في ظل التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم، بدأ الحديث يزداد عن
استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الصناعات العسكرية والحروب، وأصبح هناك مناصرون
من داخل الحكومات لهذا المجال.
بالمقابل،
هناك أيضا رافضون لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الأسلحة، وكان آخرهم موظفي شركة
"مايكروسوفت" الأمريكية، حيث قاموا بإرسال رسالة للمدراء التنفيذيين
بالشركة، طالبوا فيها برفض تصميم نظام الذكاء الاصطناعي الحربي للبنتاغون، المقدرة قيمته بـ10 مليارات دولار.
وأشارت
صحيفة "ديلي تلغراف" في خبرا لها إلى أن الموظفين وقعوا على رسالة تدعو
المديرين التنفيذيين للتخلي عن عرض مقترح لعقد عسكري أمريكي، من شأنه أن يجعل
عملاق التكنولوجيا يستخدم الطاقة الإلكترونية، وتوجيه الذكاء الاصطناعي في الحرب
خلال السنوات العشر القادمة.
وذكر
الخبر بأن الموظفون اتهموا في رسالتهم شركة "مايكروسوفت" بخيانة مبادئها
"مقابل أرباح قصيرة الأجل"، في خطة من شأنها أن تجبر الموظفين على بناء
منتج ليس لديهم أدنى فكرة "عما إذا كان عملنا يستخدم للمساعدة في تصفية الأشخاص
أو المراقبة أو القتل"، بحسب قولهم.
وعبر
الموظفون عن اعتقادهم بأن ما يصنعونه يجب عدم استخدامه في شن الحرب.
وقال
الموظفون في رسالتهم: "عندما قررنا العمل في شركة "مايكروسوفت"،
كنا نفعل ذلك على أمل تمكين كل شخص على هذا الكوكب من تحقيق المزيد، وليس بقصد
إنهاء الحياة وتعزيز الفتك".
وقالت
الصحيفة: "لا نعرف سوى القليل عن خطة الحكومة لاستخدام نظام السحابة المقترحة، المسماة
بالبنية التحتية المشتركة للدفاع عن المشاريع (JEDI)".
وكشف
"جون جبسون"، كبير مسؤولي الإدارة في وزارة الدفاع الأمريكية، في مؤتمر
صناعي لمناقشة JEDI، أن "البرنامج المثير للجدل كان حقا حول قدرتنا على الفتك".
وقالت
شركة "غوغل" إنها انسحبت من حرب المزايدة، مدعية أنها لا تستطيع التأكد
من أنها لن تتعارض مع مبادئ مشروع الذكاء الاصطناعي الخاص بها، وواجهت الشركة تمردا
داخليا؛ لمشاركتها في برنامج البرمجة MAVEN للجيش الأمريكي.
ولفتت
الصحيفة إلى أن طلبات المزايدة على عروض JEDI أغلقت يوم الجمعة، وتم نشر
الرسالة المفتوحة التي وقعها موظفو مايكروسوفت على موقع blogging Medium في المساء.
وقدمت
مايكروسوفت عرضها على عقد JEDI في الموعد النهائي في 12 أكتوبر.
وقال
متحدث باسم شركة "مايكروسوفت": "في حين أننا لا نملك طريقة للتحقق
من صحة هذه الرسالة، فإننا نشجع الموظفين دائما على مشاركة آرائهم معنا".
وقالت الصحيفة إن العقد العسكري المذكور أثبت أنه مثير للجدل إلى حد
كبير لأسباب أخرى، حيث انتقد بعضا من أكبر مزودي خدمات "الحوسبة
السحابية" المشروع، وأشاروا إلى أنه ينطوي على خطر على المنافسة، ويحتمل أن
يشكل خطرا أمنيا على الجيش الأمريكي.
وتبحث
وزارة الدفاع الأمريكية عن شركة واحدة لتنفيذ العقد، وهي خطوة تعدّ على نطاق واسع
داخل الصناعة كمخاطر أمنية وموثوقية.
