نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن تنصيب غافن نيوسوم، الذي يعتبر أحد المرشحين الديمقراطيين المحتملين للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة لسنة 2020، حاكما لولاية كاليفورنيا.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن السياسي الليبرالي يعد معارضا شرسا لدونالد ترامب وسياسته،
كما انتقد روسيا في العديد من المناسبات، ومع ذلك، فإن أمام حاكم ولاية كاليفورنيا
الجديد فرصة للمشاركة في إقامة حوار روسي أمريكي.
وأضافت
الصحيفة أنه في خطاب تنصيبه، انتقد حاكم ولاية كاليفورنيا الجديد غافن نيوسوم،
بشدة إدارة الرئيس الأمريكي، مشيرا إلى أن هذا الأخير سينشأ "بديلا للفساد
وانعدام الكفاءة السائدة في البيت الأبيض"، وعلى الرغم من أن نيوسوم لم يذكر
ترامب على وجه التحديد، إلا أن وسائل الإعلام الأمريكية اعتبرت أن ترامب هو
المقصود، إلى جانب ذلك، لم يبذل نيوسوم جهدا لإخفاء حقيقة أنه معارض وناقد شرس
لرئيس البيت الأبيض، عموما، يعرف الحاكم الجديد لولاية كاليفورنيا بمواقفه
الليبرالية، إذ يدعو إلى تشديد الرقابة على تجارة الأسلحة ويشجع على الهجرة.
وبينت الصحيفة أن عمدة سان فرانسيسكو السابق،
نيوسوم، هو أحد أكثر الشخصيات شعبية بين الديمقراطيين، وقد شغل نيوسوم، البالغ من
العمر 51 سنة، منصب نائب حاكم ولاية كاليفورنيا السابق، وتجمع نيوسوم علاقات قوية
أيضا بأطراف في الكونغرس الأمريكي، لا سيما بعد فوز زميلته في الحزب الديمقراطي،
نانسي بيلوسي، البالغة من العمر 78 سنة، مؤخرا في انتخابات التجديد النصفي، لتنتخب
مرة أخرى رسميًا رئيسة لمجلس النواب الأمريكي.
وأشارت الصحيفة إلى أن نيوسوم لم يتحدث في خطاب
تنصيبه عن المشاكل الملحة لسكان ولاية كاليفورنيا فحسب، بل حاول جاهدا التحدث عن
القيم العالمية، قائلا إن "حياة الناس والحرية ومشاكل الأمن، وتلوث الهواء
والماء وغيرها، كلها أمور مترابطة وتكمل بعضها البعض. إن البلاد تعتمد علينا،
والعالم والمستقبل يعتمد علينا، لذلك يتعين علينا استغلال هذه اللحظة"، في
الحقيقة، دفعت كلمات نيوسوم الجماهير لتذكر الخطاب الشهير للرئيس الديمقراطي جون
كينيدي، الذي قال: "جميعنا نتنفس الهواء ذاته وكلنا هالكون".
اقرأ أيضا: بلومبيرغ: التخبط بإدارة ترامب من أكبر ما يهدد شركات النفط
ونقلت الصحيفة عن مجلة "رولينغ ستون"
الأمريكية، أن الحاكم الجديد لولاية كاليفورنيا بمثابة "خليفة كينيدي"،
كما أن فوز نيوسوم بمنصب حاكم كاليفورنيا، يجبره على الدخول في معركة جديدة وصعبة
مع السلطات الفيدرالية التي لا طالما تدخلت في شؤون هذه الولاية. في المقابل،
تعتبر وزارة العدل أن سلطات الولاية تنتهك القوانين الفيدرالية، وذلك بعدم السماح
للحكومة بالتصرف في الأراضي الفيدرالية.
إلى جانب ذلك، يخشى سكان كاليفورنيا من استخدام
السلطات الفيدرالية فوزها لتحقيق بعض المصالح على غرار، استخراج النفط. في هذا
الصدد، سيواجه حاكم كاليفورنيا الجديد ظروفا وأوقاتا عصيبة، حيث انتقد ترامب في
وقت سابق حكام الولايات الذين يوفرون ملجأ للعناصر الإجرامية حسب قوله، أي المهاجرين
الوافدين من البلدان المتاخمة حدودها لكاليفورنيا كالمكسيك ودول أمريكا اللاتينية
الأخرى. وفي إشارة إلى الجدار الذي يريد ترامب تشييده، اعتبر نيوسوم أن ذلك سيكون
بمثابة "نصب تذكاري للحماقة".
ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي، ديفيد كونيرس،
الذي عمل مع حاكم ولاية كاليفورنيا السابق، أرنولد شوارزنيجر، أن التحديات التي
يواجهها الحاكم الجديد تتمثل في "ضرورة أن يتوافق جدول أعماله مع السلطات
التشريعية، كما يتوجب عليه أن يكون فطنا بشأن المشاكل غير المتوقعة، كتدهور
الاقتصاد، في نفس الوقت، يعتبر نيوسوم في صراع دائم مع ترامب والحكومة الفيدرالية".
تجدر الإشارة إلى أن بعض الديمقراطيين يضعون آمالا
كبيرة على نيوسوم كمرشح محتمل للانتخابات الرئاسية المقبلة لسنة 2020، وذلك بحسب
ما نشرته مجلة "رولينغ ستون"، من هذا المنطلق، تعتبر رئاسة كاليفورنيا
نقطة انطلاق للرئاسة الأمريكية. فعلى سبيل المثال، قبل أن يشغل رونالد ويلسون
ريغان منصب رئيس الولايات المتحدة الأربعين، عمل هذا الأخير حاكما لولاية
كاليفورنيا، حيث كان شديد الاهتمام بالقضايا الدولية، من جهته، لم يغض نيوسوم
الطرف عن التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية السابقة.
ونوهت الصحيفة إلى ما نشره نيوسوم على صفحته الرسمية
على فيسبوك في آب/ أغسطس 2016، حيث قال إن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
ضابط استخباراتي محترف تدرب على تحديد مواطن الضعف لدى الأفراد وكيفية استغلال
ذلك. وهذا بالضبط ما فعله في بداية الانتخابات التمهيدية مع الرئيس الأمريكي. في
مجال الاستخبارات، لطالما قلنا إن بوتين جند ترامب كعميل لروسيا".
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن أمام نيوسوم فرصة
لتغيير موقفه في حال شجع على التعاون الروسي الأمريكي مثلما فعل أسلافه، ومن
المتوقع أن يشارك الحاكم الجديد في منتدى "حوار فورت روس" وهو اجتماع
لممثلي روسيا والولايات المتحدة، الذي يعقد سنويا في سان فرانسيسكو ويحضره كبار
السياسيين ورجال الأعمال من كلا البلدين.
خطة يهودية لدفع الكونغرس لدعم تطهير عرقي للفلسطينيين
NYT: لم تهزم السعودية مليشيا باليمن فكيف ستقف أمام إيران؟
FP: كيف تسبب كلينتون وبوش وأوباما بوفاة النظام الليبرالي؟