بعد مرور أسبوع على اندلاع جولة التصعيد الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة، ما زال الإسرائيليون منشغلين بتبعاتها، ويوزعون اتهاماتهم على قيادة الدولة بالعجز أمام حماس، وعدم القدرة على حسم المواجهة معها.
صحيفة معاريف نقلت عن الرئيس السابق لجهاز الأمن العام الشاباك، يورام كوهين، قوله إن "إسرائيل كان يجب عليها أن توجه ضربة أقوى لحماس؛ لأن عدم القيام بذلك يعني أننا نخاف أكثر من اللازم، وفي الوقت الذي تبادر فيه حماس لشن الهجوم، فهذا يعني أننا في وضعية الانخفاض والتراجع، ما يتطلب القيام بخطوات من شأنها استعادة القوة الردعية الإسرائيلية في مواجهة حماس".
وأضاف في مقابلة ترجمتها "عربي21" أن "المستوى السياسي الإسرائيلي قلق بصورة مبالغ فيها، من الذهاب إلى عملية عسكرية في غزة، في حين أن الجيش مطالب بتوجيه ضربة عسكرية أشد وأقسى لحماس ردا على إطلاقها القذائف الصاروخية، يجب على إسرائيل أن تكون البادئة بتنفيذ سياستها".
وأشار إلى أنه "ليس لدينا نية لإخضاع حماس عسكريا، ولذلك علينا التوصل معها لتسوية، لكن يجب الذهاب لهذه المرحلة من نقطة قوة، مع أن التطورات العسكرية الأخيرة في غزة حصلت عقب خطأ عملياتي من قبلنا، ودفعنا بسبب ذلك ثمنا باهظا".
وأوضح أنه "بالنسبة لصاروخ الكورنيت، فإني أعتقد بعكس الكثيرين أن حماس كانت تنوي قتل أكبر عدد ممكن من الجنود، لكنها بحثت عن الزاوية الأكثر دقة لاستهدافهم، ما تطلب منا توجيه ضربة قاسية للحركة، إن توفرت الفرصة المناسبة لنا، ومن ذلك إزالة عشرات المباني في غزة دون قتلى فلسطينيين".
وعند السؤال عن السبب في عدم قيام إسرائيل بذلك، أجاب كوهين أن "هناك عدة أسباب، بينها وجود فجوة استخبارية وعملياتية، بجانب الخشية من سقوط قتلى فلسطينيين، ما كان سيستجلب من حماس قصفا في مديات أبعد، وبالتالي التدحرج الميداني لمواجهة واسعة، لدينا في إسرائيل قيود على القوة التي نحوزها، لأن العالم ينظر إلينا، ويراقبنا".
وأكد أنني "متفق أن إسرائيل كان يجب أن توجه ضربة أشد لحماس، لكن السؤال: ماذا لو أن هذه الضربة لم تساهم في ردع الحركة، مع أن ما منع إسرائيل من ذلك بعض الأسباب العملياتية، أو الاستخبارية، أو أحوال الطقس، لكني آمل أن تسنح فرصة أخرى قادمة لمفاجأة حماس، وجباية ثمن باهظ منها".
وختم بالقول إننا "نعيش في إسرائيل في واقع معقد، ولا نستطيع تنفيذ كل تهديداتنا وقتما أردنا، لكني أفهم أنه في اللحظة التي تبادر فيها حماس إلى مهاجمتنا يكون وضعنا أضعف، وحين نبادر نحن نجبي منها ثمنا باهظا".
إيتمار فلايشمان، الكاتب في صحيفة إسرائيل اليوم، تساءل عن "السبب في الوضعية المهينة التي وصلت إليها إسرائيل عقب انتهاء الجولة الأخيرة من التصعيد مع حماس في غزة، لأن من الواضح أنه بعد مضي 13 عاما على خطة الانسحاب من قطاع غزة عام 2005 ما زالت إسرائيل عالقة في ورطة إستراتيجية ما زالت تتنامى وتتعاظم مع مرور الوقت، في ظل وجود كيان عسكري يحكم غزة ممثلا بحماس".
وأضاف في مقال، ترجمته "عربي21"، أنه "بعد أن كان أحد أسباب الانسحاب من غزة هو التنصل الإسرائيلي من المسؤولية عنها، فقد جاء العكس، حيث زاد القصف الصاروخي من القطاع باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، ما يكشف الفجوة بين الفكرة الإستراتيجية التي رافقت أصحاب خطة الانفصال، وبين الواقع الميداني على الأرض، ومع ذلك فما زالت جهات دولية عديدة تحمّل إسرائيل مسؤولية الوضع الإنساني في غزة".
وأشار إلى أن "الانسحاب من غزة جلب علينا هذه الكارثة، بدليل أن كميات الأسلحة التي تم تهريبها في الأشهر الثلاثة التي أعقبت الانسحاب أواخر 2005، أكثر بآلاف الأضعاف من الشهور التسعة التي سبقت تنفيذ الخطة، كل ذلك لا يعفي حكومة اليمين الحالية من السلوك الضعيف أمام حماس، والمعاناة التي لا تتوقف لمستوطني الجنوب".
عسكريون إسرائيليون: الحكومة جعلتنا رهائن لقرارات حماس
خبير إسرائيلي: ضغط مصر وأموال قطر يقربان اتفاق حماس وإسرائيل
دعوة إسرائيلية للحوار مع حماس لإبعاد شبح المواجهة القادمة