وقال "سام غوردي"، رئيس العقود الحكومية في شركة آي بي إم
لـ صحيفة "ديلي تلغراف": "غالبا ما يشار إلى هذا النظام العسكري
باسم "نقطة فشل واحدة"، حيث إذا كان نظام الأسلحة يعتمد على نظام سحابة
واحد، فقد يؤدي ذلك إلى تعريض الأداء والأمان للخطر، ما قد يترك الجنود عرضة
للخطر".
وقد احتجت شركة آي بي إم وأوراكل، اللتان تقدمتا بمقترحات للعقد رسميا؛ لأنهما تدعيان أن هذا المشروع يمكن أن يعرض الجنود للخطر، وأنه يهدر أموال
دافعي الضرائب.
وانتقد كلاهما عملية المناقصة على أنها غير قابلة للمنافسة؛ لأنها
وضعت بمواصفات لا يمكن إلا لشركة الأمازون تقديمها حاليا، ما يشير إلى أن شركة
الملياردير جيف بيزوس كانت بالفعل المرشحة الأولى.
ويرأس العقد كريس لينش من وزارة الدفاع، وهو مهندس سابق في وادي
السليكون قضى عامين في شركة مايكروسوفت.
وفي السياق ذاته، انتقد الملياردير الأمريكي الشهير إيلون ماسك الذكاء
الاصطناعي، خاصة إذا تم استخدامه عسكريا، فقد نقلت شبكة "سي إن بي سي"
التلفزيونية الأمريكية في وقت سابق عنه، قوله بأن الذكاء الاصطناعي أخطر على
البشرية من القنابل النووية.
وأشارت الشبكة إلى أن "ماسك" حذر من أن مواصلة السير في
إنتاج "روبوتات اصطناعية"، وتطوير الذكاء الاصطناعي إلى مستويات كبيرة،
يمكن أن ينتج عنه خطوة تفوق خطوة استخدام الأسلحة النووية.
وأوضحت أن معرفته بالذكاء الاصطناعي هي التي أثارت قلقه من مدى
خطورته، والتي تتمثل في "الروبوتات" الحديثة وخطرها على البشر في
المستقبل إذا استمر تطورها بالطريقة ذاتها.
وختم
"ماسك" حديثه آنذاك بالقول: "مخطئ من يعتقد أن الذكاء
الاصطناعي سيظل تحت السيطرة، وأن البشر سيظلون أكثر ذكاء من "الروبوتات"
بسبب قدرتهم على اكتساب مهارات جديدة باستمرار"، مشيرا إلى أن بعض
"الروبوتات" استطاعت أن تغير هذا الأمر بتطوير ذكائها بصورة آلية.
بدوره، رد أستاذ علوم الحاسوب في جامعة كاليفورنيا، حسين العمري، على
المخاوف من سيطرة الذكاء الاصطناعي و"الروبوتات" على البشر بالقول:
"لا أحد يستطيع تصور الآلات خارج السيطرة، وهذه المخاوف إلى الآن مبالغ بها
بشكل كبير".
وتابع في حديث لـ "عربي21": "لا يستطيع الذكاء
الاصطناعي وحده الإضرار بالبشر، ولكن الخوف من اليد التي تسيطر عليه، فهي يمكن أن
تجعله خطرا شديد إذا تم استخدامه بشكل خاطئ، خاصة تقنية الدرونز، وهي أجهزة ذاتية
الحركة".
يشار إلى أن أفلام السينما تنبأت من قبل بهذه المخاوف، وتم إنتاج عدد
من الأفلام التي تتحدث عن سيطرة الروبوتات على البشر، وأشهرها فيلم The
Matrix، والذي تشن فيه "الروبوتات" الحرب على البشر.
دراسة: طواحين الهواء.. موفرة للطاقة مضرة بالبيئة
روسيا: التسريب على محطة الفضاء الدولية قد يكون متعمدا
اتفاق يرغم ماسك على التخلي عن رئاسة مجلس إدارة "تيسلا"