شن كاتب إسرائيلي هجوما قويا على الكنائس المسيحية الأوروبية، وتحديدا في ألمانيا، بسبب المواقف التي تتخذها في معاداة إسرائيل، وتبنيها للشعارات التي ترفعها حركة المقاطعة العالمية.
وقال أريئيل بولشتاين في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21" إن "مؤتمرا للكنائس شهدته ألمانيا مؤخرا تحول إلى محفل للتشهير بإسرائيل، والتحريض ضدها، وفي الوقت الذي يحيي فيه اليهود أعيادهم الدينية، فقد نظمت الأكاديمية الإنجيلية في بلدة باد-بول الواقعة جنوب غرب ألمانيا مؤتمرا معاديا لإسرائيل، شهد نشر دعاية سيئة جدا".
وأضاف: "إننا أمام مؤسسة أكاديمية هي الأولى من نوعها تابعة للكنيسة البروتستانتية في ألمانيا، تم تأسيسها عقب الحرب العالمية الثانية، وتضم اليوم شبكة مكونة من 18 مؤسسة في كافة أرجاء الدولة الألمانية، وهذا المؤتمر استضاف بصورة واضحة أكثر كارهي إسرائيل، والمحرضين ضدها".
وأوضح أن "قادة حركة المقاطعة (بي دي أس)، بينهم أعضاء في البوندستانغ من اليسار المتطرف، عرضوا آراءهم في المؤتمر عن الحلول المتاحة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وجميع الحلول هدفت لعزل إسرائيل في الساحة الدولية، وتوجيه الدعوات لشراكات مع حماس وحزب الله، ونحن أمام أمر سيئ تشهده ألمانيا".
وأشار بولشتاين، وهو محام يهودي مهاجر من روسيا، ويعتبر أحد أبرز وجوه حزب الليكود، أن "هذه المواقف المعادية لإسرائيل الصادرة عن الكنيسة الألمانية وأتباعها لا تختلف كثيرا عما تعلنه المنظمات المسلحة الداعية للقضاء على إسرائيل، وباتت تنتشر بصورة مثيرة للذعر، ومع مرور الوقت باتت دعوات شرعية وقانونية".
وأكد أن "هذه الأكاديمية في بلدة باد-بول حاولت قبل سنوات إقامة اتحاد لتحويل ممثلي حماس إلى متحاورين مطلوبين لإجراء نقاشات أكاديمية، لأن هدفها بناء جسور بين الشعوب، لكن من وراء هذه الدعوات البريئة والكلمات البارعة تتخفى دعاية معادية للسامية، لأن الجسر الوحيد الذي تقوم الأكاديمية ببنائه بين الداعين للقضاء على إسرائيل في ألمانيا، ونظرائهم الخطرين المنتشرين في الشرق الأوسط".
وأوضح أن "المشكلة الكبيرة التي تزداد خطورة عن مؤتمر هذه الكنيسة حالة معاداة السامية الآخذة بالانتشار والتزايد، وبعيدا عن مرأى ومسمع الجمهور الإسرائيلي تجري في ألمانيا معركة جدية بكل معنى الكلمة على صورة الدولة اليهودية، وعن العلاقة التي تربط ملايين الأوروبيين تجاهها".
وأشار بولشتاين، وهو مؤسس حركة "وجه إسرائيل"، أنه "رغم العلمانية المنتشرة في جميع أرجاء القارة الأوروبية، لكن لا يجب التقليل من خطورة وتأثير الكنائس على الرأي العام الأوروبي، ورغم الابتعاد الآخذ بالتزايد عن المسيحية التقليدية، لكن هناك العديد من الأطياف السكانية الكبيرة في أوروبا يرون في الكنيسة موجها أخلاقياً، يأخذون بتوجيهاتها".
وتحدث عن أنه "من خلال الدعاية المضادة لإسرائيل التي تعم أوساطا متزايدة من الأوروبيين، فإن التوصيف الأكثر رواجا بينهم عن إسرائيل أنها دولة عدوانية بشكل تقليدي، وقاسية وغير إنسانية، بسبب العمليات المتواصلة من غسيل الدماغ المعادية لإسرائيل التي تتم عبر الكنائس المسيحية، من خلال وفود كثيرة يلتقون أصدقاءهم من العرب الفلسطينيين، ويسمعون العديد من المزاعم المثيرة للتقزز عن إسرائيل، وتلقائيا ضد اليهود".
اقرأ أيضا: إسرائيل غاضبة من محاضر أمريكي مناصر لفلسطين وداعم للمقاطعة
وأشار أنه "لا يجب الوقوع تحت تأثير المفاجأة والذهول من انتشار حمى هذه الدعاية المزدحمة بكراهية إسرائيل في أوساط الأوروبيين، وفي المرحلة القادمة من المتوقع أن يقوم زوار هذه الكنائس بتقديم تبرعات مالية "للفلسطينيين المساكين"، وهذه الأموال قد تصل لحملات المقاطعة والجهات المعادية لإسرائيل من خلال عقد سيمنارات ومؤتمرات وجلسات نقاش، تشهد تقديم أوراق ومداخلات تضج بالكراهية لإسرائيل".
وختم بالقول إن "الأجواء المعادية لإسرائيل في الجمهور الألماني خصوصا، والأوروبي عموما، باتت أكبر من أن يتم التستر عليها، مما يجعل إسرائيل وحلفاءها في العالم المسيحي مدعوون لأن يعملوا الكثير لمواجهتها، والتصدي لها".
مخاوف إسرائيلية من إخراج محاضريها من مؤسسات أكاديمية غربية