ظهرت مؤخرا العديد من الإشارات التي تدل على أن عهد السيارات في وسط
المدن بات يقترب من النهاية.
ففي مدريد العاصمة الإسبانية، ابتداء من الشهر المقبل، سيتم إغلاق
مركز المدينة على جميع السيارات، ومنع المركبات الكهربائية التي تعود للمقيمين
وبعض الاستثناءات الأخرى.
العديد
من العواصم الأخرى هي أيضا تضيق الخناق على السيارات، أوسلو -مثلا- قامت بتحويل
الطرق إلى مسارات مشاة. وبدأت باريس وبروكسيل بوضع أيام خالية من السيارات سنويا.
وتعزم مدينة المكسيك وأثينا وروما على حظر سيارات الديزل بحلول عام 2025.
فهل
هذه نهاية السيارات داخل المدن؟
هناك أسباب وجيهة لحظر السيارات في المناطق المزدحمة المأهولة
بالسكان، حيث إن السيارات والبنى التحتية الداعمة لها تغطي ما يقارب 60% من مساحة
المدن، كما يقول مارك نيوينهويخسين من معهد برشلونة للصحة العالمية في إسبانيا،
والذي يلحق خسائر فادحة بصحتنا الجسدية والعقلية.
وتشير أحدث التقديرات إلى أن تلوث المركبات الذي يشمل أكاسيد
النيتروجين والسخام وأول أوكسيد الكربون مسؤولون عن ما لا يقل عن 184000 حالة وفاة
مبكرة على مستوى العالم كل عام، ويرجع ذلك في الغالب لأمراض القلب والرئة.
كما تم ربطه بالخرف، حيث توصل بحدث حديث إلى أن الأشخاص الذين يعيشون
بالقرب من الطرق السريعة الرئيسية هم أكثر عرضة بنسبة 7% لتطوير الخرف.
وبالطبع، تنتج السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل الغازات المسببة
للاحتباس الحراري -لا سيما ثاني أكسيد الكربون- التي تسهم في تغير المناخ.
علاوة على ذلك، تصيب حوادث السيارات كل عام ما يقارب 78 مليون شخص،
وتقتل أكثر من مليون آخرين، وتسهم الرحلات الطويلة في السيارة إلى عدم النشاط
البدني، الذي يعد واحدة من أكبر مشكلات القرن الواحد والعشرين. كما أنه تم ربط الضوضاء
الصادرة عن حركة المرور بالاكتئاب لدى البالغين ومشاكل الانتباه لدى الأطفال.
تظهر
أدلة إضافية أن القيود المفروضة على السيارة تساعد على تعزيز أنماط الحياة النشطة.
ففي كوبنهاغن، التي حولت العديد من شوارعها إلى ممرات ومجاري دراجات خالية من
السيارات منذ الستينيات من القرن الماضي، أصبح أكثر من 60% من السكان يركبون
الدرجات الهوائية للذهاب إلى العمل، مقارنة بنسبة 2% من الناس في لندن.
أما بالنسبة للمدن التي تفكر في فرض قيود على السيارات، فتتوفر لديها
العديد من الخيارات. الأول حظر السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل، مع السماح
للسيارات الكهربائية التي لا تصدر أي انبعاثات الثاني هو حظر جميع السيارات،
والثالث هو تغيير طريقة تنظيم المدينة، بحيث يكون المشي وركوب الدراجات والنقل
العام أكثر جاذبية من القيادة.
ويعتقد أودري دي نازيل من إمبريال كوليج لندن أن التخلص من جميع
السيارات هو الخيار الأمثل؛ لأنه من وجهة نظره أن الفوائد الصحية التي ستحصدها
المدن التي تخلو من السيارات ستكون أكبر بمقدار 30 مرة من الفوائد الناتجة عن
التحول إلى السيارات الكهربائية؛ لأنها ستقلل أيضا من الحوادث، وتزيد من ممارسة
الرياضة.
الاستحمام اليومي يمكن أن يساعدك في التغلب على الاكتئاب
اكتشاف مواد في الفواكه والخضر تبطئ التقدم في العمر
هل يمكن لنبات الأمازون علاج سرطان الكبد؟