قال رئيس معهد القدس للدراسات الاستراتيجية، البروفيسور الإسرائيلي أفرايم عنبار، إن "مرور 25 عاما على توقيع اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين يشير إلى انهيار واضح للعملية، بغض النظر عن المتسبب بهذا الانهيار، سواء كان الإسرائيليون أم الفلسطينيون، هل هو بنيامين نتنياهو أم إيهود باراك".
وأضاف عنبار في لقاء موسع مع موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين، وترجمته "عربي21" أنه "بعد عام 2000، تبين أن إسرائيل ليس لديها شريك حقيقي من بين الفلسطينيين، وهذه القناعة بدأت تتعزز في أوساط الإسرائيليين، وأصبح هناك ما يشبه الإجماع الإسرائيلي على أن الفلسطينيين هم السبب في فشل مسيرة أوسلو بعد مرور هذه السنوات".
وزعم قائلا إن "الفلسطينيين لم يكونوا مستعدين للاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي، أكثر من ذلك فإنهم لم يستطيعوا أن يكونوا شركاء لأنهم لم يتمكنوا من تسويق عملية أوسلو بين أوساطهم الشعبية، ولذلك رأينا كيف أن السلطة الفلسطينية فقدت السيطرة على قطاع غزة لصالح حركة حماس، التي أنشأت كيانا غير مستعد لمجرد التفكير في الاعتراف بإسرائيل".
اقرأ أيضا: محطات رئيسية في طريق اتفاق أوسلو قبل 25 عاما (إنفوغرافيك)
وأوضح أن "مسيرة أوسلو أثبتت أن هناك العديد من القواسم المشتركة بين حركتي فتح وحماس، لكن ربما طريقة تطبيق هذه الأجندة تختلف لدى كل منهما، فأبو مازن يرفض نهج العنف والعمليات المسلحة ضد إسرائيل ليس لعدم قناعته بها، ولكن لأنه يعلم حجم الفوارق الكبيرة في موازين القوى بين الجانبين، ويدرك حجم الأضرار التي قد تعود على الفلسطينيين من استخدامهم لهذا الطريق الصعب".
وأشار عنبار إلى أنه "حين ننظر إلى استطلاعات الرأي في إسرائيل، فإننا نرى أن أكثر من ثلثي الإسرائيليين لا يرون أن الفلسطينيين شركاء في مسيرة السلام النابعة من اتفاق أوسلو".
وأوضح أن "توزيع الاتهامات على باراك أو نتنياهو بالتسبب بانهيار أوسلو ليست مجدية كثيرا، المجتمع الإسرائيلي ينظر إلى اتفاق أوسلو على أنه مسيرة فاشلة، وتجربة لم يثبت نجاحها، ولذلك بات لديه المزيد من القدرة على مواجهة اختبارات مستقبلية".
وأكد أنه "يمكننا القول بكثير من الثقة كإسرائيليين أننا جربنا مسيرة أوسلو، لكننا لم ننجح، وفي حال اندلعت أي مواجهة كبيرة مع الفلسطينيين، فلن يكون أمامنا من خيار سوى الانتصار فيها، وهذا مصدر قوة لنا".
اقرأ أيضا: باحث إسرائيلي: هكذا استفادت إسرائيل من اتفاقية أوسلو
وحول إمكانية أن يكون هناك قرار سياسي إسرائيلي بالإعلان عن إلغاء اتفاق أوسلو رسميا، قال عنبار إن "هناك ارتياحا إسرائيليا معينا باتجاه حقيقة أن الفلسطينيين لديهم سيطرة على ذواتهم. 95 في المئة منهم يعيشون تحت حكم فلسطيني مباشر، ومعظم الإسرائيليين ليسوا معنيين بالعودة للحكم العسكري على الفلسطينيين في المدن والبلدات، هذا وضع مريح جدا لنا".
وختم بالقول إنه "رغم فشل مسيرة أوسلو، فإن الحكومات الإسرائيلية تبدي نوعا من الجدية لتقديم المساعدة للفلسطينيين لتجنيد أموال من الخارج، كي يكون لديهم ما يأكلون، لأننا لا نريد جيراناً جوعى بجانبنا، ونحن مستعدون لمساعدتهم لإقامة سلطة إدارية".
وأكد أن "لإسرائيل استراتيجية في السنوات الأخيرة تقوم على فرضية إدارة الصراع مع الفلسطينيين بالحد الأدنى من الأضرار، وأعتقد أننا نجحنا في ذلك إلى حد كبير، فإسرائيل كدولة تعيش مرحلة انتعاش رغم الصراع المستمر مع الفلسطينيين، وفشل عملية أوسلو".
تقدير إسرائيلي: السلطة وحماس يحتفظان بتفوق معين.. ما هو؟
عباس في محادثات مغلقة: اتفاق حماس مع إسرائيل على جثتي
موقع إسرائيلي: اتفاق التهدئة مع حماس عالق.. ما علاقة عباس؟