل والدول العربية، وبالتوصل لحل لمشكلة اللاجئين عبر تسوية منطقية، بمشاركة الدول العربية والمجتمع الدولي، لكن دون منحهم حق العودة.
يؤمن الحزب بضرورة حل النزاع مع سوريا عبر اتفاق سلام يستند لتنازلات إقليمية وتسويات أمنية، مقابل تعهدها بإحداث تغيير جوهري في سياستها الإقليمية، وتطبيع علاقاتها مع إسرائيل بشكل كامل، ويطرح اشتمال الاتفاق مع سوريا اتفاقا مع لبنان يؤدي لسلام شامل.
يعدّ الحزب إيران تهديدا مركزيا يهدد سلام العالم واستقرار المنطقة، ويشكل خطرا محتملا على بقاء إسرائيل، ويعمل على عزل إيران دوليا بالكامل، وإزالة تهديدها النووي.
مع أواخر السبعينيات، خرجت أصوات حمائمية في الحزب أخذت تنادي بضرورة فتح قنوات الاتصال مع الفلسطينيين، حتى تم التوصل لاتفاق أوسلو صيف 1993، حيث أُلغيت كل الممنوعات المتعلقة بمنظمة التحرير الفلسطينية، وأخذ الحزب ينادي بإقامة دولة فلسطينية كجزء أساسي من حل القضية، والصراع بين إسرائيل والعرب.
اقرأ أيضا: الانتخابات الإسرائيلية.. حزب الليكود: الأيديولوجيا والمواقف والسياسات
يعرف الحزب نفسه بأنه من دعاة السلام الحقيقي والمستقر بين إسرائيل وجاراتها، ويسعى لتثبيت "أمن إسرائيل وسيادته"، ويعمل من أجل نمو "الاقتصاد الوطني"، ورفاهية الشعب، وتعميق الديمقراطية وأسسها، والعمل بكل جدية من أجل استيعاب اليهود من أقطار العالم كافة، وتوطينهم.
من أهم مبادئ حزب العمل: الحفاظ على تشكيل ديمقراطي للحكومات الإسرائيلية، تحسين الحياة الاجتماعية والاقتصادية للشعب الإسرائيلي، تقوية الاقتصاد الإسرائيلي القائم على مبادئ السوق الحرة، تحقيق سلام وأمن شامل في الشرق الوسط.
حكم حزب العمل إسرائيل بين الأعوام 1948-1977، وبين 1992-1996، وبين 1999-2001، وكان جزءا من حكومة ائتلافية مع الليكود بين عامي 1984-1990، ومن أبرز زعمائه: ديفيد بن غوريون، غولدا مائير، أبا إيبان، عيزر وايزمان، إسحق نافون، ليفي أشكول، إسحاق رابين، شمعون بيريس، وإيهود باراك.