قال تال ليف-رام، الخبير العسكري الإسرائيلي في صحيفة معاريف، إن "الواقع الأمني والعسكري المتوتر سيرافق رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي القادم، بغض النظر من سيكون، لأن الهدوء الحذر في الجبهة الشمالية مع لبنان وسوريا، والجبهة المتزعزعة في الجنوب مع قطاع غزة، تتطلب من قائد الجيش القادم أن يهيئ نفسه للاستماع لأصوات متزايدة داخل هيئة الأركان تطالبه بالانتقال بالجيش ليكون أكثر مهنية وعملياتية".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "السنة العبرية الحالية تنتهي بأوضاع أمنية مزدحمة ومضغوطة، تتصدرها المواجهة الوشيكة مع الإيرانيين، وربما نفهم السبب وراء تزايد التصريحات العسكرية الأخيرة من المقالات والمؤتمرات الصحفية لكبار ضباط الجيش".
وأشار إلى أن "تزايد ظهور جنرالات الجيش بهذه الفعاليات على غير العادة ممن سبقهم له أهداف عديدة، أهمها الحرب النفسية ضد الأعداء، وتقوية صورة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وإعطاء بطاقة ائتمان لكبار الجنرالات، فضلا عن الاعتبارات السياسية، رغم أن عددا ليس قليلا من كبار الضباط في المؤسستين الأمنية والعسكرية يعتقدون جازمين أن الفترة الأخيرة شهدت أداء سياسيا إسرائيليا لا ينم عن توجهات إستراتيجية حكيمة".
وأكد أنه "في ظل تقدير الوضع الأمني الإسرائيلي الذي قد يحمل فرضيات، من بينها اندلاع حرب تنخرط فيها عدة أطراف دفعة واحدة، فإن إسرائيل استغلت جيدا الوضع القائم في المنطقة بإتاحة الفرصة أمامها لحرية حركتها العملياتية، وتمثلت الرسالة التي تواترت في الأيام الأخيرة على ألسنة رئيس الحكومة ووزير الحرب وكبار ضباط الجيش، بأن ستواصل العمل في سوريا حتى بعد انتهاء الحرب هناك".
وأوضح أن "الأمريكيين لن يسارعوا بالانسحاب من سوريا في هذه المرحلة، وربما يحتفظون بقواتهم هناك كورقة مساومة أمام الروس، كشرط لإخراج القوات الإيرانية من سوريا، مع أنه في حالة بقاء التوتر بين القوتين العظميين، فإن أحد إفرازاتها غياب الرد الروسي على استمرار الهجمات الإسرائيلية على سوريا".
وعند الحديث عن الجبهة الجنوبية مع غزة، قال ليف-رام إن "هناك حالة انتظار من قبل كل الأطراف، فمن ناحية إسرائيل ليس من تسوية وتهدئة، ومن جهة السلطة الفلسطينية ليس هناك مصالحة، ومن جهة حماس فإن الحصار ما زال قائما".
وكشف النقاب أنه "بعد حرب غزة الأخيرة 2014، بقيت ست نقاط عالقة في المفاوضات بين الجانبين، وكل نقطة مرتبطة بالثانية، وتم الاتفاق فقط على اثنتين منها: وقف إطلاق النار، وترتيب المنطقة الأمنية العازلة شرق قطاع غزة، وفتح المعابر، وتوسيع مساحة الصيد".
وأضاف أن "باقي القضايا المتعلقة بإعادة الجنود الأسرى، وعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، وترميم القطاع، وإقامة الميناء، كلها قضايا لم يتم التفاوض بشأنها بالجدية اللازمة على الطاولة، ولذلك تعتقد الأوساط الأمنية الإسرائيلية أن هدوء الجبهة الجنوبية مؤقت، وهناك فرصة كبيرة من التصعيد والمواجهة مع حماس".
وختم بالقول إنه "في ظل التوتر القائم بين إسرائيل من جهة، والإيرانيين وحماس وحزب الله من جهة أخرى، يفترض بالرئيس القادم لهيئة الأركان أن يكون على كامل الجاهزية للتعامل مع هذه التهديدات، في ضوء الوثيقة الأخيرة التي أصدرها الجنرال غادي آيزنكوت قائد الجيش الحالي، وصادق عليها جميع ضباط هيئة الأركان، وأعلن فيها جاهزية الجيش لخوض أي مواجهة عسكرية يتم الشروع فيها".
هذه دوافع تهديدات نتنياهو المتكررة بتنفيذ عمليات عسكرية
ليبرمان: خياران لإسقاط حماس.. وهذا ما نفضله
بوادر حرب بين موسكو وطهران بسوريا.. ما موقف واشنطن؟