أثارت الزيارة التي أداها رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس لتونس، ولقائه بكل من الرئيس السبسي ونجله، موجة جدل وتساؤلات بين الأوساط السياسية والإعلامية حول دوافع هذه الزيارة، في وقت تشهد فيها العلاقات بين النهضة ونداء تونس توترا غير مسبوق.
ونشرت كل من رئاسة الجمهورية وحركة نداء تونس، عبر صفحاتها الرسمية على فيسبوك، صورا وفيديوهات للقاءات التي أجراها ساويرس مع رئيس الجمهورية بقصر قرطاج، ومع قيادات بنداء تونس، يتزعمها نجله حافظ قائد السبسي.
وأعرب ساويرس في كلمة له بمناسبة اللقاء عن سعادته بلقاء الرئيس التونسي الذي يجمعه به "الخط الليبرالي المدني" حسب قوله، وعن ورغبته في مزيد تعميق العلاقات الاقتصادية بين تونس ومصر والعودة مجددا للاستثمار.
وقال القيادي في نداء تونس رضا بلحاج لـ"عربي21" أن زيارة ساويرس جاءت بدعوة من الحزب في إطار تشجيع المستثمرين الأجانب ودعم فرص الاستثمار في تونس.
وحول الجدل الذي أثارته زيارة ساويرس لتونس لاسيما بين الدوائر القريبة من حركة النهضة، بالنظر للدور الذي لعبه الرجل بدعم الانقلاب العسكري بمصر ووصول السيسي إلى الحكم، اعتبر بلحاج أن حزب نداء تونس له علاقاته ومصالحه التي يقدرها هو لا غيره.
ماذا يريد ساويرس من تونس؟
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد عجت بآراء لشخصيات سياسية حذرت من أهداف زيارة ساويرس لتونس الغير معلنة.
ودعا القيادي في حركة النهضة والباحث رضوان المصمودي في تدوينة له التونسيين إلى الحذر، مذكرا بأن "نجيب ساويريس كان الداعم الأوّل والمموّل الرئيسي للانقلاب العسكري في مصر".
فيما كتب الباحث والقيادي السابق بـ"حراك تونس الإرادة"، طارق الكحلاوي، في تدوينة له متسائلا: "هل سيكون الوجود الاستثماري لعائلة ساويرس ونجيب ساويرس تحديدا في تونس محايدا؟ نتمنى ذلك خاصة عندما نتذكر دوره الإعلامي والمالي واللوجيستي في دعم الانقلاب العسكري في مصر سنة 2013".
ووصف الإعلامي ماهر زيد نجيب ساويرس بـ"عراب الانقلاب"، متسائلا في تدوينة له عن "السر وراء هذه الزيارة لرجل أعمال لا توجد لديه استثمارات ولا مشاريع في تونس".
وتابع: "هل سيكون ساويرس ومن ورائه ابن زايد وزبانيته هم ورقة الباجي الأخيرة لإنقاذ حافظ في الوقت بدل الضائع قبل 2019؟".
يشار إلى أن رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس كان قد أدى في 2014 زيارة إلى مقر نداء تونس قبل أيام من الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد آنذاك.
وانتقد المرشح الرئاسي حينها المنصف المرزوقي زيارة الرجل، واصفا إياه بـ"عراب الانقلابات المضادة".
ولا يخفي ساويرس عداءه للإخوان ولحركة النهضة في تونس، حيث سبق وأن علق في تغريدة له سنة 2014 على نتائج الانتخابات الرئاسية، والتي حل فيها الرئيس المنصف المرزوقي في المرتبة الثانية، بفارق بسيط عن منافسه السبسي.
وقال: "كالعادة إخوان تونس "النهضة" كذبوا إنهم لن يعطوا أصواتهم لمرشح معين ثم صدرت التعليمات السرية بالتصويت للمرزوقي! على كل، كان هذا متوقعا".
البرلمان يمنح الثقة لحكومة الشاهد الجديدة ونداء تونس يقاطع
نداء تونس يدعو وزراءه لمغادرة حكومة الشاهد ويهاجم النهضة
"النهضة" ترحب بالتعديل الوزاري و"نداء تونس" يعتبره انقلابا